اسيرة الصمت

سلام على المجانين

تقييم هذا المقال
بواسطة اسيرة الصمت, 10th October 2016 عند 04:50 AM (310 المشاهدات)
يُحكى أنه في إحدى الأيام الخوالي، كان قوم عُرفوا بغزارة علمهم وقوة حجتهم وصعوبة مناظرتهم، فكانوا أهل فصاحة وبيان يستطيعون إفحام وإلزام أي مخالف لهم من بني الإنسان، وقد كانت مخصصة حينها ساحة لخوض الحوارات وتبادل الكلام والعبارات وطبعا السجالات، فحينما ذاع صيتهم في الأرض والسماء، وبلغت شهرتهم مبلغا تضاهي مساحة المحيط والصحراء، دخل واحد من أهل الجهالة والجفاء، فاسد الحس غليظ الطبع، باطلٌ في اعتقاده، غير محق في انتحاله، يحسب نفسه جاحظ هذا الزمان في الفصاحة والبيان، ويظن حاله شافعي عصره في المناظرة والإفحام، فدنا من أحدهم يسأل عن خبر القوم ، فلما عرف أي نوع هم أدرك أن إفحامهم من المحال، ولن يستطيع إلزامهم بأي كان، فكان إلا أن فكر وقرر، أن التفرقة هي لعبة هذا الزمان، فجاء عند القوم لا بغية السجال بل فقط للاستفزاز وفي ذلك له مآرب قريبة المنال، قائلا إن كنتم حقا هم فلان وعلان أصحاب الحق والإيمان، فتعالوا إلى ذاك المكان ، ونسي المائق الأزبق أنه وسط الساحة المخصصة للسجال، فقام القوم عنه وتركوه وحيدا، فقد قال الحكماء أن السفيه الجاهل لا تصلح معه لا مناظرة ولا حوار وان الخطل الخرف مجتمعا بالجهل والانتكاس لا يورث إلا صداع الرؤوس وفوران الدماء . فاتركوا الهلباجة وأنتم عليه مشفقين، فإن كان ذو لب عرف من المقصود في هذا الحين، وإن لم يكن فسلام على المجانين.
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال