ALI MASHKOOR
قصتي عندما فقدت انسان غالي من حياتي
بواسطة ALI MASHKOOR, 14th November 2016 عند 07:19 PM (528 المشاهدات)
أنا اسمي علي عمري 21 سنة طالب وفي ايام العطلة كنت اذهب للعمل مع والدي نسيت ان اذكر سكني عراقي من كربلاء فكان طريقي على منطقة بين الحرمين الشريفين واثناء مروري من هناك اشاهد دائما الكثير من المشيعين اما لأخ لهم او لأم لهم واني اكمل طريقي بمجرد السلام عليها وطوال عمري لم احمل جنازه احد على متني ولم ارى شخص قريب فأنا لا افكر بشيء سوى ان اكمل أصل للعمل ولا افكر بأي شيء اراه مهما كان عمري لم افكر بمن سوف احمل ومن يكون اول شخص اراه ميتآ قد اخذه الله الى جنبة واليوم وبعد ان اكملت صلاة الظهر وعدت الى عملي اتصلت بأخي لكي اعرف هل يأتي الي لأكمل ستوق بضاعة لأن زيارة الاربعين قد اقتربت وابي يطبخ في الموكب للزوار سألته متى تأتي قال انا ذاهبون الى بيت عمك فبنت عمك قد ازدادة حالتها سوئا (هي خرساء وكانت تبلغ من العمر 20 سنه ومصابه بمرض السرطان مذ ثلاث سنوات) فذهبت للموكب كي اخبر ابي بأن يذهب الى هناك فأخذ ملابسة منى حتى يغير ملابس الموكب ويذهب اليهم وهو لا يعلم بوفاتها
اتصل اخي الكبير وقال البقاء في حياتك كانت كصعقة في رأسي فأخبرت ابي بالدموع قبل الكلام انها قد ذهبت الى جوار ربها ذهب ابي قبلي وانا اكمل غلق بسطيتي (محل العمل)والحق به
في الطريق اتصل وقال نحن في المشفى لا تذهب الى البيت وعندما وصلت الى هناك رأيتهم في مكان استلام الجثث بقيت واقف في بابها لم ادخل وبعد دقائق دخل ابي دخلت معه وجدت امي وخلاتي مجتمعات حولها وكأنها نائمه ليست ميته . كانت موضوعه على غطاء ازرق اللون وعيونها مفتوحه وما جبرني على تصديق موتها وصوت البكاء والصراخ الذي يعلو في الغرفة لم اتمالك نفسي ابدآ فقد بكيت وبصوت مرتفع لأول مره في حياتي كانت غاليه لدرجه لا توصف والذي يكثر هذا الحزن والبكاء وفاتها قبل أن تكمل العشرين سنه بعشرة ايام استلمنا جثتها وذهبنا انا وكل من معنا الى بيتهم لكي تراها أخواتها فلها ستة واخ واحد كان معنا كنت محتار ماذا سأقول لهن وما هوه وضعهن وماذا سيحصل عندما نضع اختهن العشرينية في ما بينهن وجدنا الكل مجتمع هناك عماتي وخالاتي وبناتهن فأدخلنا التابوت وفيه جسدها الرقيق علا الصراخ والبكاء عليها واحترت ما بين أبكي ام ارفع اخواتها المنهارات عنها وبعد خمس دقائق اخرجنها لنأخذها الى المغتسل فوضعنها في سيارة حمل وجلسنا حولها (اخيها وامها وثلاثة من اخواتها وامي واخوتي الثلاثة وخلاتي) وهي في وسطنا وندبتني احد اخواتها وتقول بأنين صوتها وبكائها علي لقد رحلت وتلتفت لأخي وتقول له لقد رحلت اختي ثم ادخلنها الى المغتسل وجلسنا في الباب ننتظر خروجهم جلست في السيارة التي حملت التابوت وجلس امامي على الأرض اخي الصغير واخوها وابن خالتي ينادبون بعضهم ويبكون فيقول اخي لأبن خالتي لقد ارادت ان ترانا البارحة لماذا لم نذهب لها وكيف تركناها تموت بدون رؤيتنا ويصيح بينهم اخوها لقد كسرتي ظهري بموتك لماذا رحلتي وتركتنا ثم اخرجناها لكي نصلي عليها ونذهب لدفنها وتركها في ما بين الأموات وبجوار ربها فأكملنا الصلاة والدعاء وفي كل مرة يأخذوها منا جبرا اعدناها للسيارة كم ترجيتهم إن نشيعها ونأخذها سير اوان نحملها على اكتافنا لماذا الاستعجال لكن رفضوا وقالو ماكن دفنها بعيد جدا قلت لهم مستعدين ان تحملها مهما كانت المسافة وأيضا رفضوا هذا اااخ كم تمنيت ان نحملها على اكتافنا ولو لمئة متر وبعدها ذهبنا الى مكان دفنها جلسنا في السيارة نبكي ونرى الحفار يحفر في قبرها لم نذهب اليه ولا نريد ان نرى قبرها قبل دفنها فيه وبعد ذلك قالو ابدو بالنقلة الاولى وهي انزالها من السيارة ووضعها على الارض كي لا تفاجئ بقبرها انزلناها من السيارة ولكن قلوبنا وعقولنا لم تنزلها ولا تريد تصديق ذلك وبعد مرور ما يقارب دقائق نقلناها النقلة الثانية فذهبت لأرى كيف يحفر في قبرها كان عمقه ما يقارب المتر ونصف ومن الاسفل يقوم بحفره الى الجانب كي يضعها فيه وليتني لم اره اهنا سوف نتركها وفي هذه الظلمة ثم قالو انقلوها النقلة الثالثة وانا لم احملها معهم وكنت لا اريد ان يضعوها في هذا القبر الخالي من الضوء وبعد ذلك قالو اين ارحامها نعم نحن ارحامها اخرجوها من تابوتها حتى يقوم الدفان بأنزالها في قبرها فوضعوا بطانيه كستار فوقنا كي لا يراها احد غيرنا ثم اخرجناها وبدأ الدفان يفتح كفنها ثم انزلناها في قبرها لقد حملتها من وسط جسدها اثناء تنزيلها بقبرها بقيت جالسا ماذا يفعل الدفان فوضعها في الاسفل وقام بوضع قطع تشبه الكاشي عليها واغلق القبر من الاسفل منعونا من البكاء كي تسمع التلقين سكتت وجوهنا وقلوبنا تتمزق من الحزن والبكاء حتى تسمع التلقين قالو ارحامها لا تهيلوا التراب عليها كيف لا نهيله عليها وقد تركنا جزئا من اجسادنا وعقولنا وروحنا بين التراب تماسكت نفسي وسمعت صوتهم يقولون لا لا لا تهيل التراب عليها لم اعرف من اهال التراب عليها ولم يتمالك نفسه للأن كنت بوضع لا ارى من بجانبي وأهالوا عليها التراب ولقنها مره ثانيه بعد ان اكمل الدفن فيصيح اخوها ماذا سأقول لأمي عندما اعود للبيت ماذا لو سألتني كيف تركتها ستطردني امي لو عدت بدونها كيف سأجيب اخواتي وهو لم همه وحده بالكانت عقولنا تكاد تنفجر من هذه الاسئلة وخوف من ان تسألنا امها او احد اخواتها فجبرونا على العودة وتركناها وحدها بنت العرشين سنه بين الاموات وبقرب ربها داعين ببكاء ربنا العزيز القدير ان يغفر لها ويرحمها ويدخلها فسيح جناته
Ali Mashkoor