حامد نور العوادي

ازدواجية المفاهيم البشرية

تقييم هذا المقال
بواسطة حامد نور العوادي, 21st February 2018 عند 12:21 AM (504 المشاهدات)
الناس مفطورون على حب انفسهم والاعجاب بأعمالهم وكل ما يتصل بهم ، كما انهم مفطورون على رعاية مصالحهم وزيادة ما بين ايديهم من مكاسب وخيرات ، لكن الناس جميعا يواجهون مشكلات جمة ومتنوعة حين يتعاملون مع بعضهم ، وحين يصدرون الاحكام على ما يرون من احداث ومواقف ....
وان جزءا من مشكلاتهم يعود الى تحكم اهوائهم بهم وضعف مقاومتهم لرغباتهم .
نحن مطالبون من قبل الخالق جل وعلا ان نقول الحق ونتحلى بالانصاف مع القريب والبعيد والصديق والعدو ، وان لا تأخذنا لومة لائم .
الصواب صواب والخير خير سواء اكان من يفعله صديقا او عدوا .
الباطل باطل والشر شر والسيء سيء اكان من يفعله صديقا او عدوا .
وهذه لا يكون الا اذا استخدمنا معايير واحدة ومواصفات واحدة .
يذكر ان شاعرا مدح احد الولاة ، فأطنب في مدحه ، ورفعه فوق قدره ، وبعد مدة غضب منه ، فنظم قصيدة في ذمه ، وبالغ في وصفه بأشنع الصفات ، فكلمه بعض الناس في ذلك : كيف تمدح الرجل ذلك المديح ، ثم تذمه ذلك الذم ؟ فقال الشاعر : رضيت ، فقلت خير ما اعلم ، وغضبت ، فقلت اسوأ ما اعلم !
انه اساء حين رضى ، ولم يحسن حين غضب ، لانه بالغ في كلامه وتجاوز حد الواقع .
ان الله عز وجل وجهنا الى ان نكون عادلين مع من نحب ومع من نكره ، حيث قال سبحانه وتعالى :

(( يا أيها الذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم ألا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى واتقوا الله إن خبير بما تعملون )) .
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال