علي الموسوي الموسوي
اطفالنا وافلام الرسوم المتحركة
بواسطة علي الموسوي الموسوي, 8th October 2016 عند 08:21 PM (358 المشاهدات)
تعتبر الرسوم المتحركة من اهم الوسائل التثقيفية للطفل . وأقربها لعقله وابسطها لغة وفهما له . وعلماء التربية يؤكدون ان القيم الإنسانية للطفل تتكون في السنين السبع الأولى من عمره والتي تترتب عليها شخصية الطفل وأفكاره فيما بعد . ونلاحظ في عصرنا الحالي عصر العولمة والتجارة بكل شيء حتى بالقيم والمبادئ وبعيدا عن الدين والتعاليم السماوية ... أصبحت الرسوم المتحركة ألموجهه اليوم للأطفال تزرع العنف والشر في نفوس الصغار ومن الممكن أن تكون خطرا حقيقيا وتتحول إلى سموم قاتلة . ووجه الخطر في هذا عندما تكون هذه الأفلام صادرة من مجتمع له بيئته وفكره وقيمه وعاداته وتقاليده وتاريخه , ثم يكون المتلقي أطفال بيئة ومجتمع أخر وأبناء حضارة مغايرة , وخاصة نحن المسلمون العرب لدينا قيم مختلفة عن باقي المجتمعات فتصبح هذه الأفلام والمسلسلات في هذه الحالة مثل الدواء الذي يؤخذ لغير المرض الذي صنع لأجله فتصبح النتيجة داء جديد ولنا أن نتصور. إذن حجم الأذى والسلبيات التي تنتج عن أفلام الرسوم المتحركة المستوردة والمد بلجة على الطفل العربي والمسلم الذي يتأثر بها . وترتكز هذه الأفلام المستوردة على ثلاث محاور هي العنف والسحر والجنس فالمحور الأول : العنف والقتل وأشكال الشخصيات عبارة عن وحوش مخيفة و مقززة فمنها له عين واحدة أو رأسان ومناظر بشعة . والطفل يجلس ساعة كاملة أمام الحلقة الواحدة من المسلسل فلا يرى سوى قتل وموت بدون أي سبب وكذلك تعليمهم الجريمة وكيفية إخفائها كما في المسلسل الكارتوني المحقق كونان . أما المحور الثاني : هو السحر فلا تخلو أفلام الرسوم المتحركة من المشعوذين والسحرة وتخطيط الساحر لأذى الآخرين أو تحويلهم إلى صخور أو حيوانات وأماكن مظلمة وأرواح شريرة . المحور الثالث : هو الجنس . فكم مسلسل او فيلم كارتوني لا يخلو من مشاهد للحب والقبلات والعلاقات الحميمة والتي من المفروض أن لايراها الطفل . أن هذه المحاور الثلاث يحرص الآباء والأمهات دوما إبعاد الطفل عنها في حياته اليومية . في حين يتركوا أطفالهم ساعات أمام شاشة التلفاز وهم يشاهدون من خلاله هذه الأفلام والكارثة يغفل الكثير من الأهل عن هذه الأمور فهو يكون انه مطمأن على طفله وهو يراه جالسا أمام شاشة التلفاز مع أخوته في حين انه يغفل عن مدى خطورة هذه القيم والأفكار البعيدة عن قيمنا ومبادئنا كمسلمين أولا وعرب ثانيا . وهناك سؤال . هل من الممكن أن نمنع الطفل من مشاهدة الرسوم المتحركة ؟؟ أن قرار منع الطفل من مشاهدة التلفاز هو قرار غير حكيم لأننا سوف نصنع مشكلة أخرى . فالطفل الممنوع من المشاهدة يشعر بالنقص خاصة عندما يجد الأطفال الآخرين يتحدثون عن الأعمال التي يشاهدونها وقد يدفعه ذلك لاختلاس المشاهدة ولو في مرحلة عمرية اكبر فقد يذهب عند احد الأصدقاء سرا . وكذلك سوف نمنعه من مشاهدة البرامج الجيدة والتي هي تعلمه الايجابيات وتنمية قدرات الطفل وخياله . ويرى التربويون أن الأمر الايجابي للتعامل مع الطفل والتلفزيون يكون في أمرين : الأمر الأول : تقليل عدد الساعات التي يقضيها الطفل أمام التلفزيون فمن الممكن البدء بتخفيض عدد ساعات المشاهدة بحيث تكون الحد الأقصى للمشاهدة ساعتين بشكل متقطع يوميا ومن الأفضل لو كانت ساعة واحدة فقط , والأمر بحاجة لصبر الوالدين اللذين أدمن أطفالهما المشاهدة . بحيث تقل عدد الساعات بالتدريج مع أتباع سياسة النفس الطويل لا سياسة الصدمة أو استعمال الضرب والإجبار ألقسري , وممكن أن نستبدل هذه الساعات بأنشطة أخرى مفيدة للطفل كحفظ القران وقراءة القصص وحسب المرحلة العمرية , أو ممارسة الرياضة , أو اللعب مع االاصدقاء , أو ممارسة هواية الرسم والتلوين , أو ممارسة ألعاب تنمي الذكاء كلعبة المكعبات والأحجية أو ماتسمى ب( البازل ) او ممارسة الهوايات التي يحبها ومحاولة تقديم البديل عن طريق تشجيع الطفل على مشاهدة الاعمال المخصصة للاطفال التي تنتجها المؤسسات الإسلامية والتربوية , حتى لو كانت اقل جاذبية وان كانت هناك جهود كبيرة لقنوات متزنة ومنها إسلامية وعربية تعنى بالطفل بشكل مشوق وبعضها نجح بالفعل في تكوين قاعدة عريضة من الأطفال . ولابد من قضاء وقت خاص مع الطفل للاستماع إليه . واللعب معه ومبادلته الحديث مهما كانت الضغوط والمسؤوليات لان اغلب الأهل دائما يسكتون طفلهم عندما يسأل ويتحقق من الأمور التي يريد أن يعرفها لان الأهل يكونوا متعبون من هموم الحياة ولا يعرفون حجم الأذى الكبير الذي يسببونه لطفلهم عندما يسأل ويسكتونه بطريقة فضة لأنها تؤثر على سلوكه وحالته النفسية . الأمر الثاني : متابعة مايشاهده الطفل في هذه الأوقات . بحيث نشجع الطفل على تكوين رأي نقدي فيما يشاهد , ونفهمه أن في هذا تصرف خطأ يتعارض مع قيمنا ومبادئنا . حتى تتكون لديه خلفية عن القيم الصحيحة والخاطئة .بحيث تتم عملية اختيار واع لطبيعة القصص المشاهدة , والمهم هو إفهام الطفل بطريقة سهلة ومناسبة لسنه لماذا نوافق على هذا العمل ونرفض العمل الأخر ؟ بحيث لو شاهد الطفل العمل المرفوض . ونحن بعيدون عنه فأنه يرفض مشاهدته أو على الأقل يكون مدركا بان هذا العمل غير مناسب له , وهكذا تتكون لديه حاسة ناقده هي أساسية لنجاته . أما الطفل الذي يتركه أبواه فريسة لهذه القصص . سواء في عدد الساعات المفتوحة أو المشاهدة الحرة غير المقيدة . فأنهما قد تخليا عن المسؤولية الملقاة على عاتقهما في التربية لصالح آلة إعلامية جبارة مدمرة للطفولة وللقلوب الصغيرة الطاهرة لأنهم أمانة من الله سبحانه في أعناقنا ونحاسب على تربيتهم