shamim
بـُـح صـوت الحنيـن اليـك
بواسطة shamim, 15th January 2017 عند 02:45 PM (547 المشاهدات)
نهارٌ عارٍ من دفء كفِّ الشمس كأنهُ مغيبي
وليلٌ يزج بي سجون الذكرى ظُلماً وبهتانا
أرى في عيونِ الصباحِ دموعاً
وفي عيون الليل ألف حكايةٍ بلون الشموع
عن السهر .. عن الوحدة .. عن النسيان .. عن الحنين
عن الفجر الذى نسى عكازه على أرصفة التائهين
يأتيني كل ليلةٍ يئنُ عرَجاً , ثُم يُوبخني بعدها النومُ ويغيب
..
الجميع يهرولون إلى مضاجعهم طلباً لغفوة تُذيبُ شقاءَهم
إلا أنا ..
لا أذهب إلا بحثاً عن مُسافِرٍ تركَ أمتعتهُ
وأخذ قلبي بدلاً ورحل
أنا لا أهرول جيداً إلا لحنينٍ ضرير ولا أتعثر إلا بدمعتينِ وقلبٍ مفطور
تفطره القصص المغتصه
وأروقةٌ بالسكون مُكتظة
تفطره شرُفاتٌ تُكابدَ الفقدَ , وعيونٌ لا تُبصرإلا النهايات
تفطره الدقائق المحصودةُ دأباً في مخازن الذكريات
تفطره الحكايا التي لا يكتمل لها نموٌ في رحم الحلم ,
تولدُ مريضةً بصُدفٍ لا تَنتهي أبداً بخير .
وآهٍ من تلك الصُدف , وأهٍ مصيرٍ يحتضر ,
وآهٍ من لقاءات تعسُّ في ليلٍ بعتمتهِ يفتخر ,
وآهٍ ثم آهٍ
من هُروبٍ لا نُجيده وشرودٍ لا يبعث إلا على الجُنون
...
أخبرني بربكَ يا رجُل المسافات ..!
هل أقدمتَ يوماً على الآ تكون أنت ؟
كأن تكونَ ريشةً في مهبٍ تأبى أن تحملكَ الأرض !
أو أن تكون جبلاً تشقُك أخاديدُ الزمن بصمت !
أو تكونَ قُصاصةً لا تُقرأ , وطريقاً لا يُقطع , وفكرةً لا تجِدُ لها منفذاً ولا مُدخل
أو هل جرَّبت يوماً أن تكونَ أمنيةً نضجت ولم يحن وقتُ قِطافِها ؟
تتأرجح علواً وهبوطاً بين السماءِ والأرض ولا تعرف لها مَستقر
حتى يأتيها الحزنُ الأكبر , والبترُ الأعظم .. ثُم الموت !!
وأخبرني
كيف تموتُ نداءات الحنينِ كعجوز هرِمت في قبور صمتك و صوتي؟
كيف تشيخ الأحلام وتكتهل
بعدما تحكم وثاق أغلال العشق بمعصمي وتغرس مخالب الموت بنحري؟
ثم أخبرنى
كيف أن لمحياك حين أراكَ كل هذا الاثر ..؟
يندثرُ معه وجعي ويتضاءلَ اتساعُ صَدْعي وأبتسم ,
لتُشرقَ فى روحى شمسٌ تلتهبُ
نشوةً .. ورغبةً .. ولهفةً .. ثم مطراً من القُبلِ
أبكى مرتميةً بصدرِك صافِعَتُكَ بصراخٍ
( .... لماذا تبتعد؟)
..
الأيام تخلو من الساعات , والساعات تخلو من الدقائق ,
والدقائق لا تخلو أبداً منك
بُحَّ صوتُ الحنينِ إليك
وأنت من لا يُشقُ له غبارٌ في المُبارزةِ بسيفِ البُعد
لم يبرح قلبي سؤاله عنكَ وأين أنت يا مضغةً في صدري ؟
قمري مريضٌ , محمومٌ بك , وسمائي موبوءةٌ بآفةِ صمتك,
تغويهم الحرقةُ جيداً ولا تأتي صباحاتهم أبداً ,
الأرض ومن عليها كتلةٌ من رماد
الحمامُ الأبيضُ , والمساءُ الأبيض , وتفاصيلُ الحلم الأبيض
بعدكَ كُلهم سواد
..
يا من تعشقُ دروب الراحلين بكل هوس
تعثو في روحي وَلَهاً , تغزوها بأسرٍ وتضرب منها كل بنان
أتعلمُ حين أشهقُكَ فقداً كم يجدبني الغمام وتُمسك رحمتها عني السماء ؟
كم أتشققُ إليكَ جفافاً وأمُد لساني في عطشٍ لقطرةٍ منك ؟
كم أذبُل أشتياقاً وأنا من أمتلأَ نظرةً و ماء عذوبتي كافٍ لأن يغسلَ وجه الزمان؟
كم من مرةٍ أجوب صحراءَك المُقفرة لأصطنع لنفسي من محاجر قلبك
مضجعاً قاسياً وكرسياً بارداً وطاولةً تزخرُ بالأشواقِ وقلماً لا يكف عن البكاء ..