احمد الحياوي
المحقق الصرخي - معاهدة الله في السير نحو التكامل
بواسطة احمد الحياوي, 19th July 2019 عند 08:30 PM (642 المشاهدات)
المحقق الصرخي - معاهدة الله في السير نحو التكامل
بقلم احمد الحياوي=
قال لله تعالى ( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ) ، وأيضاً قال تعالى: { بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ }[4] :كذلك {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ}[5] هذه الآيات المباركة وغيرها حالها كحال الآيات الأخرى التي فيها أوامر من الله تعالى إلى عبيده كـ قوله تعالى: ( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ )
عن رسول الله-صلى الله عليه وآله - حيث قال: " إِذا نقّضّوا العَهدَ سَلَّطَ اللهُ عَلَيهِم عّدُوِّهِم
يقول المحقق الصرخي في التضحية و الوفاء
(إنّ الإسلام اليوم يتطلب منك قدراً قليلاً من التضحية بوقتك، براحتك، بمصالحك الشخصية، برغباتك بشهواتك، في سبيل تعبئة كل طاقاتك وامكانياتك وأوقاتك لأجل الرسالة. أين هذه التضحية من تلك التضحية العظيمة التي قام بها الإمام الحسين-عليه السلام- من تضحيته بآخر قطرة من دمه، بآخر شخص من ذرّيته، بآخر كرامة من كراماته بحسب مقاييس الإنسان الدنيوي؟! لا بدّ أن نعيش دائماً هذه التضحية،والوفاء ونعيش دائماً مدلول هذا الدم الطاهر لكي يكون ثمن دم الإمام الحسين حيّاً على مرّ التاريخ).
يجب على المسلم معاهدة الله وبتزكية النفوس وتطهير القلوب من الشوائب والمحرمات وبناء أجيال واعدة لها ضمير حي وعقيدة صلبة صادقة مع الله ورسوله.
عن مأمون الرقي قال: كنت عند سيدي الصادق-عليه السلام- إذ دخل سهل بن الحسن الخراساني فسلم عليه ثم جلس فقال له: يا ابن رسول الله لكم الرأفة والرحمة، وأنتم أهل بيت الإمامة ما الذي يمنعك أن يكون لك حق تقعد عنه!؟ وأنت تجد من شيعتك مئة ألف يضربون بين يديك بالسيف!؟ فقال له-عليه السلام-: اجلس يا خراساني رعى الله حقك ، ثم قال: يا حنيفة أسجري التنور فسجرته حتى صار كالجمرة وابيض علوه ، ثم قال: يا خراساني! قم فاجلس في التنور، فقال الخراساني: يا سيدي يا ابن رسول الله لا تعذبني بالنار، أقلني أقالك الله قال: قد أقلتك ، فبينما نحن كذلك إذ أقبل هارون المكي، ونعله في سبابته فقال: السلام عليك يا ابن رسول الله فقال له الصادق-عليه السلام-: ألق النعل من يدك، واجلس في التنور، قال: فألقى النعل من سبابته ثم جلس في التنور ........ فقال له الإمام-عليه السلام-: كم تجد بخراسان مثل هذا؟ فقال: والله ولا واحدا .
أقول: إن سهل بن الحسن الخراساني عندما دخل على الإمام الصادق-عليه السلام- يخبره بوجود مئة ألف مقاتل من شيعة الإمام وأمره الأمام-عليه السلام- الجلوس في التنور فإمتنع ! لماذا هذا الامتناع ألست جندي ؟ عار على الجندي يعصي أمر قائده وهو في حالة الدفاع عن مقدساته . فكيف إذا كان القائد إمام زمانك وفي عنقك بيعة له.
الشيء الآخر؛ أنت تريد أن تنصر الإمام وتريد أن تعيد الحق إلى أهله ومستعد للموت فلا يهمك إذا كان الموت بالسيف أو بالحرق .
هذا انموذج لا يتحمل أن يفي بالعهد ، ولا يتحمل الموت من أجل طاعة الإمام و الانتصار لكلمة الحق ، بينما الانموذج الآخر هم الأشخاص الذين نصروا الإمام أبا عبد الله الحسين-سلام الله عليه- .. لبسوا القلوب على الدروع مستبشرين للشهادة مطيعين للإمام -سلام الله عليه- ، عارفين معنى أوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا ، فالوفاء كلفهم ازهاق أرواحهم والفوز برضى الله ورسوله.
أخيرا كما قال السيد الأستاذ الحسني الصرخي
الواجب على كل إنسان امتحان نفسه دائمًا ومحاسبتها ومراقبتها ومعرفة مدى التحسن والارتقاء في المستوى العبادي والأخلاقي والفكري عمّا كان عليه سابقًا؛ فإذا وجد أنّه قد حصل على الرقيّ والتصاعد في طريق التكامل الحقيقي فليشكر ربّه دائمًا لأنه- تعالى- الخالق والموفق والمنعم والمسدد في هذا الطريق القويم، وليعاهد الله بأنّه سيبقى يثبت في هذا الخطّ التصاعدي نحو الكمال وسيصعّد مستواه الإيماني ويعمّقه فيكون مّمن يذكر الله- سبحانه وتعالى- في جميع الأحوال والأوقات.
مقتبس من كتاب " الصلاة - القسم الثالث " لسماحة المرجع الأعلى السيد الصرخي الحسني- دام ظله-.
[URL="https://2.top4top.net/p_1290xdm1l1.jpg?fbclid=IwAR2TgOZ7GkW5w2YgtULjLEambqwrLA31ub4RaUYO5q2UZIqvAqgi3kb6Al8"]https://2.top4top.net/p_1290xdm1l1.jpg[/URL]