احمد الحياوي
الإمام مسلم بن عقيل عنوان للعلم والشجاعة في ضمير المحقق الصرخي
بواسطة احمد الحياوي, 10th August 2019 عند 12:04 PM (647 المشاهدات)
[IMG]https://dorar.at/imup2/2019-08/120475.mslm.jpg[/IMG]
بقلم احمد الحياوي
قال الله تعالى ولا تحسبن الذین قتلوا فی سبیل الله أمواتا بل أحیاء عند ربهم یرزقون
سفير الإمام الحسين-عليه السلام- وابن عمه مسلم بن عقيل -عليه السلام-.
قال الإمام الحسين-سلام الله عليه- في رسالته التي بعثها مع مسلم بن عقيل إلى أهالي الكوفة ما نصه:
(مِن الحُسينِ بن عَلي إِلى مَن بلغهُ كتابي هذا مِن أوليائِه وَشيعَتِه بالكوفة:
سلامٌ عليكم، أما بعد: فَقَد أتَتْني كُتُبكُم، وفهمتُ ما ذكرتُم مِن مَحبَّتِكم لِقُدومِي عَليكم، وأنا بَاعثٌ إِليكم بِأخي وابنِ عَمِّي وثِقتي من أهلي مسلم بن عقيل، لِيعلمَ لِي كُنْهَ أمْرِكُم، ويكتبَ إِليَّ بما يَتبَيَّن له من اجتماعِكُم، فإن كان أمرُكم على ما أتَتْني بِه كُتُبُكم، وأخبَرَتني به رُسُلُكم، أسرعتُ القُدومَ إليكُم إِن شَاء اللهُ، وَالسَّلام)
إعلم عزيزي القارئ أنّ كلّ ما يصدر من الإمام المعصوم-سلام الله عليه- من قول وفعل وتقرير هو حجة، فالإمام لا يمدح إعتباطاً ولا يحابي أحداً لكونه قريباً له، أو من أبناء عمومته، بل إن ما يقوله الإمام المعصوم هو مطابق للواقع وعين الحقيقة. فإذا عرفنا ذلك أدركنا عظمة مسلم بن عقيل- سلام الله عليه-.
إزداد مسلم إيمانًا واتَّجهَ صَوبَ العِراق،
وسار مسلم يطوي البيداء، حتى دخل الكوفة ووثوقاً بنجاح الدعوة حينما بايعه ذلك العدد الهائل من أهل الكوفة، فكتب للإمام -عليه السلام- يَستَحِثّه فيها على القدوم إليهم برسالة هذا نَصُّها:
(فإنَّ الرائدَ لا يكذب أهله، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا، فَعجِّل حين يأتيك كتابي، فإن الناس كُلُّهم معك، ليس لَهم في آل معاوية رأي وَلا هَوى).- عندما يبلغ مسلم بن عقيل خبر ما فعله ابن زياد بهانئ بن عروة, فينادي بأصحابه ومَنْ التفّ حوله لمواجهة تلك الشرذمة التي يترأسها ابن زياد, كي يتم تحرير هانئ بن عروة , والذي يرى مسلماً-عليه السلام-, على تلك الحال, وقد التف حوله أربعة آلاف رجل, سيقطع بأنّه سيجعل قصر ابن زياد هباءً تذروه الرياح !!!..لكنّ الذي حدث أنّ الأربعة آلاف رجل لم يبقَ منهم رجل واحد !!
