مدونة جعفر التميمي

هل والدي الرسول الكريم ماتا مسلمين

تقييم هذا المقال
بواسطة JAAFAR2012, 19th December 2012 عند 11:54 PM (803 المشاهدات)
الى الذي يسأل هل والدي الرسول الكريم ماتا مسلمين ؟ إليك اقوال اهل العِلم ....



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ...


من يقول أن والدى المصطفى صلى الله عليه واله و سلم ماتا كذا و كذا فهو جاهل و كاذب وهو يؤذى سيدنا و مولانا رسول الله صلى الله عليه و على وأله و صحبه و سلم .


أبو حنيفة رضي الله عنه قال والدا الرسول ما ماتا كافرين بعض النساخ حرفوا فكتبوا ماتا كافرين وهذا غلط شنيع نحن المسلمون لا نقول ماتا كافرين ما المانع من أن يكونا ألهما الإيمانَ بِالله فعاشا مؤمنين لا يعبدان الوثن، لا مانع.

أما حديث "إن أبي وأباك في النار" هذا الحديث معلول وإن أخرجه مسلم، في مسلم أحاديث انتقدها بعض المحدثين وهذا الحديث منها.

أما حديث "إن الرسول مكث عند قبر أمه فأطال وبكى فقيل له يا رسول الله رأيناك أطلت عند قبر أمك وبكيت فقال إني استأذنت ربي في زيارتها فأَذِنَ لي وطلبت أن استغفر لها فمنعني" هذا الحديث أيضًا في مسلم وهذا الحديث مؤوّل بأن يقال إنما منعه من أن يستغفر لها حتى لا يقتديَ به غيره من الناس الذين مات آباؤهم وأمهاتهم على عبادة الوثن فيستغفرون لآبائهم وأمهاتهم المشركين لا لأن أمّ الرسول كانت كافرة هكذا يرد على الذين أخذوا بظاهر الحديث فقالوا إن والدة الرسول مشركة لذلك ما أذن له بأن يستغفر لها

والدليل على أن أمه كانت مؤمنة أنها لما ولدته أضاء نور حتى أبصرت قصور الشام وبين المدينة والشام مسافة بعيدة رأت قصور بُصرى، بُصرى هذه من مدن الشام القديمة هي تعد من أرض حَوران مما يلي الأردن أمه عليه السلام رأت بهذا النور الذي خرج منها لما ولدته قصور بُصرى بعينها لولا أنها مؤمنة ما أعطيت هذه القوة بعينها حتى ترى قصور بُصرى وهذا الحديث ثابت رواه الحافظ ابن حجر في الأمالي وحسّنه ورؤية ءامنة لقصور بُصرى يعد كرامة لها.


أبوا النبي صلى الله عليه وءاله وسلم ناجيان وهما في الجنة وهو اعتقادنا ، وقد ألف في ذلك العديد من العلماء ، والمنقول عن الإمام أبي حنيفة ما ذكره الإمام محمد زاهد الكوثري رحمه الله في مقدمته على كتب الإمام أبي حنيفة الخمسة التي طبعت بعنايته . والكتب الخمسة هي : ( العالم والمتعلم ، والفقه الأكبر ، والفقه الأبسط ، والرسالة ، والوصية ) .

يقول الكوثري رحمه الله :

وفي مكتبة شيخ الإسلام العلامة عارف حكمت بالمدينة المنورة نسختان من الفقه الأكبر رواية حماد قديمتان وصحيحتان فيا ليت بعض الطابعين قام بإعادة طبع الفقه الأكبر من هاتين النسختين مع المقابلة بنسخ دار الكتب المصرية .

ففي بعض تلك النسخ : وأبوا النبي صلى الله عليه وسلم ماتا على الفطرة . و ( الفطرة ) سهلة التحريف إلى ( الكفر ) في الخط الكوفي ، وفي أكثرها : ( ما ماتا على الكفر ) ، كأن الإمام الأعظم يريد به الرد على من يروي حديث ( أبي وأبوك في النار ) ويرى كونهما من أهل النار . لأن إنزال المرء في النار لا يكون إلا بدليل يقيني وهذا الموضوع ليس بموضوع عملي حتى يكتفى فيه بالدليل الظني . ويقول الحافظ محمد مرتضى الزبيدي شارح الإحياء والقاموس في رسالته ( الانتصار لوالدي النبي المختار ) : " وكنت رأيتها بخطه عند شيخنا أحمد بن مصطفى العمري الحلبي مفتي العسكر العالم المعمر ، ما معناه : إن الناسخ لما رأى تكرر ( ما ) في ( ما ماتا ) ظن أن إحداهما زائدة فحذفها فذاعت نسخته الخاطئة ، ومن الدليل الدليل على ذلك سياق الخبر لأن أبا طالب والأبوين لو كانوا جميعاً على حالة واحدة لجمع الثلاثة في الحكم بجملة واحدة لا بجملتين مع عدم التخالف بينهم في الحكم .


وهذا رأي وجيه من الحافظ الزبيدي إلا أنه لم يكن رأى النسخة التي فيها ( ما ماتا ) وإنما حكى ذلك عمن رآها ، وإني بحمد الله رأيت لفظ (ما ماتا ) في نسختين بدار الكتب المصرية قديمتين كما رأى بعض أصدقائي لفظَي ( ما ماتا ) و ( على الفطرة ) في نسختين قديمتين بمكتبة شيخ الإسلام المذكورة . وعلي القاري بنى شرحه على النسخة الخاطئة وأساء الأدب سامحه الله . " إنتهى كلام الكوثري .


وقال السيوطي رسالته ( مسالك الحنفا في والدي المصطفى ) ما نصه :

تنبيه ثم رأيت الإمام أبا عبد الله محمد بن خلف الأبي بسط الكلام على هذه المسئلة في شرح مسلم فأورد قول النووي فيه أن من مات كافراً في النار ولا تنفعه قرابة الأقربين ثم قال : قلت : أنظر هذا الإطلاق وقد قال السهيلي : ليس لنا أن نقول ذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم ( لا تؤذوا الأحياء بسب الأموات ) .

وقد عدّ الإمام السيوطي في أبوي النبي صلى الله عليه وءاله وسلم عدة مسالك في تبرئتهما ، منها :

1 ـالمسلك الأول :

أنهما من أهل الفترة فلم تبلغهما دعوة أي نبي ، فعليه يكونان من أهل الجنة بدليل قوله تعالى ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) .

2 ـالمسلك الثاني:

أنهما لم يثبت عنهما شرك بل كانا على الحنيفية دين جدهما ابراهيم عليه السلام ، كما كان على ذلك طائفة من العرب كزيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل وغيرهما ، وهذا المسلك ذهبت إليه طائفة منهم الإمام فخر الدين الرازي .

قال خادم السنة وقامع البدعة القاضي الشيخ يوسف النَبهاني رحمه الله

قد ألف كثير من العلماء مؤلفات مستقلة في نجاة أبويه صلى الله عليه وسلم لا سيما الحافظ السيوطي رحمه الله و جزاه عن الإسلام و المسلمين خير الجزاء فانه ألف في ذلك جملة مؤلفات اثبت فيها نجاتهما ببراهين كثيرة وأقام النكير على من زعم خلاف ذلك من أهل الجمود و الجحود . و قد أطلعت على ثلاثة منها :

( مسالك الحنفا في نجاة أبوي المصطفى صلى الله عليه و سلم ) و( السبل الجلية في الآباء العلية ) و( المقامة السندسية في نسبة خير البرية ) الأولان متقاربان في الحجم و المعاني كل واحد منهما في حجم ثلاثين ورقة تقريبا و ربما كان الأول أكبر حجما لكنى اقتصرت على تلخيص الثاني لتأخر تأليفه بأقصر عبارة . ثم أذكر ما يلزم ذكره من المقامة وهو نصفها الأول و قليل من النصف الثاني بعبارة المؤلف بدون تصرف .

قال رحمه الله تعالى في أول السبل الجلية . هذا سادس مؤلف ألفته في مسالة والدي رسول الله صلى الله عليه واله و سلم ونقل عن الأئمة توجيه نجاتهما على سبل :

السبيل الأول :

أنهما لم تبلغهما الدعوة خصوصا و قد ماتا في حداثة السن فان والده صلى الله عليه وسلم عاش من العمر نحو ثماني عشرة سنه ووالدته ماتت في حدود العشرين وحكم من لم تبلغه الدعوة أنه يموت ناجيا و لا يعذب ويدخل الجنة .

السبيل الثاني:

أنهما من أهل الفترة و قد ورد في أهل الفترة أحاديث أنهم موقوفون إلى ان يمتحنوا يوم القيامة فمن أطاع منهم دخل الجنه ومن عصى دخل النار و هذا السبيل نقل حافظ العصر أبو الفضل بن حجر عن بعضهم انه مشى عليه فيما نحن فيه ثم قال و الظن بآبائه صلى الله عليه و سلم كلهم الذين ماتوا في الفترة ان يطيعوا عند الامتحان لتقر بهم عينه صلى الله عليه وسلم .

السبيل الثالث:

إن الله أحياهما له صلى الله عليه وسلم حتى آمنا به و هذا السبيل مال إليه طائفة كثيرة من الأئمة الحفاظ منهم الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي والحافظ أبو القاسم بن عساكر و الحافظ أبو حفص بن شاهين و الحافظ أبو القاسم السهيلي و الإمام القرطبي و الحافظ محب الدين الطبري والعلامة ناصر الدين بن المنير و الحافظ شمس الدين بن سيد الناس و نقله عن بعض أهل العلم و مشي عليه الصلاح الصفدى في نظم له و الحافظ شمس الدين بن ناصر الدين الدمشقي في أبيات له . و أخبرني بعض الفضلاء انه وقف على فتيا بخط شيخ الإسلام بن حجر أجاب فيها بهذا .

و قال السهيلي في أوائل الروض الأنف بعد إيراد حديث أنه صلى الله عليه وسلم سال ربه ان يحيى أبويه فأحياهما له فآمنا به ثم أماتهما ما نصه و الله قادر على كل شئ و ليس تعجز رحمته و قدرته عن شئ و نبيه عليه الصلاة و السلام أهل أن يختصه بما شاء من فضله و ينعم عليه بما شاء من كرامته و قد جعل هؤلاء الأئمة هذا الحديث ناسخا للأحاديث الواردة بما يخالف ذلك و نصوا على أنه متأخر عنها فلا تعارض بينه و بينها.

و قال القرطبي فضائل النبي صلى الله عليه وسلم لم تزل تتوالى و تتابع إلى حين مماته فيكون هذا مما فضله الله به و أكرمه قال و ليس إحياؤهما و إيمانهما به بممتنع عقلا و لا شرعا فقد ورد في القرآن إحياء قتيل بنى إسرائيل و إخباره بقاتله و كان عيسى عليه الصلاة والسلام يحيى الموتى و كذلك نبينا صلى الله عليه و سلم و إذا ثبت فما يمتنع إحياؤهما و إيمانهما زيادة في كرامته و فضيلته صلى الله عليه وسلم .

السبيل الرابع :

انهما كانا على الحنيفية دين إبراهيم كما كان زيد بن عمرو بن نفيل و قس بن ساعدة و ورقة بن نوفل و أبو بكر الصديق رضي الله عنه و غيرهم وقد مال إلي هذا السبيل الإمام فخر الدين الرازى فقال ان آباءه صلى الله عليه وسلم كلهم إلى إلى عليه الصلاة و السلام كانوا على التوحيد انتهى تلخيص السبل الجلية وعد في المسالك السبيل الأول و الثاني مسلكا واحدا فكانت المسالك ثلاثة و من شاء بسط الأدلة فليرجع إلى الكتابين المذكورين و غيرهما من الكتب المؤلفة في هذا الشأن .

