أقلام حرة
معافاة الأَبدان
بواسطة أقلام حرة, 18th April 2020 عند 06:15 AM (484 المشاهدات)
معافاة الأَبدان
عباس عطيه عباس أبو غنيم
علينا أن توجه إلى الله في طلب العفو ورضاه سبحانه وتعالى في سلامتنا وسلامة مدننا من هذا الوباء القاتل الذي مزق أفئدتنا ربي أن الوباء الذي فتك بمن قال نحن دولة عظمى لنا مكانتنا وهيبتنا بين الدول لكن هذا الفيروس (كورونا ) قد كشف المستور لذا سيدي نوجه بك ونطلب منك أن تعافنا في أبداننا وتمن علينا وعلى جميع المسلمين والمسلمات بالصحة والعافية يارب .
أن الدعاء والتقرب إلى الله زلفى من خلال أعمالنا والذي أنعم بها الخالق الكريم علينا ونلتمس منه المغفرة والسلامة في الدين والدنيا عن أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام )): نَحْمَدُهُ عَلَى مَا كَانَ، وَنَسْتَعِينُهُ مِنْ أَمْرِنا عَلَى مَا يَكُونُ، وَنَسْأَلُهُ الْمُعَافَاةَ في الْأَدْيَانِ، كَمَا نَسَأَلُهُ الْمُعَافَاةَ فِي الْأَبْدَانِ ): ( نهج البلاغة الخطبة 99).
أن طلب العافية من القادر المقتدر (عز وجل (سبحانه بأن الإنسان لا طاقة له على البلاء وكذلك تجد العجز يبان عليه لذا تجد تعاليمِ أهلِ البيتِ (عليهم السلام) حول الدعاء والتقرب إلى الله عز وجل في طلب العافية في الأبدان وأداء الواجب في التكليف الشرعي الذي تقرب الناس إلى ربهم سبحانه وتعالى قال الله تعالى (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ) : (ال عمران 8).
لو عددنا نعم الله التي لا تحصى أمام أعمالنا التي لم تساوي أي شيء أمام العطاء الإلهي لنا وهذه الصور لو جمعت لهذا الإنسان لكان المؤمل المرجو العافية بجميع أنواعها للنهوض بحمل الرسالة المكلف بها الإنسان وهي الخلافة الربانية في الأرض ومن هنا تأتي الابتلاءات التي تطغى على جسم الإنسان لتفقده القوة والقدرة لمواجهتها .
ولو نظر الإنسان الى الكم الهائل من الأدعية وكيفية طلبها من الله ومن دعاء الأمام السجاد (ع) في صحيفته السجادية لوجدنا هذا الدعاء : (اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِه، وعَافِنِي عَافِيَةً كَافِيَةً شَافِيَةً عَالِيَةً نَامِيَةً، عَافِيَةً تُوَلِّدُ فِي بَدَنِي الْعَافِيَةَ، عَافِيَةَ الدُّنْيَا والآخِرَةِ) ( ص 114 )أنظر إلى حديث مولى الثقلين أمير المؤمنين يقول (ع) : (إِنِّي أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّه... فَإِنَّ تَقْوَى اللَّه دَوَاءُ دَاءِ قُلُوبِكُمْ، وبَصَرُ عَمَى أَفْئِدَتِكُمْ، وشِفَاءُ مَرَضِ أَجْسَادِكُمْ ) : ( ميزان الحكمة الريشهري ج4 ص3630 ) .
أن معافاة الأبدان ترتبط بتقوى القلب وتعد من أهم الكمالات الإنسانية والروحية لهذا البدن قال أمير المؤمنين (عليه السلام ): (أَلَا وإِنَّ مِنَ الْبَلَاءِ الْفَاقَةَ، وأَشَدُّ مِنَ الْفَاقَةِ مَرَضُ الْبَدَنِ، وأَشَدُّ مِنْ مَرَضِ الْبَدَنِ مَرَضُ الْقَلْبِ، أَلَا وإِنَّ مِنْ صِحَّةِ الْبَدَنِ تَقْوَى الْقَلْبِ ):(نهج البلاغة ) .
أن الحديث عن معافاة الأبدان والوقاية الصحية التي لا تعد ولا تحصى لأهميتها والتي عبر عنها الإسلام وحث عليها النظافة فالنظافة من القيم والتوصيات التي جعلت من أخلاق الأنبياء ولعل الشاهد هنا الحديث المروي عن الأمام الرضا (عليه السلام( : (من أخلاقِ الأنبياءِ التنظّفُ ) : (مكارم الأخلاق: ١ / ١٠٢ / ٢٠٠ )وكذلك الوصية من الأمام الكاظم ( ع) لهشام بن الحكم في مقام جند الله العقل : النظافة وضدها القذارة) : (الكافي: 1/ 13/ 12 ) .
لأختم حديثي عن المعافاة في الأبدان بهذا الحديث عن الرسولِ الأكرمِ (ص( تنظّفوا بكلِّ ما استطعتم؛ فإنَّ اللهَ تعالى بنى الإسلامَ على النظافةِ، ولن يدخلَ الجنّةَ إلّا كلُّ نظيف ) أن التقيد بهذه الآداب المتكاملة والتي حث عليها الرسول الخاتم وآله وصحبة الميامين وهي لا شك كما أرادها الله عز وجل وهي صوره جميلة مشرقة حف بها نبينا المختار وآله الطيبين الطاهرين .