ياسمين على ليل تموز

" أَلعيد في عيونٍ حزينة "

تقييم هذا المقال
بواسطة Sally, 25th September 2010 عند 06:12 PM (503 المشاهدات)
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Sally مشاهدة المشاركة
TODAY - 12 September, 2010


أَوراق من ذاكِرَتي " أَلعيد في عيونٍ حزينة "

سالي سامي السعيد
هـذاهـو العيـدُ ،أيـنَ الأهـلُ والفـرحُ
ضاقـتْ بهِ النَّفْسُ ,أم أوْدَتْ به القُرَحُ
وأيــــنَ أحبابُنـا ضـاعـتْ مـلامحُـهـم
مَـنْ في البلاد بقي منهم ، ومن نزحوا

أبيأتٌ شِعرية تَجول في خاطري كل عيد جعلتني أكتبُ ماأكتب عن طفولتي في العيد وانا بين أهلي.

" العيد مدينة حُب سرمدي عندَ أهلي ووطن "
حين كنا صغاراً ونفرحُ فرحةَ العيد الكبيرة ,كانت مظاهر العيد في بيتنا وبلدتنا وجيراننا جميلة ومفرحة للغاية
كان العيد بالنسبة لي كخيال من جمال وأَلوان مبهرة وعطور وبخور وكليجة واكواب مزخرفة وشراشف مطرزة وورود جميلة لانها كانت تربتبط بالعيد غالباً.
أَتذكر أُمي الغالية عندما تبدأ بتقسيم عمل البيت علينا نحن الاخوات ونقوم بالتنظيف الخاص بالعيد قبل اسبوع ونَضع كل ماهو جديد وعريق استعداًداً لإستقبال " العيد السعيد " الذي كان سعيداً جداً لكونه يرتبط بأهلي وأَتذكر كانت أختي " سارة " التي تتمرد دائماَ على الشغل ولاتكمل مايسند لها من عمل.
أتذكر رائحة البخور الذي تضعه أٌمي في المبخرة وهي تُبَخِّرُ البيت في ليلةِ العيد .. " أُمي الغالية " أقولُ لكِ لازلتُ احتفظ بتلكَ المبخرة حتى الآن.
ولازلتُ أذكُر عندما كنتِ ترتدين احلى ماعندكِ ليلة العيد
لازلتِ أشمُّ رائحة القهوة التي كُنتِ تحمصيها وتصنعيها وتُبَهِرِيها بالهيل وأتَذَكر عِندما كُنتِ تقولين " القهوة التي اصنعها أنا أطيب من قهوة جميل " بائع القهوة في منطقتنا
كم كانت نكهة البيت لذيذة وتَغمُرُني سعادة لاتُوصَف عِندما كُنتُ أشُمُ رائحة القهوة ورائحة والكليجة والهيل كانت تفوح بين ارجاء البيت
أتَذَكَرُكِ تَماماً وكَأنهُ اليوم ..عندما كُنتِ تُعدين الشاي في " السماور " وتضعين الاكواب الجميلة وتصنعين " الكيك والشكرلما "
كنا نسمي الليلة ماقبل العيد " العرفات " حتى في عيد الفطر المبارك " العيد الصغير " وكانت اغنية كوكب الشرق ام كلثوم حاضرة
" يـــا ليلة العيد آنستينا وجَددتي الأَمل فينا يليلة العيد
هِلالك هَلل علينة فِرحنالو وغَنينا
وقُلنا السَعدِ هَيجينا على قدومِك يليلة العيد "
كانت ولازالت تُطرِبُ مسامعي ليلة العيد لكنها باتت اليوم حَزينةُ اللَّحنِ مُمتَزِجَةً بالدُموع ليست مُفرِحة كما كانت زمان عندما كانت ترتبط بكم.
كانت تلك الاغنية تسمع في كل بيت من بيوت العراقيين تُشعرنا بفرحة العيد وكأن العيد يرتبط بتلكَ الأغنية وخصواصاً عندما تقول كوكب الشرق "حرام النوم في ليلة العيد "
كنا نستيقظ صباحا ونبدأ بتحضير الفطور الخاص بالعيد " قيمر وعسل وكاهي وكليجة "
واتذكر كانت امي تربط عيديتنا " العيدية " المربوطة بكيس جميل
وكانت تشتري لنا ملابس العيد مع ابي وفرحتي بالعيد وانا اضع هديتي بجانبي وأنام وكانت تشتري لنا صبغ الاضافر فقط في العيد
واتذكر عندما كُنا نذهب الى مدينة " الالعاب والزوراء "
أَتذكرحقيبتي الصغيرة ممتلئلة " بالجكليت والكرزات والكليجة " وكنا نلعبُ سَوياً مع أخواتي وأُخوتي ونذهب مع أَهلي نعايد الجيران.. كنَّا نحنُ نذهبُ عيد وهُم يأتون عيد.
كم كانت طفولة جميلة وبريئة عندما كانت أُختي " ميادة " تَحتالُ عليَّ عندما تُريدُ أن تأخذ مني شيئاً وانا أجمَعُ عيديتي! أينَ أَنا الآن منها
أَين أَنتم يـا أَهلي كم أَشتاق إِليكم اليوم في وحدتي وغربتي الباردة .. كم أَشتاقُ الىَ عِناقكم الآن حتى أشعُرَ بالدفئ
اليوم هو" العيد " وكيفَ لي ان افرح وأَنتم ليسوا معي
كل شيء موجود هنا لكن ليس بنكهتكم ياأهلي
لازلتُ أَبحثُ عنكم في وجوه الآخرين
كل الأشياء تغيرت وآختفت لكنها لازالت حاضرة في ذاكرتي التي تأبى ان تنسىَ تِلكَ الأيام السعيدة ليتها لم تنتهي ونبقى صغارا بجانبكم
لازلتُ أَحتفظَ بذاكرتي لمقطع شعري للشاعر" سمير صبيح " أثّر في نفسي جداً وعَلِقَ في ذِهني , :أَستشهد به كلما أَحِنُ إِليكم يقول
" تمنيت الوكت لو يرجع ارجوع ... وانه مسودن واكولن يرجع الكون "
آهٍ من قلبي الذي يَئِنُ ولاأستطيع اسكات أنينه وآهٍ من جرِحٍ يَنزفُ ولا استطيع تطبيبه وآهٍ من ذاكرةٍ لا تَهدأ ولا تشعر بالسلام الا معكم
كم أَشتاقُ إليكم ولاأَعلم كيف أُهدّئ من روعِ فكري وآلام قلبي المحزون المكلوم لِفراقِ أَحبته
وآآآآهٍ من ظروفٍ وضعها القدر أمامي وكان لابد من أَختار أحد الأمران أَحلاهما مُر
أَيناها اليوم أيامكم أيناها وأيناكم مني
أَين تلك الوجوه الجميلة البشوشة التي أَضحت ذكريات تتمرد على ذاكرتي الثكلى
أَين تلك الأَيدي التي كانت تَحتضنني عندما أحس بوحدتي وكنتُ أجهش بالبكاء على صدركِ ياأُمي
هاهيَ دموعي تَتَساقطُ تترىَ وأنا أكتب هذهِ الكلمات.
وأَين أضعُ قبلاتي التي كنت أَطبعها على جَبينك وَيَدك محبةً وَوِدَاً وآحتراماً لكَ يا والدي الغالي
هذا قبسٌ من ضياءِ شمكسم يــا أهلي فهي ذكرياتٌ لاتنتهي
فهل أنا في عيونكم كما انتم في عيوني؟
أَعلَمُ جَيداً سوفَ لن يأتي الرد, ولكنني سأبقى أنتظر على ذكراكم الغاليــة

" على البال كل التفاصيل
على البال وأحلى التفاصيل
والحلِّ والترحال
والنار والهيل
والكَمّرة اللي نوَّرت ليلٍ ورا ليل
مَدري الى اليوم واللا الزمان انساك ياقلبها قلبي
مدري الى اليوم تولهـ على مَضناك واللا انتهى حبي
ياكايد الريم ذكراك ماغَيَّبت عن خاطري ساعة
الروح الك ياساكن الروح نَزّاعة
كم شمس غابت وانا اشوفك شمس الضحى اللي تباريني
واللا منع جيتك خوفك نورك فلا غاب عن عيني"


كل عام وانتم بخير
التصانيف
غير مصنف
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال