حسن هاشم
مقال ((الميثومانيا أو هوس الكذب)) الكاتب: أحمد السالم
بواسطة حسن هاشم, 15th June 2018 عند 06:34 AM (971 المشاهدات)
((الميثومانيا أو هوس الكذب))
الكاتب: أحمد السالم
ربما يكون مصطلح غريب نوعاً ما، لكن لا بد أن نسلط الضوء عليه(الميثومانيا) أو ما يسمى(هوس الكذب) وهو أعلى مراحل الكذب الذي يصل إليها الإنسان، هذه الصفة موجودة داخلنا لكن ربما بدرجات متفاوتة من شخص لأخر، فبعضهم يستخدمها طوق نجاة للعبور والبعض الآخر يستخدمها لتفادي بعض الحالات الاجتماعية وبعضهم من أجل تحقيق منافع مادية.
بعض الأشخاص نرى لديهم سلوك سيء وهو تضخيم الأشياء لدرجة اللا عقلانية بدون أي فائدة تُذكر لا بل أن بعضهم لا يعلم أنهُ يكذب أصلاً، لكن ماذالو تجرّد الدافع إلى الكذب من الأضطرار أو الطمع أو أي من الأسباب القابلة للتسويق المنطقي عموماً، ماذا لو ظل أحدهم يرتكب الكذب الذي لا يمكن أن يتسبب تجنّبهُ في حدوث أدنى مشكلة لهُ أو لغيره أو تشكيل أي خطر على مصالحه أو علاقتهِ، هنا قد يتحول إلى حالة مرضية تدعى(الميثومانيا) أو المرض القهري وتم وصف هذهِ الحالة لأول مرة عام(١٨٩١م) في الأدبيات الطبية من قبل الطبيب النفسي الألماني(أنتون ديلبروك) ومن خلال إطلاعي على العديد الكتابات المتعلقة بــ(الميثومانيا) وأحتكاكي بمن أعتقد أنهم من أصحابها أستطيع أن أقول هي عبارة عن علّة نفسية مزمنة تقوم بتحفيز صاحبها على أختلاق القصص أو الأحداث التي تدور حولهُ في الغالب.
كما شخص علماء النفس هذا المرض على أنه هوس الكذب، فالمريض يجد نشوة ولذة كبيرة لدى قيامهِ بالكذب على الآخرين عن طريق أختلاق الكذب وما يزيد من هذهِ النشوة هو تصديق المحيطين بهِ لروايتهِ المختلقة مما يحفز لديهِ رضا بالشعور النفسي، وأوضح علماء النفس أن هذا المرض لا يتقصر على فئة معينة سواء الرجال، أو النساء ولا على فئة عمرية بعينها وقد صرح الطبيب النفسي الدكتور(كلود بيلان) أن مريض الكذب القهري هو شخص لا يريد أن يخيب أمل المحيطين بهِ مما يدفعهُ للمبالغة بالكذب، وقد ذكرت بعض الدراسات العلمية أن (٣٠٪) من المصابين بهذا المرض قد تعرضوا في نشأتهم لبيئة مضطربة تعاني من الفوضى والتفكك الأسري، وأن(٤٠٪) من المصابين بهِ لديهم علة وأضطراب في الجهاز العصبي قد يصل إلى الصرع، ومنه فرط الحركة وتشتت الأنتباه وعدم التحكم النفسي، إذ رأى علماء أن الدافع النفسي وراء الكذب هو(التجمّل) حيث يقوم الشخص بأختلاق بعض القصص التي تعزز من قوة شخصيته لدى البعض، كأن يتظاهر بأنه ثري أو ما شابه ذلك.
الميثوماني إنسان يكذب ويختلق بطريقة جنونية، لكي يعطي لنفسهِ قيمة في نظر الآخرين، ويبدي لهم التظاهر بأمور غير موجودة أصلا، يقول(ملود بيلان) الأخصائي في علم النفس الاجتماعي(الميثوماني شخص لا يريد أن يخيب آمال المحيطين بهِ فيدفعهُ ذلكَ إلى الكذب بهذهِ الطريقة المخيفة، كما أن هذا المرض يصيب صاحبهُ بالأزدواجية فيكذب دون أن يكون لهُ مصدر موثوق حتى ينتهي بهِ المطاف إلى خداع نفسه وهو لا يعلم، وقد قامت الجمعية الأمريكية بإدراج الميثومانيا من الأمراض العقلية من الدرجة الثالثة لما يخلفهُ من أضطرابات نفسية كبيرة، حتى واجهه العديد من أصحاب الشأن صعوبات بالغة للحد من هذا المرض الذي بدأ يظهر بصورة كبيرة، فالكذب آفة كبيرة بكافة أنواعهِ ويكفي أن الرسول عليهِ أفضل الصلاة والسلام قد نهى عن الكذب حيث قال(ما زال الرجلُ يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتبَ عِند الله كذّابا) لعل ماذكرناه يُبين دواعي هذا المرض الذي أستشرى في وقتنا الحالي عِند الكثير، وأدعوا أصحابهُ مراجعة أنفسهم ومعرفة الخطر المترتب عليهِ، الذي بتتابعهُ قد يتحول إلى أبعد من ذلك.
المصادر:
١- https://mqalaat.com/مرض_الميثومانيا
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
الحالة الاجتماعية: غير متزوج.
السكن الحالي: البصرة.
المصدر http://www.iraqiyouthunionwriters.or...st_14.html?m=1