ومن هنا أبتدأت الغربة والحصرة سدولها فحاصرت مسلماً-عليه السلام-, فصيرته وحيداً غريبا طريدنا شريدا بعد ما كانت تحفه الألوف, يلتفت يميناً وشمالاً .. ما من أحد .. خيم الخوف والرعب على الكوفة فأمست وكأن بيوتها ترتجف وجدرانها تهتزّ ذعراً .. خيّم الظلام ومسلماً-عليه السلام- يجوب بطرقاتها ليلاً ..و أزقتها خلت من الحياة, وكأن الأرض انشقت وابتلعت منْ على ظهرها .. ليس له من دليل يدله على الطريق .. أعياه التعب وأدركه النصب, فأخذ منه الجوع والعطش مأخذاً .. تُرى هل يدركه أحد ؟ .. كلا , فالذي يتخلّى عنه في وضح النهار كيف يهرع لنجدته في لجّة الليل المظلم !! ..ومع طيبة قلب تلك المرأة الصالحة طوعة إلا أن ابنها وشى بمسلم حتى..اقتحموا عليه الدار, وحاصروه من كلّ جانب , سلّ سيفه العلوي كبرقٍ سماوي,ودوّى رعدٌ مهيب من صوته قائلا :
أقسمت لا أُقتــــل إلّا حــــراً ---وإنْ رأيت الموت شيئا نـكراً
وبعد أنْ عجزت السيوف من كسر سيفه, مع ما به من جراح نازفة, تخلوا عن المناجزة إلى الالتفاف حوله وضربه من كل جانب , فتوالت طعنات الغدر عليه .. تراخت قبضته .. سقط على الأرض.. انتزعوا السيف من يده, أخذوه مكبلاً إلى ابن زياد. فأمر بضرب عنقه ورميه من أعلى القصر.. قال اللعين ابن زياد لمن أصابه جرح من سيف مسلم-عليه السلام-, خذه واقتص لنفسك, فأخذه إلى أعلى القصر, فقال له مسلم-عليه السلام-: أمهلني لأصلي ركعتين, ثم التفت إلى جهة المدينة وقال: السلام عليك يا أبا عبد الله .. فضربه اللعين ورمى به من أعلى القصر وراح جلاوزة ابن زياد يجرون بجسده الطاهر في الأزقة والأسواق .. لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ }
قال_المرجع_المعلم الصرخي
النجاة النجاة لمن أدب نفسه وحصن فكره وثبت قلبه على الإيمان ومعرفة الحق وإمام الحق وانتصار له صدقا وعدلا فمن كان قائده العقل والفكر والعلم والإيمان والتقوى وقد طبع وتطبع عليه فإن الله تعالى سينعم عليه ويوفقه ويسدده لمعرفة النداء الصحيح الحقيقي النوراني المقدس ويشرف باتباع النداء وإمامه بالحق -عليه الصلاة والسلام -.
والإنسان المحب والمخلص لله وأصدقهم قولآ وأوفاهم عهدآ وأزكاهم عملآ وأصفاهم ذكرآ وأعبدهم نفسآ تتباهى الملائكة عند مناجاته وتفتخر برؤيته وبه يعمر الله بلاده وبكرامته يكرم الله عباده ويعطيهم إذا سألوا بحقه ويدفع عنهم البلاء برحمته ولو علم الخلق مامحله عند الله ومنزلته لديه ماتقربوا إلى الله إلا بتراب قدميه.
ويقول سماحته أيضا( أننا نعاهد ونجدد العهد في كل يوم على أن نكون من الموالين الصادقين والتابعين للحق صدقآ وعدلآ والناصرين لأهل الحق والمضحين من أجلهم والمجاهدين في سبيل تحقيق ذلك بالقول والفعل وأن نكون من المتبرئين من الباطل وأهله.)
« الحَمْدُ للهِ المَلِكِ الحَقِّ المُبِينِ المُتَصاغِرِ لِعَظَمَتِهِ جَبابِرَةُ الطَّاغِينَ المُعْتَرِفِ بِرُبُوبِيَّتِهِ جَمِيعُ أَهْلِ السَّماواتِ وَالأَرَضِينَ المُقِرِّ بِتَوْحِيدِهِ سائِرُ الخَلْقِ أَجْمَعِينَ، وَصَلّىْ الله عَلى سَيِّدِ الأنامِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الكِرامِ صَلاةً تَقَرُّ بِها أَعْيُنُهُمْ وَيَرْغَمُ بِها أَنْفُ شانِئِهِمْ مِنَ الجِنِّ وَالاِنْسِ أَجْمَعِينَ سَلامُ الله العَلِيِّ العَظِيمِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيائِهِ المُرْسَلِينَ وَأَئِمَّتِهِ المُنْتَجَبِينَ وَعِبادِهِ الصَّالِحِينَ وَجَمِيعِ الشُّهداء وَالصِّدِّيقِينَ وَالزَّاكِياتِ الطَّيِّباتِ فِيما تَغْتَدِي وَتَرُوحُ عَلَيْكَ يامُسْلِمَ بْنَ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طالِبٍ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ».