فجر السعودية
قاسم سليماني.. تاريخ من الجرائم في سوريا
بواسطة فجر السعودية, 22nd December 2016 عند 11:35 PM (591 المشاهدات)
سلط الإعلان الأميركي حول عزم واشنطن طرح قضية تواجد الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد ما يعرف بـ "فيلق القدس" في محافظة حلب السورية، أمام مجلس الأمن الدولي، الضوء على مسلسل الجرائم الإرهابية التي ارتكبها هذا القيادي الذي لعب طيلة 5 سنوات دور المنسق والمشرف العام بين القوات الإيرانية والميليشيات الشيعية التابعة لها في سوريا.
وبدأ مسلسل جرائم سليماني في سوريا منذ بداية الثورة السورية السلمية الذي شارك بقمعها من خلال دعم ومساندة وتحريض نظام الأسد على العنف الدموي، حيث فرضت الولايات المتحدة العقوبات على سليماني في 18 مايو/أيار 2011 مع رئيس النظام السوري بشار الأسد وغيره من كبار المسؤولين السوريين بسبب تورطه في تقديم دعم مادي للحكومة السورية، حيث صنفته الولايات المتحدة كإرهابي معروف ولا يحق لأي مواطن أميركي التعامل الاقتصادي معه.
وفي 24 يونيو/حزيران 2011 وضع الاتحاد الأوروبي أسماء كل من قائد فيلق القدس سليماني والقائد العام للحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري وحسين طائب مدير مخابرات الحرس الثوري في قائمة العقوبات لتوفيرهم أدوات للجيش السوري لغرض قمع الثورة السورية. كما أدرجت الحكومة السويسرية أيضا اسمه على لائحة العقوبات في سبتمبر 2011 بناء على الأسباب التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي.
وأدرجت الأمم المتحدة اسم سليماني في القرار رقم 1747 في أغسطس/آب 2012 بقائمة الأشخاص المفروض عليهم الحصار بسبب تزويد النظام السوري بالأسلحة من إيران وكذلك التدخل العسكري ميدانيا ولوجستيا وماديا.
وشارك قائد فيلق القدس الإيراني منذ عام 2012 في إدارة تدخل الحرس الثوري وحزب الله اللبناني في معارك سوريا خاصة معركة القصير في محافظة حمص بسوريا، وأشرف عليها بنفسه وتمكن من استردادها من المعارضة في مايو 2013.
كما أشرف بنفسه على عدة معارك في ريفي اللاذقية وحلب، وآخرها معارك حلب التي أدت إلى تهجير قسري لمئات الآلاف من السوريين. ويقود سليماني حاليا عمليات تغيير ديمغرافي في حلب وسائر المحافظات السورية التي تدور فيها رحى الحرب.
جلب إلى سوريا حوالي 70 ألفا من الميليشيات الطائفية الأفغانية والباكستانية واللبنانية والتي لعبت دورا أساسيا في تحويل ثورة الشعب السوري الى صراع طائفي لصالح توسيع النفوذ الإيراني.
دوره السياسي
يلعب سليماني دورا كبيرا في رسم سياسة إيران الداخلية والخارجية التي تعتمد على توسيع نفوذ دولة ولاية الفقيه وذلك بدعم مباشر من المرشد الأعلى علي خامنئي الذي وصفه ذات مرة بـ "الشهيد الحي".
وفي مطلع يونيو/حزيران الماضي، بدأ مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني جلسته لاختيار هيئة رئاسية بكلمة لسليماني، قائد فيلق القدس، مهددا بتصفية كل تيار يعارض ولاية الفقيه منهيا الآمال بوجود "تيار معتدل" في النظام الإيراني، خاصة بعد هيمنة التيار المتشدد بشكل كامل على كافة مؤسسات صنع القرار عقب تسلمهم رئاسة مجلسي الشورى والخبراء.
ويقول خبراء في الشأن الإيراني إن سليماني يعتبر اليوم "رمزا لدولة ولاية الفقيه" في إيران، والتي يسيطر عليها المرشد الأعلى علي خامنئي، وبطانته من رجال الدين المتشددين وقادة الحرس الثوري وفيلق القدس وجماعات الضغط المرتبطة به كأنصار حزب الله وعماريون وغيرهم من التيارات المتشددة التي تهيمن على المؤسسات الأساسية في الدولة كمجلس الخبراء والشورى (البرلمان)، إضافة إلى مجلس صيانة الدستور والقضاء والمؤسسات المالية والاقتصادية الضخمة.
في سبتمبر/أيلول الماضي قال سليماني في خطاب أمام مجلس الخبراء – وهم رجال الدين الذين يختارون القائد الأعلى – في حديث عن سوريا بلهجة حادة: "دعونا لا نبالي بالحملة الدعائية التي يشنّها العدو، لأن سوريا هي الخط الأمامي للمقاومة، وهذه الحقيقة لا يمكن نكرانها. علينا واجب الدفاع عن المسلمين، لأنهم تحت الضغط والاضطهاد