الى أحـــــــــــــــــداهن لا داعيَ لِأَن تخبريني عن معاناتك فَ سهرُ الليالي واضحٌ في تلك الهالات السوداء تحت عينيكى ... تلك العينان الشاحبتان ، ماالذي حصلَ معكى لينطفىءَ بريقهما ... أَعْلَمُ أنكى لستَ في وضعٍ يسمحُ لك بالحديثِ عن خصوصياتك وأعلمُ أن نفسيتكِ المرهقة جعلتكِ شخصاً كتوماً .. أَعْلَمُ أنك فقدتي ثقتك في كل من حولك ... تلك الأيامُ الخوالي كم كانت سيئة ، لمن ستشكو حالك فأنت غريب !! غريبٌ بكل ماتتضمنهُ الكلمةُ من معنى .. - - لا بأس فلا برد الشتاءِ يدوم ولا حرارةُ الصيف تقتل .. بعد الليلِ يبزغُ الفجر ، الليلُ بائسٌ ربما وربما النهارُ أكثرُ جمالاً لكن يوجدُ في الليل مالا يوجدُ في النهار إنه القمر الآخاذ مع هدوء منتصف الليل الصاخبِ بالآهات ووحدتك تضعُ النقاطَ على الحروف .. تلك الحروف المبعثرة منذ زمن ، من سيأتي وينظمها ليُهديكَ قصيدةَ أملٍ لطالما احتجتها .. اترك الأمر ل " القدر " وانهض وأحضر قهوةً سوداء تليقُ بسواد الليل وسواد قلوب البشر واسترق قطعةَ سكرٍ من ذاك القمر ، ارقصى إذا شئتى أو اذرفي الدمع أو اكتفي بالإصغاءِ لألحانِ الذكريات التي يُنسجها عقلك في شكلِ فيلمٍ لم يسبق أن شَهِدَ مثله سمعٌ ولا بصر - - - أتذكرُ جيداً أنكَ كُنتى ولا زلتى صلباً على ماأعتقد ! لكني أَعْلَمُ أن للصبرِ حدود ولكن أحلامكِ تجاوزت كل الحدود يُكَبِّلُكِ الواقع مثل أناكوندا تلتفُّ بغزالٍ حديث الولادة ، كلما أبديتِ مقاومةً وصلابة كلما اشتدَّ عليكي الخناق وكلما أردتِ التحرر زادَ عجزك .. أَعْلَمُ أنكِ في أضعف حالاتك وأعلمُ أن من بجواركِ يحاولُ مساندتكِ ولو بكلمة لكنكِ لا ترضى بمجرد كلمة ف الأمرُ أكبرُ من ذلك .. أنتى لا ترضى بالقليل فقد كانت تضحياتكِ كبيرة لا جدوى من الحديثِ عنها ف أنتى أدرى بما مَرَّ بك .. تلك الأوقاتُ العصيبة ، ذلك الصراخُ الصاخب ، وتلك الأماني الفقيدة ، من يعلمها ؟! وحدهُ الله يعلم ووحدكِ أنتى تُعاني ،،، Çakır Mounir