حسن هاشم

قصة قصيرة ( إلهام . . . ) حسن هاشم بقلمي

تقييم هذا المقال
بواسطة حسن هاشم, 19th September 2018 عند 12:55 AM (608 المشاهدات)
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن هاشم مشاهدة المشاركة
قصة قصيرة ( إلهام . . . )

كحمامة مكسورة الجناحين ، عاد الی البيت . بعد يوم صاخب بالعمل الشاق . عاد ليستريح . استحم وتمدد علی فراشه . ثم نهض مذعورا ليستحم ثانية . . . انه مصاب بفوبيا النظافة التي ورثها عن امه . خرج من الحمام متوجها الی الحديقةليجلس قرب نبتة ( الاكاسيا ) ذات الورود الحمراء المطعمة باللون الابيض . والتي احب شكلها وعطرها . يترك الحديقة مسرعا ليدخل الی المنزل . وقد بدا عليه شحوب وجهه . . . تذكر لمسات امه التي لم ينسها . منذ فقدانها بحادث سير .
ذهب الی غرفته . جلس وراء المنضدة التي اعتاد ان يجلس وراءها كل يوم ليقرأ ما كتبه في دفتر مذكراته -- وهذه كانت عادته ان يعيد ما كتبه قبل ايام -- قرأ ما سجله عن اصعب موقف مر به . وما عاناه فيه من مشقات الحياة . هذه العادة كانت أمرا يفعله كل يوم . وما ان فتح دفتر مذكراته كي يقرأ ما كتبه قبل يوم ويتدرج بالقراءة للايام السابقة . لكن المفاجئة انه لم يجد الورقة وقد اختفت من دفتر مذكراته . وقف منذهلا . . . فتش في زوايا الغرفة . لكنه وللاسف لم يعثر عليها . . . لفته سحابة قاتمة من الحزن . . . وضع يديه حول جبهته وبكی . . . كانت صدمته ذات وقع شديد عليه . فهي اشد جبروتا وقسوة من الاعمال التي كان يتذمر منها وترهقه . بدت له عادية جدا . دخل في غيبوبة دون ان يفيق منها .

اعتاد صديقه ( عواد ) ان يزوره في بيته كل يومين . . . يتفقد احواله . ويخفف عنه صدمة فقدان امه ، طرق الباب . لم تفتح . طرقها ثانية وثالثة ، لكن لا مجيب . مما اضطره ان يدفع الباب بقوة . ويدخل الی الممر المؤدي الی البيت . كانت الاضوية مضاءة رغم ان الوقت نهار. ناداه باعلی صوته عدة مرات . لكن البيت يخيم عليه سكون موحش . ولم يتمكن من دفع الباب الداخلي للولوج الی غرفته . مما اضطره ان يخرج من البيت مسرعا . ليطرق باب الجيران ويسألهم عنه . لكنهم هم ايضا لم يروه منذ يومين . وقد طلب منهم مساعدته لفتح الباب . لكنهم اعتذروا . واقترحوا عليه ان يخبر الشرطة عن ذلك . ربما دخل اللصوص الی البيت وحدثت جريمة سرقة او قتل . لا سامح الله . وبالفعل اتصل عواد بالشرطة . وقد جاءوا مسرعين . . . دخلوا الی البيت بعد عناء . واتجهوا برفقة ( عواد ) الی غرفته . لكنهم لم يجدوه في الغرفة . فتشوا كل الغرف . حتی سطح الدار . ثم توزع افراد الشرطة ليبحث كل منهم في جهة من البيت . واذا باحد افراد الشرطة يصيح مذعورا :
-- سيدي تفضل الی هذه الغرفة . دخل اليها ، لا شيء . . . سوی شبح مرسوم بالدم علی الحائط . وهو ممسك بزهرة ( الاكاسيا ) الحمراء . وقد كتب بجانبها . انا ذاهب لألتقي بروح بأبي ليعلمني كيف اعيش الحياة بلا متاعب . لانه معلمي الاول . الذي ترك لي مشقة الحياة .

حسن هاشم

18/9/2018
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال