ثانية يجيء الحسين
ثانية يجيء الحسين
بواسطة دموع الزهراء, 4th November 2017 عند 07:34 PM (14191 المشاهدات)
يا بن أبي... يا مولاي
ياركن البيت الدافئ
حين يخض الأيتام البردُ
يافرح المخزون ويازاد الوحشة
أين تسافر؟
والدنيا تفترّ على قرن خيانة
إذ ينزعُ قرطيها الأقوى
ولئن سافرت
يستدرك :
من للعدل إمامٌ غيرك؟
العالم مُلتاثٌ بالأدران
والزمن الأعمى يخبطُ مبصره بعصاه
إذ تُضربُ قبل العجزُ الأعناق (تأخذه نوبة سعال)
الحسين (مهوناً عليه ) : حسبي ذلك يا بن أبي حسبي ذلك
(يطرق قليلاً ثم يواصل) : ماكان الكون يؤاخي طرف التغيير
لو لا الا ستشهاد
ولولا أن يعتمد هذا العالم بالدم
ولو أن يأكل جوعان لحم ذراعه
وإمامٌ يسمعُ بالظلم
ويرضى أن يغمد سيفه
لكأني يغمده في أعناق المظلومين
لا ترجحُ كفةُ ميزان العدل
إلا بالقتل ... قتلي
يا بن أبي
العالم مُلتاثٌ بالأردان
وأنا ماض لأُ طهّره بدمي
ولقتلي ...وأنا أختار
خيرٌ للعدل من المحيا
ولذا ... فانا أبغي الكوفة
محمد(بأسى) : ولماذا الكوفةُ بالذات؟!
الحسين : كتبٌ كثرٌ وصلتني منها
تعلن أن الكوفة ثائرةٌ توابة
محمد : والثورةُ فيها وجه متشحٌ بالخوف
أحسبُ أن الكوفة لا عهد لها
والكتبُ الكثرُ برحلك
ربّ حروف تنسابُ إليك سهام خديعة
الحسين (مُصرًّا) : ليكن ذلك يا بن أبي
ليكن أن ألكوفة خوّانة
أو أن الكوفة لاعهد لها
فأنا اخترتُ الأمر بنفسي
حلُمي أن أنزع نحو الكوفة
حتى أجلو ما ران عليها
محمد(مع نفسه) : تالله كأن الخشية تفرع سكيناً في قلبي
الحسين (ينهض متحركاً الى عمق المسرح وكأنه في حالة من التأمل)
أيّ رؤى تلك
تتعمدُ فيها الصحوة
فتفيق على شرف المسعى
يصرخُ بي صوت
فيكونُ له صوتي ... كصداه
أنظر مظلومي امة
وكأن جلدي يتوزع ين سياط الجلادين
ها أنا ذا أَهبط ُ فوق صعودي
فتسيلُ خيولي نحو الكوفة
محمد : بل تجلسُ في بيتك
وتُجنب نفسك هذي البلوى
الحسين (ثائراً) : أختارُ الصمت
وضميرُ الأمة تعملُ فيه النخرة ؟!
أغمدُ سيفي
وسلاحُ الخوف المغروسُ على جنبات الدرب
يتلوى بين رقاب الناس؟!
ويظلُ إمامُ العصر
يسمعُ كلمات النخوة تحشو أُذُنيه
فيذوّب فيها صرختها
ويُهل على أُذُنيه تراب سكوته؟!
ينتفض : غيري يختار الصمت ويختار قعود البيت
والنوم على دكات المسجد
غيري يختار ... غيري يختار
وأنا أختارُ الله وأختارُ الناس... أختار الله وأختارُالناس
(يخرج، الإنارة تدخل النافذة وتجتاز كالشمس إلى الشجر، وقد نما في أسفلها غصنٌ
أخضر، ثم إلى الكرسي الكبير وبزة الفارس المعلقة)
(ظلام)