حسني عطوة
نقطة ضعف قطاع غزة
بواسطة حسني عطوة, 24th July 2017 عند 06:29 PM (301 المشاهدات)
نصح المعلق العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت أليكس فيشمان الحكومة الإسرائيلية باستغلال نقطة ضعف حماس المتمثلة في “معاناة سكان غزة”، قائلا: “صحيحٌ أنهم (يعني: السكان) يكرهون إسرائيل ويتطلعون إلى تدميرها، لكنهم أيضا يريدون العيش.
نقطة ضعف إسرائيلية
في المقابل حذّر الكاتب من أن إسرائيل تكشف لحماس نقطة الضعف التي تعتري منظومة الدفاع الجديدة حول قطاع غزة: القدرة على حماية مشروع ضخم يضم آلاف الأفراد والمركبات التي ستكون عُرضة للهجوم في غضون العامين المقبلين بالقرب من حدود القطاع.
تهدد إسرائيل بأن أي ضرر يلحق بالمشروع سيكون ثمنه باهظا، ويمكن أن يصل الأمر إلى مستوى شن عملية عسكرية شاملة. لهذا الغرض، يقوم الجيش الإسرائيلي بمناورات عامة، وأحيانًا يشن قصفًا عنيفًا على أهداف البنية التحتية؛ للتأكيد على وصول رسالة إلى حماس مفادها أن إسرائيل لن تتردد في شن الحرب.
لكن في الحقيقة، تحتاج إسرائيل إلى حالة من الهدوء من أجل إكمال العائق الذي يفترض أن يوفر حلا بديلا للأنفاق وعمليات التسلل. ومن المرجح أن يكون اغتيال إسرائيل لـ مازن فقهاء جزءا من قصة مختلفة، لكنه ينضم إلى جوقة التصعيد المزعجة.
رؤية عالمية لدولة سنية
يقدر المسؤولون الإسرائيليون أن حماس، بعد عقد من الصعود إلى السلطة، شكلت رؤية عالمية لدولة تقع على عاتقها مسؤولية عامة، وأنها لا تنوي فقدان “معجزة” إنشاء دولة سنية تسيطر عليها الحركة في غزة.
التهديد بفقدان هذا الإنجاز التاريخي في صالح إسرائيل؛ وهذا هو السبب في أنها تهدد بشن صراع عسكري يشمل استخدام النار على نطاق واسع منذ البداية. وكما هو الحال في جميع أنشطة قطاع غزة، فإن الحرب المقبلة لن يكون لها أي غرض سياسي في شكل اتفاق أو تغيير للحكومة.
ستشن الحرب المقبلة أيضا بهدف “إنهاك حماس، وحفر قوة جيش الدفاع الإسرائيلي في الوعي الفلسطيني، وتأخير الصراع المقبل، وتجديد الردع، إلخ”، ومن سيدفع الثمن هم سكان القطاع الذين تتجاهلھم إسرائیل ولا تفعل شيئًا لتمییزھم عن حکومة حماس، وهو الأمر الكفيل بتدمير الحركة.
أولويات القطاع في عهد “السنوار”
بعد يومٍ واحد من انتخاب يحيى سنوار رئيسا لمكتب حماس السياسي في غزة، أشعلت امرأة النار في جسدها أمام منزله بهدف الاحتجاج.
لم يكن هناك ذكر لهذا الحادث في إسرائيل؛ ربما لأن مثل هذه الواقعة قد يتداخل مع السرد الذي بنته إسرائيل: أن حماس وسكان غزة في خندق واحد.
المرأة التي أشعلت النار في نفسها أمام منزل زعيم حماس هي دليل على أن الجمهور ليس غبي وأنه يفهم أيضًا تداعيات انتخاب السنوار.
صعد السنوار إلى السلطة على أسنة رماح الجناح العسكرى، بينما كان يقوم بمناورات سياسية سمحت له بتعزيز سلطته على حساب الجناح السياسى.
أما بالنسبة للجمهور الفلسطيني في القطاع، فإن هذا التعيين يعكس قائمة الأولويات التي لا تهم الجمهور: الاستثمار في الأنفاق والأسلحة والقدرات العسكرية الخاصة، وبعدها فقط تحسين الوضع الاقتصادي ورعاية المواطنين.
نقطة ضعف حماس
هذه هي نقطة ضعف حماس، لكن إسرائيل لا تحاول حتى خلق نوع من التمييز بين القيادة والسكان، لتقديم بديل للخطة العسكرية.
والمحاولة الوحيدة هي الموقع الإلكتروني لوحدة تنسيق أعمال الحكومة في القطاع الذي يخبر سكان غزة عن مدى فساد حكومتهم.
إن السكان في غزة يعاملون بطريقة سطحية، حتى أنه في صفوف قوات جيش الدفاع الإسرائيلي لا يزال عدد السكان يتألف من 1.9 مليون شخص، على الرغم من أنهم تجاوزوا المليونين بعشرات الآلاف.
يعاني ثلث الأسر غزة من فقر مدقع، ويعيشون على ألف شيكل فقط شهريا. ورغم أن إسرائيل ترسل آلاف الشاحنات إلى القطاع أسبوعيا، لكنها لا تذكر أن 60 في المائة منها تحمل موادًا أولية لا تؤثر على رفاه السكان.
يجب على إسرائيل أن تتحدث إلى سكان القطاع بعيدًا عن حماس من خلال تشجيع بناء البنى التحتية ونقل الطاقة والمياه. ليس بدافع اللطف، لا سمح الله، ولكن من واقع المصلحة الوطنية الأنانية: تقديم بديل للخطة العسكرية من أجل محاولة تخطي السنوات القادمة سلميا.