و من خصائصه صلى الله عليه وسلم فيما ذكره الغزالي أن الله خصه بطهارة النسب تعظيما لشأنه . و حفظ آباءه من الدنس تتميما لبرهانه .وجعل كل أصل من أصوله خير أهل زمانه .

كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث البخاري الذي يقطع بصدوره من فيه . بعثت من خير قرون بنى آدم قرنا فقرنا حتى كنت من القرن الذي كنت فيه .

و قال عليه الصلاة و السلام انا أنفسكم نسبا و صهرا و حسبا . لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة مصطفى مهذبا .لا تتشعب شعبتان الا كنت في خيرهما فأنا خيركم نفسا و خيركم أبا .

إنتهى .



يقول الامام السيوطي في رسالته مسالك الحنفا :

إن الذي بعث النبي محمد *********** أنجى به الثقلين مما يجحف
ولأمه وأبيه حكم شائع *********** أبداه أهل العلم فيما صنفوا
فجماعة أجروهما مجرى الذي *********** لم يأته خبر الدعاة المسعف
والحكم فيمن لم تجئه دعوة*********** أن لا عذاب عليه حكم يؤلف

فبذاك قال الشافعية كلهم*********** والمسلم ما بهم متوقف
وبسورة الإسراء فيه حجة *********** وبنجو ذا في الذكر آى تعرف
ولبعض أهل الفقه في تعليله *********** معنى أرق من النسيم وألطف
ونحا الإمام الفخر رازي الورى *********** منحى به للسامعين تشنف

إذ هم على الفطر التي ولدوا ولم *********** يظهر عناد منهم وتخلف
قال الأولى ولدوا النبي المصطفى *********** كل على التوحيد إذ يتحنف
من آدم لأبيه عبد الله ما *********** فيهم أخو شرك ولا مستنكف
فالمشركون كما بسورة توبة *********** نجس وكلهم بطهر يوصف

وبسورة الشعراء فيه تقلب *********** في الساجدين فكلهم متحنف
هذا كلام الشيخ فخر الدين في *********** أسراره هطلت عليه الذرف
فجزاه رب العرش خير جزائه *********** وحباه جنات النعيم تزخرف
فلقد تدين في زمان الجاهلية *********** فرقة دين الهدى وتحنفوا

زيد بن عمر وابن نوفل هكذا *********** الصديق ما شرك عليه يعكف
قد فسر السبكي بذاك مقالة *********** للأشعري وما سواه مزيف
إذ لم تزل عين الرضا منه على *********** الصديق وهو بطول عمر أحنف
عادت عليه صحبة الهادي فما *********** في الجاهلية بالضلالة يقرف

فلأمه وأبوه أحرى سيما *********** ورأت من الآيات ما لا يوصف
وجماعة ذهبوا إلى إحيائه *********** أبويه حتى آمنا لا خوفوا
وروى ابن شاهين حديثا مسندا *********** في ذاك لكن الحديث مضعف

هذي مسالك لو تفرد بعضها *********** لكفى فكيف بها إذا تتألف
وبحسب من لا يرتضيها صمته *********** أدبا ولكن أين من هو منصف
صلى الآله على النبي محمد *********** ما جدد الدين الحنيف محنف



رضي الله عن سيدنا عبد الله بن عبد المطلب و أرضاه ، و رضي الله عن سيدتنا السيدة آمنة بنت وهب و أرضاها ، بل أقول عليهما سلام الله

والحمد لله رب العالمين


الكلمات الدلالية (Tags): والدي الرسول ماتا مسلمين
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال