قد يمازح المؤمن أخاه المؤمن ولكن لابد أن يراعي في ذلك حدود الادب والاخلاق الاسلاميه الرفيعه،فلابد أان تكون حاله الاحتشام والاحترام والآداب العامه قائمه بين المتخاطبين،فالتجاوزات اللفظيه والتصرفات الخارجه عن نطاق الاخلاق الاسلاميه تكون سببا بارزا في انحلال العلاقه بين الاخوان وتحولها في بعض الاحيان الى عداوة،فينبغي لنا ان نتعلم كيف يكون المزاح بين المؤمنين والذي يزيد في المحبه والالفه.........وقضية مزاح النبي(ص)مع الامام علي(ع)معروفه في قضية (اكل التمر)،وهي تعلمنا طريقة الاحترام والادب في المزاح،فقد روي:ان النبي(ص)كان مع الامام علي (ع)على مائده واحدة،وكان امامهما تمر،فكان النبي يأكل التمر ويضع النوى امام الامام علي (ع)،ثم بعد فتره تجمعت كمية من النوى امام الامام علي(ع)،والنبي(ص)ليس امامه شئ منه،وهنا تذكر الروايه بأن النبي(ص(قد تمازح مع الامام علي(ع)وقال له:(ياعلي انك لأكول)،ـونلاحظ الدقه في التعبير،فإنه لا يقول له:انت اكلت(التمر)مثلا،وإنما قال له:(لأكول)،فالإنسان على كل حال أكول،لأنه يأكل ويشرب كما يأكل الآخرون ويشربون،نعم لابد ان يكون الحديث بالمزاح بهذه الطريقة،ك” كأنه يوهم بأنه(أكل جميع هذا التمر)وكان جواب الامام علي (ع)جميلا ودقيقا جدا أيضا فقال له:(يارسول الله الاكول من يأكل التمر ونواه\)يعني أنا أكلت التمر ولكن تركت النوى أما أنت فكأنك أكلت التمر ونواه إذ لا يشاهد الناظر النوى أمامك..وكل ذلك في مقام المزاح،ولكن مع الاحتفاظ بدرجة عاليه من الادب والدقه في التعبير،فلا يقول الامام علي(ع)مثلا:(أنت اكلت التمر ونواه)،لأن رسول الله(ص)لم يأكل التمر ونواه،وانماأكل التمر وحده،وانما اكتفى كل منهما بذكر قضية عامة تثير تصورا طريفا ولطيفا يعبر عن الموده والمحبه والمزاح والأنس....