☆زنبق☆

مقتطفات من كتاب مهزلة العقل البشري للكاتب علي الوردي

تقييم هذا المقال
بواسطة ☆زنبق☆, 30th October 2016 عند 04:23 PM (751 المشاهدات)


-----------------
يحاول بعض المتحذلقين من رجال الدين ادعاء التجديد فيما يكتبون و يخطبون و تراهم لذلك يحفظون بعض الالفاظ و المصطلحات الحديثة يتلقفونها من المجلات و الجرائد المحلية ثم يكررونها في كلامهم اذ يحسبون انهم بهذا قد صاروا مجددين , و يحلو لبعضهم ان يقال عنه انه جمع بين القديم و الحديق ثم يرفع انفه مغروراً بهذا العلم العجيب الذي وعاه في صدره و مثله في هذا كمثل ذلك القروي الساذج الذي اراد ان يتمدن في كلامه فضيع المشيتين مع الاسف الجديد
----------
ينبغي ان نفهم ان التجديد في الفكر لا يعني التشدق بالمصطلحات الحديثة انه بالاحرى تغير عام في المقاييس الذهنية التي يجري عليها المرء في تفكيره
----------
كنا ننتظر من المفكرين من رجال الدين و غيرهم ان يساعدوا قومهم في ازمة اليوم و لكنا وجدناهم على العكس من ذلك يحاولون ان يقفوا في طريق الاصلاح و يضعون على الابالة ضغثا جديداً
----------
الاتفاق يبعث التماسك في المجتمع ولكنه يبعث فيه الجمود ايضاً , فاتحاد الافراد يخلق منهم قوة لا يستهان بها تجاه الجماعات الاخرى و هو في عين الوقت يجعلهم عاجزين عن التطور او التكيف للظروف المستجدة
----------
يخيل الى بعض المغفلين من المفكرين ان المجتمع البشري قادر على ان يكون مطمئنا متمسكاً بالتقاليد القديمة من جهة و ان يكون متطوراً يسير في سبيل الحضارة النامية من الجهة الاخرى و هذا خيال غريب لا ينبعث الا في اذهان اصحاب البرج العاجي الذي يغفلون عن حقيقة المجتمع الذي يعيشون فيه
----------
الفكر البشري حين يتحرر ويخرج على التقاليد لا يستطيع ان يحتفظ بطابع اليقين على اية صورة . انه حين يشك في امر واحد من امور حياته لا يستطيع ان يقف في شكه عند هذا الحد , فالشكل كالمرض المعدي لا يكاد يبدأ في ناحية حتى يعم جميع النواحي و الانسان اذ يكسر تقليداً واحداً لابد ان يأتيه يوم يكسر فيه جميع التقاليد و هو بذلك قد استفاد من جهة و تضرر من جهات اخرى
----------
في اللحظة التي يبدأ فيها الانسان بالتفكير في غده يخرج من جنة عدن الى هاوية القلق فتعلو وجهه آنذاك صفرة الغم و يشتد فيه الجشع و حب التملك و بذا تزول عنه الغبطة البلهاء
----------
ان الذين يمارسون المنطق القديم في هذا العصر يشبهون اولئك الابطال من طراز عنترة العبسي الذي يهجمون بالسيف على جندي حديث يحمل بيده رشاشا سريع الطلقات فهم مهما تفنوا في ابداء ضروب البسالة والشجاعة فان الرشاش يحصدهم في ارجح الظن حيث لا ينفعهم انذاك بسالة و لا حماسة
----------
يمر الزمان بعد الزمان و رجال الدين مشغولون بتاييد عقائدهم عن طريق العقل و المنطق فلا يقنع احدهم بما يقول الآخر و كل منهم ينسب الى الاخر صفة المكابرة و المغالطة و العناد و ما اشبه
----------
ان من شرائط المنهج العلمي الدقيق ان يكون صاحبه مشككا حائرا قبل ان يبدا البحث اما ان يدعي النظرة الموضوعية و هو منغمس في ايمانه الى قمة رأسه فمعنى ذلك انه مغفل او مخادع
----------
لم يبتكر العقل البشري مكيدة ابشع من مكيدة الحق و الحقيقة و لست اجد انسانا في هذه الدنيا لا يدعي حب الحق و الحقيقة حتى اولئك الظلمة الذين ملأوا صفحات التاريخ بمظالمهم التي تقشعر منها الابدان و لا تكاد تستمع الى اقوالهم حتى تجدها مفعمة بحب الحق و الحقيقة و الويل عندئذ لذلك البائس الذي يقع تحت وطأتهم فهو يتلوى من شدة الظلم الواقع عليه منهم بينما هم يرفعون عقيرتهم هاتفين بانشودة الحق و الحقيقة
-----------
ان من الظلم حقاً ان نعاقب الناس على عقائدهم التي لقنوا بها في نشأتهم الاجتماعية
-----------
العقل البشري لا يحس بوطأة الاطار الموضوع عليه الا اذا انتقل الى مجتمع جديد و لاحظ هناك افكارا و مفاهيم مغايرة لمألوفاته السابقة انه يشعر عندئذ بانه كان مثقلاً بالقيود الفكرية وان فكره بدأ يتفتح
-----------
الانسان كلما ازداد تجولاً في الافاق واطلاعا على مختلف الاراء و المذاهب انفرج عنه اطاره الفكري الذي نشأ فيه واستطاع ان يحرر تفكيره من القيود قليلا او كثيراً
-----------
كلما كان الانسان اكثر انعزلا كلما كان اكثر تعصباً و اضيق ذهنا
-----------
يجب ان يدرك الانسان بأنه مقبل على عصر جديد لا تصلح فيه الافكار المحدودة التي كان يتباهى بها اجداده المغفلون
-----------
كلما اشتد وعي الناس و انتشر التعليم ازدادت مقدرة الاكثرية على ان تفرض رايها على الحكام
----------
كلنا ننادي بالحق و الحقيقة عندما نخطب او نتجادل او نتلو القصائد الرنانة و لكننا نفعل ذلك لاننا نشعر في قرارة انفسنا بان هذه الاقوال التي نتشدق بها سليمة لا ضرر منها و لا مسؤولية عليها حتى اذا جد الجد و صار الحق معارضاً لما نحن فيه اسرعنا الى جعبتنا المملوءة بالادلة العقلية و النقلية فاخترنا منها ما يلائم موقفنا و صورنا الحق بالصورة التي ترضينا ثم لا ننسى بعد ذلك ان نواصل تلاوة القصائد الرنانة من جديد
----------
الانسان مجبول ان ينسى مساوئه ويتذكر محاسنه تذكراً لا يخلو من مبالغة
------------
لا شك ان التنازع مضر بالانسان و لكنه نافع له ايضاً . فهو الذي يحفز الانسان نحو العمل المثمر و الابداع و به يشعر الانسان بانه حي ينمو . فلو كان الناس متاخين اخاء تاماً يبتسم بعضهم لبعض ويعانق بعضهم بعضاً ثم يذهب كل منهم في طريقه من غير منافسة او تكالب لشعروا بان الموت خير لهم من هذه الحياة الرتيبة
-----------
ان من خصائص كل دعوة اصلاحية جديدة انها تفرق الجماعة ذلك لان المترفين يقفون لها بالمرصاد ويقاومونها ما استطاعوا الى ذلك سبيلاً . و اذا رايت دعوة رنانة تدعو الى وحدة الجماعة فاعلم انها سوف لا تحرك ساكنا ولا توقظ نائما
-----------
ان من مزايا هذا العصر الذي نعيش فيه هو ان الحقيقة المطلقة فقدت قيمتها و اخذ يحل محلها سلطان النسبية فما هو حق في نظرك قد يكون باطلاً في نظر غيرك . و ما كان جميلاً امس قد ينقلب قبيحا اليوم . كل ذلك يجري في عقلك وانت ساه عنه كان الامر لا يعنيك
-----------
الدليل القائم على البديهيات لا فائدة منه فالبديهيات ذاتها نسبية تتبدل بتبدل الزمان و المكان
-----------
الحقيقة ليست الا فرضية يفترضها الانسان كي يستعين بها على حل مشكلات الحياة
------------
الانسان في حاجة الى الحقيقة النسبية التي تساعده على حل مشكلاته الراهنة و كثيرا ما يكون الوهم انفع له من الحقيقة المطلقة المعلقة في الفراغ
------------
كل انسان يخطىء و المهم هو عاطفة الناس نحوه فاذا احبوه برروا خطاه و ستروه اما اذا ابغضوه فهم قد يحولون حسناته الى سيئات . هذه هي طبيعة الانسان اينما وجد
-----------
كل دين يحتوي على ظاهر و باطن . اما باطنه فيتمثل بالمبادىء الاجتماعية التي دعى اليها النبي في اول امره . و لا يكاد يمر الزمن على الدين حتى يستلم زمامه الكهان . و عندئذ ينسى الناس مبادىء الدين الاول ويهتمون بالطقوس الشكلية . اذ يتخيلون الله كأنه سلطان من السلاطين لا يريد من رعيته سوى ابداء الخضوع له و لا يبالي فيما سوى ذلك بشيء
-----------
قد نرى انسانا تقيا قد بح صوته في الدعوة الى العدل و الصلاح فنحسبه عادلا في صميم طبيعته و هذا خطأ . انه يدعو الى العدل لانه مظلوم و لو كان ظالماً لصار يدعو الى الصوم و الصلاة
----------
ان الدين و الدولة امران متنافران بالطبيعة . فاذا اتحدا في فترة من الزمن كان اتحادهما مؤقتا و لا مناص من اي ياتي عليهما يوم و يفترقان فيه و اذا راينا الدين ملتصقا بالدولة زمنا طويلا علمنا انه دين كهان لا دين انبياء
----------
الافكار كالاسلحة تتبدل بتبدل الايام . و الذي يريد ان يبقى على آرائه العتيقة هو كمن يريد ان يحارب الرشاش بسلاح عنترة بن شداد
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال