Hussein Al Bayati
معانات اهالي الموصل//الجفاف يتربص بنازحي الموصل
بواسطة Hussein Al Bayati, 28th May 2017 عند 02:59 AM (385 المشاهدات)
يستعد نحو 52 ألف نازح في مخيم القيارة جنوب الموصل، لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة والبحث عن الحلول الطارئة لتخفيف ألم معاناتهم مع دخول فصل الصيف. وترجح تقارير دولية مختصة بارتفاع معدلات النزوح خلال الايام المقبلة مع تقدم القوات الامنية في عمليات تحرير المناطق المتبقية تحت سيطرة تنظيم داعش.
وتقول هالة جابر، مسؤولة الاتصالات في وكالة الأمم المتحدة للهجرة (المنظمة الدولية للهجرة) إن موقع الطوارئ في القيارة التابع للمنظمة الدولية للهجرة، يستضيف أكثر من ٥٢ ألف عراقي نازح بواقع ٨٧٤٦ أسرة. وقد أثرت درجات الحرارة الحارقة بالفعل على صحة الأفراد الذين يعيشون في الموقع وعلى ظروفهم المعيشية.
وأبتداء من شهر حزيران فصاعدا، سترتفع درجات الحرارة في محافظة نينوى العراقية وفي بعض الأيام قد تتجاوز ٥٠ درجة مئوية. فالخيام البلاستيكية التي تدفئ السكان خلال أشهر الشتاء الباردة سيكون من الصعب تحملها في الصيف، حيث درجات الحرارة داخل الخيام مرتفعة نحو ١٠ درجات مئوية أكثر من خارجها.
وقال أبو عمر، وهو نازح في الموقع: "نحن ننام الآن خارج الخيمة حيث الجو منعشا". " فمن المستحيل تحمل الحرارة داخل الخيمة".
ومع وجود موقع القيارة المتكامل، يقوم فريق المنظمة الدولية للهجرة بالتأكد من أن جميع الأسر النازحة مزودة بالمواد الأساسية التي ستساعد على التخفيف من بعض مضايقات فصل الصيف. واجرت كوادر منظمة الهجرة تعديلاً على مجموعات الشتاء المتوفرة لتناسب ايام الصيف الحارة .
وسيتم توزيعها على قُرابة ٧٧٩٠ أسرة في كل من مخيمي القيارة وحاج علي المجاورين. وقد تم بالفعل توزيع ٥٤٠٠ من المجموعات الصيفية الأخرى على عائلات النازحين من غرب الموصل، الذين وصلوا إلى مواقع الطوارئ منذ نهاية شهر آذار ٢٠١٧.
وستتضمن الطرود الصغيرة الإضافية صناديق تبريد بسعة ٤٠ لتر، ومراوح قابلة للشحن، التي يمكن أن تستمر في تشغيلها لمدة أربع ساعات إضافية عند انقطاع الكهرباء، والأغطية البلاستيكية لتحل محل السجاد الشتوي السميك وأغطية السرير الصيفية.
وتخدم المراكز الصحية الأولية للمنظمة الدولية للهجرة في كل من القيارة والحاج علي، التي تضم ٣٤ ألف شخص قُرابة ١٨٠٠ مريض أسبوعيا مع تزويدهم بالأدوية اللازمة. كما يسعى النازحون الذين يعانون من الجرب، ومعظمهم من المخيمات المجاورة، إلى الحصول على العلاج في المركز الطبي للمنظمة الدولية للهجرة في القيارة، مما دفع الرعاية الصحية الأولية إلى تخصيص ساعات الصباح حصريا لهذه الحالات.
ويحذر الدكتور أحمد الشافعي التابع للمنظمة الدولية للهجرة: "قد يصاب الأطفال بالجفاف أثناء لعبهم في الهواء الطلق أو نسيانهم لشرب كمية كافية من الماء"، وأضاف، "فقد تساهم المشاكل المتعلقة بالصرف الصحي أيضا في إصابة الأطفال بالإسهال".
وعاد ثائر البالغ من العمر ٣٧ عاما الى القيارة مع ابنه الرضيع الذي يبلغ من العمر ستة اشهر فقط، حيث قضى يومين في المستشفى الذي تديره منظمة أطباء بلا حدود. حيث تم علاج الطفل من الجفاف الحاد. وينام ثائر وأولاده، كما يفعل العديد من النازحين الآن خارج خيمتهم لتجنب الحرارة الخانقة في داخلها.
وأوضح ثائر، انه "خلال النهار، نبقي الاطفال داخل الخيمة على قدر الامكان وذلك لمنعهم من اللعب في الشمس وإصابتهم بالجفاف ولكن لا يمكن أيضا أن نبقيهم في الداخل لفترة طويلة جدا "، مبيناً انه "خلال النهار، تكون الخيام حارة جدا، وأما وجودنا كلنا معا داخل الخيمة أثناء الليل أمر لا يطاق. لذلك، أنا وأطفالي الأكبر سنا ننام خارج الخيمة للتخلص من الحرارة ".
ويشكل استخدام مبردات الهواء إشكالية حتى عند توفر الكهرباء. لأنها تتطلب ما بين ١٠٠ الى ١٦٠ لترا من المياه يوميا للعمل حاليا، لكن كمية المياه المخصصة لكل شخص يوميا هي ١٥ لترا فقط من المياه للشرب والطهي والتنظيف ولهذا تقوم المنظمة الدولية للهجرة بتطوير شبكة KVA 11 في كل من موقعي القيارة والحاج علي التي ستوفر أربعة أمبيرات من الطاقة لكل خيمة.
وقد حددت المنظمة الدولية للهجرة لتتبع النزوح أن هناك ٧٢٤,٦١ أسرة (٣٧٠,٣٤٤ فرد) نزحوا حاليا بسبب عمليات الموصل الدائرة منذ بدء العمليات العسكرية في تشرين الأول ٢٠١٦. وتقدر الحكومة ومنظمات الأمم المتحدة بأن هناك عشرات الآلاف من المتوقع فرارهم بعد معركة المدينة القديمة في غرب الموصل.
ومع وجود ٣٣ في المئة فقط من المبلغ المطلوب البالغ ٢٨.٨٣ مليون دولار أمريكي الذي تحتاجه المنظمة الدولية للهجرة ، فإن الفجوة التمويلية لها تأثير كبير على قدرة المنظمة على توفير الحجم الهائل للاحتياجات الناجمة عن أزمة الموصل بشكل فعال.
ويؤكد توماس لوثر فايس، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق، ان "موظفي المنظمة الدولية للهجرة، يقدمون المساعدات الطارئة المتكاملة، ولكن هناك الحاجة إلى تمويل إضافي لتغطية النطاق الواسع لاحتياجات أزمة الموصل مثل المأوى والخدمات الطبية والأدوات المنزلية وغيرها، والتي بدونها سيظل العراقيون النازحون معرضين للخطر."
ويشير فايس الى "تمكن مئات الآلاف من العراقيين النازحين من الموصل بالهروب من النزاع، لكنهم بحاجة الآن إلى المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة حيث اضطروا إلى الفرار من منازلهم وتعرضوا لعوامل عِدة، وبشكل خاص تعرضهم لطقس الصيف الحار"، مؤكداً انه "لا يزال هناك أكثر من 3 ملايين شخص نازح في جميع انحاء العراق".