جميل مانع البزوني

العوامل المساعدة على ترسيخ ظاهرة المشاكسة

تقييم هذا المقال
بواسطة جميل مانع البزوني, 3rd September 2016 عند 06:41 PM (261 المشاهدات)
العوامل المساعدة على ترسيخ ظاهرة المشاكسة
حدد التربويون عددا من العوامل التي تلعب دورا سيئا في تأصيل السلوك المشاكس، فتحوّل الحالة من سيء إلى أسوأ، ومن خلال التتبع تبين ان هناك بعض العوامل تساهم في العملية مع أنها تصنف على عوامل إنجاح العملية التربوية ، والسبب ان لحاظ العامل مع كل هدف من الأهداف هو الذي يعطيها تأثيرها الايجابي أو السلبي .
وتم تشخيص عدة عوامل منها :
العامل الأول - الأسرة: ويتمثل التأثير السيئ في هذا الجانب في عدد من المظاهر السلبية من قبيل :
1- انخفاض مستوى الانضباط في سلوك الأبوين عندما يمارسان دورهما التربوي من خلال الاستعانة بالشدة في العقوبة أو استعمال الصوت العالي عند ممارسة الحديث مع الطفل .
2- استعمال المربي للتمييز في العقوبة بين الأطفال على أسس لا علاقة لها بالحدث الواقع وبطريقة انتقائية .
3- عدم قيام الأبوين بدورهما في توفير الاستقرار العاطفي للطفل من خلال ممارسة العزل العاطفي معه في وقت مبكر .
4- وقوع الأبوين في ارتكاب المفاسد والأخطاء القانونية مع اطلاع الطفل على كل ذلك .
5- عدم قيام الأبوين بدورهما في تربية الطفل على عزة النفس في الوقت الذي تعيش فيه الأسرة حالة العوز والفقر الواضحة .

  • فقدان الأبوين لدورهما في إعطاء المثل العلى للطفل والقيام بدور معاكس من خلال تصرفاتهما وألفاظهما التي تعطي مثالا سيئا للأولاد .

العامل الثاني - المدرسة: وهي تلعب دورا سيئا في هذا الجانب من خلال عدة أمور منها :
1- إن الطفل عندما يصبح في البيئة المدرسية يكون معرضا لتغيرات سلوكية واضحة من خلال تأثير المنهج التدريسي ومضمون المادة العلمية والأساليب المتبّعة في التعليم والتربية.
2- ظهور فقدان الانضباط في السلوك الذي يمارسه المعلم مع التلاميذ له تأثير كبير في صياغة تحديد سلوك الطفل , وفي الوقت الذي قد يكون الطفل في بداية دخوله الى المدرسة شخصاً متزناً إلا أنه قد يتحول في ما بعد إلى شخص مشاكس نتيجة لسوء التربية التي يتلقّاها من المعلم في المدرسة.
3- عندما يتم الضغط على الطفل بسبب السلوك المتعسف من قبل المعلم فان الطفل يظهر ذلك على شكل اعتداءات على أقرانه في مكان آخر كلما وجد المجال متاحا للقيام بذلك , وقد يشكل أحيانا حتى الحد الأدنى من الضغط وهو كثرة الواجبات المدرسية مع المؤاخذات والانتقادات التي ترافقها نفس تلك التأثيرات عليه.
العامل الثالث- المجتمع: وفي الوقت الذي قد لا تبرز هناك حالة تقصير من قبل العاملين الأول والثاني ويعملان بدورهما بصورة صحيحة , إلا أن الانعكاس السيئ يأتي بصورة أخرى من شيوع بعض المظاهر السيئة في المجتمع والتي تؤدي بالطفل إلى انتهاج سلوك مشاكس.
وفي الوقت الذي يكون التأثير الأكبر للمجتمع على الكبار إلا ان ذلك لا يعني عدم وجود مثل هذا التأثير على الطفل , وقد يلعب الوقت الذي يقضيه الطفل بين أفراد المجتمع دورا في زيادة أو نقصان هذا التأثير , فالطفل أثناء حياته الاجتماعية في البيت وخارجه يلاحظ سلوك أصدقائه وأقاربه وسائر الناس ويتعلم منهم الكثير متأثراً بكل ما يرى من مشاهد الحياة.
فهو حينما يلاحظ في المجتمع ظلماً وتمييزاً من قبل البقال والعطار والخباز، ويشاهد معالم القهر والظلم من الشرطي مثلاً، فذلك يكفي ليكون له درساً بليغاً في المشاكسة.
العامل الرابع : ظروف الطفل الخاصة : وهذا العامل يكشف لنا الأسباب التي تكمن خلف التصرفات غير المفهومة للطفل , فان الدافع السلوكي في التحليل التربوي يفسر لنا قيام بعض الأطفال بمثل هذه الأمور , ومعه يكون ذهن هذا الطفل مليئا بالأفكار العدائية للآخرين .
والطفل التي كان ضحية من ضحايا الانتكاسات العاطفية والمصائب التي يصعب عليه تحملها سيكون مؤهلا للانسياق وراء مثل هذا التأثير السيئ للتجارب الحياتية , لانه لم يحظى بوضع اجتماعي وحياة طبيعية , فلا يمكن ان تكون الاستقامة والمحبة متوقعة منه .
فيجب تجنب تحفيز مثل هذا الطفل نحو إخراج خفايا تجربته الصعبة لان تصرفاته لن تكون متوقعة والاطلاع من قبل المربي على تلك الأوضاع الصعبة والتجارب القاسية التي مرت على هذا الطفل مع فهم تلك الظروف بعقلية الطفل الذي عانى من تلك المصاعب سيسهل عملية التعامل معه في أثناء التوجيه التربوي ووضع الحلول النافعة في ضبط سلوكه وإخراجه من حالة عدم الاستواء النفسي .

جميل مانع البزوني
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال