محمد الرديني
محمد أبو مسلم الرديني مقالة عن الشيخ الحاج محمود الهيمص الرديني
بواسطة محمد الرديني, 28th June 2018 عند 01:36 AM (424 المشاهدات)
– أيها الأحباء – ان الشيخ الحاج محمود الهيمص الرديني
هو ذلك الرجل الذي قـدّم للجميع المثال الرائع للإنسان المؤمن الملتزم بمبادئه الإسلامية , و الذي عرفـه الجميع من خلال تلك الصورة الرائعة التي يُـقدّمها دوماً في معاملته مع الآخرين , كان نقياً بكل ما تعنيه هذه الكلمة و رجلاً مؤمناً فاضلاً . مقيم للصلاة .
كان و سيكون – مثالاً يُـحتذى به للإنسان المسلم والرجل الفاضل فهو الذي قدّم في حياته اليومية صورة حقيقة لكيفية المعاملة الحسنة و صورة صادقة عن ذلك الرجل التجرّد من حب الذات و الأنانية , فقد كان متواضعاً كريم النفـسِ مخلصاً ولا يتعب من العمل الطيب والجهد الدؤوب
أحـبـبـتَ يا شيخ كل الناس لا من أجـلِ مقابلِ ولكن لأن الحبَ يتدفق بين دمائك كما تنطلق الرحمة في عروقك و المودة نحو غيرك , فأنت الذي أحببتَ دون مقابل وأعطيتَ دون أن تتوقع أو تطلب من الغير كلمة شكرٍ و أحسنتَ ولـم تسأل الإحسانَ بدلاً عنه , لقد كنت دائماً تستقبل ثورةَ العقول و هيجان الأعصاب و اختلاف الآراء بحكمة عميقة , فتعلمتُ أنا و لمستُ منكَ سياسة العظماءِ
.. أيـها المصباحُ المنير في ظلمة الكون سيبقى ذكرك بين الناس قائماً و دائماً ما دامت السماوات والأرض , وستبقى نصائحك و آرائك شموعاً تضئ لـي ولغيري دروب حياتهم , فكم نجد من يقول – بعد رحيلك – أنه سألك عن كذا وكذا أو سمعك تقول كذا وكذا فـهـا أنت ياشيخ أيها الحبيب كنت و ستكون و ستظلُ كتاباً مفتوحاً و مرجعاً يقتبسُ منه الناس ما يضئ لهم عتمة حياتهم و يُنير لهم دروبهم.
.. لـم أجد كلمات خاصة لـم يستعملها البشر من قبلي لأصفكَ بها , ولكن يكفي أن أذكر اسمك فقط فيعرف الناس قيمتك و مكانتك التي كانت محفوظة وعالية و ستظلُ في مكانها أبد الدهرِ
, ولكن هذه هي الدنيا والكل صائرٌ إلى ما صرت له , فـما أعجب تقلبات الأيام و مـا أغرب تصاريف الأقدار , فـلله الحمدُ و المنة على قضاءه وبعد هذا كله لم يبقى لنا إلا ذكرك بالخير والدعاء لك بأن يكون مثواك الأخير في جنات النعيم .
لقد رحلت يا شيخ ولكن صاحب الفضلِ لا يرحل لأن ذكراه تظلُ حـيّـة في قلوب من يدينون له بالمحبة والاحترام .
محمد أبو مسلم الرديني