جميل مانع البزوني
الشباب والخروج من الواقع
بواسطة جميل مانع البزوني, 3rd September 2016 عند 06:30 PM (282 المشاهدات)
الشباب والخروج من الواقع
ان الشباب يحملون الاف الآمال في اذهانهم وكل واحد منهم يصور نفسه قد أصبح قريبا من تحقيق تلك الاماني والآمال العريضة، لكنه يصحو في يوم من الايام فيجد ان البخار هو كل ما بقي له من تلك الاماني فلا توجد مخططات ولا توجد مشاريع مستقبلية وكأنها استيقظ في عالم من السراب المترامي الاطراف.
ونحن في الاغلب لا نشعر به وهو يقاسي ضياع تلك الامور واضمحلالها يوما بعد اخر، وربما نعجب من ذهاب بعض الشباب الى عالم اخر ليس له ارتباط بالواقع وانما هو مجرد اوهام صنعها لنفسه حتى يبث فيها همومه والامه، وصارت هذه الحالة واسعة الانتشار بل صارت محببة الى بعض القلوب من غير الشباب لأنها خفيفة مثل الوجبة السريعة التي يتناولها الانسان وهو واقف في باب محل لبيع الطعام والوجبات السريعة.
ويقول بعضنا ان هؤلاء الشباب فارغون ليس لهم هموم وليس عندهم مشاكل لأنهم يقضون وقتهم في كتابة هذه المشاركات التي تسمى بالمزاح المأساوي او التهكم المرح وهي الصفة التي تحبب هذا العمل الى نفوس هؤلاء الفتية المحبطين والمتعبين.
ان هذا العمل يبدو غير مقبول لدينا لأنه مضيعة للوقت فما الذي يدعو الانسان الى الخروج عن هذا العالم والذهاب الى عالم ليس فيه قيود او ضوابط او قيم؟!! اليس من الافضل ان يجنب الانسان نفسه اماكن الشبهة والتهمة ويقضي وقته متفائلا لا يكاد يكدر باله شيء من امور الحياة ابدا؟؟
ويزيد هذا العمل سوء في نظر البعض انه فرح مبتكر وهو في الحقيقة كدر مستقر يفقد الانسان توازنه ووقته وجهده من دون فائدة ترجى ...
الا ان التمعن في طيات هذه الظاهرة يجعل المرء يقف مؤيدا احيانا او محايدا على اقل تقدير من جنوح الشباب نحو تضييع وقتهم في مثل هذه الامور ويعلل ذلك بان الشاب لم يكن يخطط يوما لتضييع هذا الجهد الكبير والوقت الطويل لكن الظروف التي وضع فيها جعلته يهرب من هذا الواقع المرير الى عالم من خيال وفرح مصطنع حتى يعيش لحظته ليس مدينا للزمن بدمعة شوق او صرخة حزن او صيحة الم كما ينبغي له ان يصنع لولا هذا الخروج الى المجهول.
والتعجب من فعله هذا يزداد يوما بعد اخر في طريق الزوال لان مبررات هذه الاعمال التي اختطها الشباب لنفسه بعيدا عن دنيا الكبار تدعوه الى الانزواء والابتعاد والانطواء عن المجتمع القاسي في احكامه والذي لا يراعي حرمة لأمال الشباب ولا يكاد يلفت لهم ابدا.
جميل مانع البزوني