فجر السعودية
الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمة الله
بواسطة فجر السعودية, 14th July 2019 عند 06:38 PM (504 المشاهدات)
محمد بن صالح العثيمين
بو عَبد الله مُحَمّد بن صَالِح بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمن العُثَيْمِين الوهيبي التميمي (29 مارس 1929 - 11 يناير 2001).[1] ولد في ليلة 27 رمضان عام 1347 هـ، في عنيزة إحدى مدن القصيم. جده عثمان اشتهر بعثيمين فصارت الأسرة تنسب لهذا الجد، وهو الجد الرابع. آل عثيمين هم من آل مقبل من آل زاخر، - البطن الثاني من الوهبة من قبيلة بني تميم – نسبة إلى (محمد بن علوي بن وهيب) ومحمد هذا هو الجد الجامع لبطون الوهبة جميعاً.[2]
قال الألباني:«أنا الحقيقة معجب بسمت الشيخ ولطفه وأدبه إلى خروجه عن التقليد الذي ران على جماهير العلماء في كل البلاد ما استطاع إلى ذلك سبيلا، خلت الأرض من عالم وأصبحت لا أعرف منهم إلا أفراداً قليلين، أخص بالذكر منهم العلامة عبد العزيز بن باز والعلامة محمد بن صالح بن عثيمين.»
نشأته من الصغر
نشأ في أسرة متوسطة الحال، فقد كان والده يعمل في التجارة بين الرياض وعنيزة، ثم استقر في عنيزة وعمل قبل وفاته بدار الأيتام بعنيزة. وقد سُئل الشيخ: هل اشتغلت بالتجارة إلى جانب طلبك للعلم ؟ فقال: لا، لأن الوالد كان في الرياض، وكان ميسور الحال. فلم تتيسّر له سبل الرفاهية في الطلب، حيث يصف الشيخ المكان الذي يقرأ فيه بأنه (غرفة من طين تطل على زريبة بقر)
نشأته العلمية
تعلم القرآن على يد جده من جهة أمه عبد الرحمن بن سليمان الدامغ ثم تعلم الكتابة وشيئاً من الأدب والحساب والتحق بإحدى المدارس وحفظ القرآن عن ظهر قلب في سن مبكرة، وكذا مختصرات المتون في الحديث والفقه. كان عبد الرحمن بن ناصر السعدي قد رتب من طلبته الكبار لتدريس المبتدئين من الطلبة وكان منهم محمد بن عبد العزيز المطوع فانضم إليه العثيمين.
بعد دراسة التوحيد والفقه والنحو جلس في حلقة عبد الرحمن بن ناصر السعدي فدرس عليه في التفسير والحديث والتوحيد والفقه وأصوله والفرائض والنحو.
ويعتبر عبد الرحمن السعدي مرجعه الأول الذي تأثر بمنهجه وتأصيله واتباعه للدليل وطريقة تدريسه.
قرأ على عبد الرحمن بن علي بن عودان في علم الفرائض حال ولايته القضاء في عنيزة وقرأ على عبد الرزاق عفيفي في النحو والبلاغة أثناء وجوده في عنيزة ولما فتح المعهد العلمي بالرياض التحق به في 1372 هـ وانتظم في الدراسة سنتين انتفع فيهما بالعلماء الذين كانوا يدرسون في المعهد حينذاك ومنهم محمد الأمين الشنقيطي وعبد العزيز بن ناصر بن رشيد وعبد الرحمن الإفريقي وغيرهم.
اتصل بـ عبد العزيز بن عبد الله بن باز فقرأ عليه في المسجد من صحيح البخاري ومن رسائل ابن تيمية وانتفع منه في علم الحديث والنظر في آراء فقهاء أهل السنة والجماعة والمقارنة بينها ويعتبر عبد العزيز بن باز مرجعه الثاني في التحصيل والتأثر به. تخرج من المعهد العلمي ثم تابع دراسته الجامعية انتساباً حتى نال الشهادة الجامعية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض. كما أنه كان أحد المشاركين الرئيسيين في إذاعة القرآن الكريم السعودية وخصوصا في برنامج نور على الدرب
عقيدته
اعتقاد السلف الصالح؛ أهل السنة؛ في أصول الدين جملةً وتفصيلاً.وقد بين الشيخ عقيدته السلفية في تآليفه وشروحه ودروسه ومحاضراته وخطبه وفتاواه. وقد عاش يدعو إلى هذه العقيدة حتى آخر أيام عمره، في دروسه التي كان يلقيها في المسجد الحرام من غرفته، وهو على سرير المرض.
تفصيله في مسألة التكفير وخاصة تكفير الحكام
بين الشيخ خطورة الكلام في هذه المسألة خاصة ممن لا علم عنده، أو ممن يجري وراء العواطف والحماس المتوقد، وحذَّر أشد التحذير من الولوج في هذه الباب بغير علم وبصيرة، فقال الشيخ العثيمين:
وهذه المسألة أعني مسألة الحكم بغير ما أنزل الله من المسائل الكبرى التي ابتلي بها حكام هذا الزمان، فعلى المرء أن لا يتسرع في الحكم عليهم بما لا يستحقونه؛ حتى يتبين له الحق؛ لأن المسألة خطيرة، نسأل الله تعالى أَنْ يُصْلِحَ للمسلمين ولاة أمورهم وبطانتهم، كما أن على المرء الذي آتاه الله العلم أن يبينه لهؤلاء الحكام، لتقوم الحجة عليهم، وتبين المحجة، فيهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة، ولا يحقرن نفسه عن بيانه، ولا يهَابنّ أحداً فيه فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين. والله ولي التوفيق ".[3]
بيان الشيخ للكثير من الأخطاء التي تقع في كلام بعض الناس
وله كتاب مخصص لهذا الموضوع. ومن تلك الأخطاء: عبارة (لا حول الله) الواجب أن تعدل، فيقال:لاحول ولاقوة إلا بالله (لا سمح الله) تكره؛لأنها توهم أن أحداً يجبر الله على فعل الشيء. (لا قَدّر الله) لا بأس بها إذا قصد بها الدعاء. مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين (3/139). وعبارة: (شاءت قدرة الله) لا تصح.المصدر السابق (3/132). (فلان كان المثل الأعلى) وأنها لا تجوز على سبيل الإطلاق، فإذا قيدت فلا بأس.المصدر السابق (3/132). (فلان دفن في مثواه الأخير) وأنها حرام لا تجوز. المصدر السابق (3/133).
منهجه العلمي
وضح العثيمين منهجه، وصرّح به مرات عديدة أنه يسير على الطريقة التي انتهجها شيخه عبد الرحمن بن ناصر السعدي، وهو منهج خرج به عن المنهج الذي يسير عليه علماء الجزيرة عامتهم أو غالبيتهم، حيث اعتماد المذهب الحنبلي في الفروع من مسائل الأحكام الفقهية والاعتماد على كتاب "زاد المستقنع" في فقه الأمام أحمد بن حنبل، فكان الشيخ عبد الرحمن السعدي معروفًا بخروجه عن المذهب الحنبلي وعدم التقيد به في مسائل كثيرة.
ومنهج الشيخ السعدي هو كثيرًا ما يتبنى آراء ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ويرجحهما على المذهب الحنبلي، فلم يكن عنده جمود تجاه مذهب معين.
مؤلفاته
له مؤلفات كثيرة منها:
- من أحكام الصلاة.
- شرح ثلاثة الأصول.[4]
- الشرح الممتع على زاد المستقنع (وهو واحد من أشهر كتبه).[4]
- شرح مقدمة التفسير.[4]
- أسماء الله وصفاته وموقف أهل السنة منها.
- شرح العقيدة الواسطية.
- القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى.
- مختصر لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد.
- فتح رب البرية بتلخيص الحموية.[4]
- مجموعة أسئلة في بيع وشراء الذهب.[4]
- شرح الأربعين النووية .
- شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين .
- فتح ذي الجلال و الإكرام بشرح بلوغ المرام .
- إزالة الستار عن الجواب المختار لهداية المحتار .
- الإبداع في بيان كمال الشرع و خطر الابتداع .
- القول المفيد على كتاب التوحيد .
- شرح العقيدة السفارينية .
- شرح كتاب السياسة الشرعية لشيخ الإسلام ابن تيمية .
- فتاوى أركان الإسلام .
- الرسائل و المتون العلمية .
- صفة الحج و العمرة .
- أصول في التفسير .
- شرح مقدمة التفسير لابن تيمية .
- شرح البيقونية
وفاته
لما نقل من الحرم في آخر يوم بعد ما انتهى من الدرس -من شدة الالتهاب الرئوي الذي أصابه- إلى جدة في العيد، عولج من هذا الالتهاب الرئوي, وكان طيلة الوقت، إذا أفاق يقرأ القرآن ويذكر الله، قال: وفي آخر ليلتين اشتد عليه المرض جداً،وكان الشيخ يعاني أيضا من مرض السرطان ,وفي يوم وفاته بعد الظهر الساعة الواحدة والنصف دخل في غيبوبة إلى الساعة السادسة إلا عشر دقائق.[5] أعلنت وفاته قبيل مغرب يوم الأربعاء 15 شوال سنة 1421 هـ بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، وصلي عليه في المسجد الحرام بعد صلاة العصر يوم الخميس السادس عشر من شهر شوال سنة 1421هـ الموافق 11 يناير عام 2001 عن عمر ناهز 72 عاما، ودفن بمكة المكرمة.
وقد ذكر المغسلون الذين قاموا بتغسيل الشيخ وتكفينه ما رأوه من حسن منظره، وسهولة تغسيله، ونظافة بدنه، حتى أنهم ظنوا أن الشيخ قد غسل قبل المجيء به.[5] وخلّفه خمسة من البنين هم: عبد الله وعبد الرحمن وإبراهيم وعبد العزيز وعبد الرحيم، ومن البنات ثلاث هن: فاطمة وزينب وسمية.