Doc
كان كابوسا !
بواسطة Doc, 25th August 2017 عند 12:10 AM (614 المشاهدات)
مجرد خربشات لتمضية الوقت
تبتدأ حكايتي عندما حزمت امري بالابتعاد عنها بسبب القدر !!! نعم لا تستغرب فقد اخترت الموت القريب على امل اللقاء بمن يحييني في المستقبل .. الغريب في الامر اني لم اتكلم معها سوى بضع كلمات لكنها كانت كافيه لجعلها تتغلغل الى اكثر المناطق عمقا في قلبي حتى اضحت محورا اساسيا لحياتي ...
كان اسبوعي الاول بعدها كالجحيم اضحيت كالمدمن لا يجد ما يروي به نفسه .. نعم احسست اني فقدت كل الدنيا .. فقدت كل الامل ... فقدت الحياه ..
بعدها جمعت بقايا روحي وعدت للحياه بت ارمي نفسي في اي شي .. اي عمل مهما كان شاقا فقط لاجعل حبها يختفي من عقلي وقلبي وقد حققت ذلك الى حد ما ..
في ظهيره احد الايام كعادتي دخلت غرفتي منهك القوى بعد نهار شاق لانعم بالراحه فرميت نفسي على الفراش لأذهب لعالم الاطياف وياليتني لم اذهب !!
هناك كان عقلي مشتتا كثيرا فقد تراكمت علي امور لا اكاد اتذكرها ... وفي نفس الوقت كان هنالك غرض علي ان احضره من احد اساتذتي ...
كنت حينها في الطابق العلوي من البناء الذي اعمل فيه ... عندما هممت بالنزول لاحضار الغرض سمعت ضحكة بريئة ليست غريبة على مسامعي .. اخترقت قلبي فجأة وسيطرت على كل اجزائي .. هل يعقل انها هي !! يا اللهي .. كيف لقلبي ان يستمر بصموده ان رأيتها الان ... استجمعت قواي وقررت ان انتظر مكاني مترقبا ما سيحدث ..
بدات اصوات صعودها تقترب اكثر فأكثر حتى رأيتها نعم انها هي .. عندما تلاقت نظراتنا فقدت الاحساس بكل شيء حولي .. ببساطه نسيت كل همومي واعمالي التي كانت تؤرقني وبت لا افكر الا بها ! ... اه يا قلبي المسكين ..
عندما اقتربت مني بدأت فرائسي ترتعش و حييتها بشكل متلكأ فردت التحيه لكن بنبره حزينة واكملت قائلة لقد طلب مني الاستاذ ان اسلمك هذا الغرض ( الذي كنت انشده في مسيري ) .. شكرتها كثيرا لكنها استمرت بالنظر الى الارض ولم تنطق باي حرف .. عندها مددت يدي لكي تضع الغرض فيها من غير ان الامس يديها .. في تلك اللحظة قد حكمت علي بالموت .. نعم اعترف بموتي هناك ... فحينها امسكت يدي بقوه كمن يريد معاتبة الحبيب مع انها لا تعلم بحبي لها ولا بقراري !!! فعلت هذا دون ان تنطق بكلمه واحده في الحقيقة لم يكن هناك داع لأي كلمة فنظراتها انذاك كانت كافية جدا .. هناك فرت كل الحروف مني قد عجزت حتى ان اتمتم بأي شيء فقد شل لساني كما خانتني عيناي فقد جمدتا تنظران الى الارض فما كان مني الا ان اخذ الغرض وابدا بالرحيل بعد ان تمزق قلبي ... قبل نزولي في المستوى الثاني من السلم حنت علي عيناي فسمحتا لي بأن اخذ نظره اخيره لوداعها وهي تغادر ... رفعت رأسي فأذا بها لا زالت واقفه هناك تتابع رحيلي بعيون معاتبة ترتسم على اطرافها دمعة رقيقه ... منظرها هنا هز كياني حتى تمنيت لو اني لم اخلق !!!
ما كان مني حينها الا ان اطرق برأسي الى الارض لارحل قائلا بيني وبين نفسي ( اعتذر لقسوتي فما بيدي شيء .. لكني احبك يا ملاكي وسأضل كذلك الى الابد ..قسما لن اسمح لاي شخص ان يمس صرحك في قلبي ) ... بعد مغادرتي للبناية بدقائق ادركت ان هناك شيئا ما في يدي .. اه نعم انه الغرض لقد اعطتني الغرض هناك فلماذا غادرت اذا !! يالغبائي !!
وانا في طريق العوده استرجعت كل ما حدث هناك و حزمت امري ان اقول لها كل شي ... لم اعد احتمل هذا العذاب ... نعم سأتحدى القدر بقوه .. سانظر في عينيها واقول لها احبك ......
عدت مسرعا الى المكان وبحثت عنها كأم تنشد ولدها المفقود .. لكني لم اجد لها اثرا سألت الجميع عنها قالوا لقد رحلت ... اين ذهبت ارجوكم قولوا لي بسرعه هكذا رددت بلا تفكير ...
لكنهم هنا لم يجيبوني فقط اطرقوا رؤوسهم الى الارض ..
عندها علمت ان شيئا سيئا قد حدث ..
كان هناك رجل ثمانيني رسمت الدنيا اهاتها باحتراف في تجاعيد وجهه ما زال يجلس في نفس مكانه قبل مغادرتي ...
توجهت نحوه امسكت يديه بقوه وقلت له بعيون دامعة قل لي ما الذي حدث ..
رد علي قائلا لقد رحلت عن عالمنا يا بني بدمعة في اطراف عينيها .. لقد توفيت بعد رحيلك بدقيقة ..
عندها احسست ان قلبي توقف عن الخفقان وبدأت الدموع تسيل على وجنتي .. فقدت شعوري بنفسي .. بانفاسي .. بكل من حولي بت ارى صورتها هي فقط امامي ترتسم على شفتيها ابتسامه رائعه طالما كانت دواءا لاهات قلبي ...
بت اهيم على وجهى في الطرقات كالمجنون مره بابتسامه واخرى بنحيب ...
بعد ذلك اليوم لم ارها ابدا في حياتي ولم اجرؤا على الذهاب لقبرها وضلت مسكتها ليدي وعجزي عن الكلام حينها حسره كبيره تقتلني في كل يوم كل ليله لا بل كل دقيقه وثانيه ..
هنا قفزت مستقيظا من كابوسي مشتت البال ... ممزق القلب ... تخنقني الحسرات بين حين وحين ... اضحيت تائها لا اعلم اي طريق اسلك ولماذا ... لكني حينها تيقنت من امر واحد .. ان حبها لن يخرج من قلبي لحين مماتي !!