دنت مني على حذر واستحياء
أخذت نظارتي وراحت تتفحص بؤرة عيناي
وبالإيشارب الذي يتدلى من على نحرها
راحت تمسح النظارة، ثم تقبِّلها بحنان
هي قصة حنان وعشق
مع وقف التنفيذ!
قالت: سأنطق الليلة دون أن تستنطقني
سأبوح بما في الصدر يكبلني
سأحكي لك ولعلك بعد ذاك تودعني..
قطفوا الوردة يا شمس قبل أوانها
وأعطوها لمن لا يستحق أريجها
وأخضعوني على الطاعة
لكنها أبت أن تطاوعني
وعلى غير قبلة سَنّ السكين
ذبحني يا شمس أضحيةً ولم يكلمني
وأنتهي العيد قبل أن يبدأ
فذبلت الوردة، ماتت قبل الذبح
وبعد الذبح ما همني الجرح النازف
ولا همهم قتلي فالطاعة في قبيلتنا
ولاءٌ و وفاءٌ ، بيع وشراء
عبودية .. فيارب صبّرني
هذه حالتي الميؤوسة
فقل لي كيف أنت يا معذبني؟

مسحت دمعة على الخد سالت
وآآآهة من القلب صاحت
وقلت لها والشوق يسامرني
أنا ريشة في مهب الريح سيدتي
لا أفهم كيف يخفق القلب ومتى
لكنه أرادكِ حُلما يتحقق فيسعدني

أنا يا أنيقة الحرف ضياع حين السكوت
فالصمت يزيدني وجعاً.. يؤرقني
وأنتِ مملوكة بحكم القبيلة
ممهور على جبينك كلمة "مباع"
ولأنني تربيت أنا على احترام المواثيق والعهود
فلست أحاول أن أتسلق الأسوار
وأسترق قبلةً من ثغركِ الفاتن
أو أعزف على باب المذبح أغنيتي
فأزيدك وجعٌ على وجع

فدعيني أتسوّل الحنان سيدتي
ودعيني أرحل في أمان
ودعي الأيام تفعل ما تشاء
فقد شق اللقاء
وماتت على محرابك أمنيتي
فغداً تغيب الشمس حين وداع
ونلتقي في العالم الأخر
حيث لا فناء ولا ممات
أحبك وكفى..