أيّها الغريب أما زلت تشتاقني عند سماع اسمي؟ أم أنّ وقعه لم يعد مألوفاً بالنسبة إليك! يَا بعيدي، يَا أميري، يَا اسيري؟ هل من مجيب ؟! سهرت الليالي أفتش عنك من بين طيات أيامي الناعسة أابحث عنك كأم أضاعت طفلها ! استجمع كلّ ما أوتيت من ذاكرة كي أنساك فأراني وبكل ما أوتيت من نسيان أتذكرك! يَا غريبي! أدركت ما أصابني قد سئمت الحياة كفقير سئم من ترقيع ثوبه الوحيد! فلم أجد للموت وسيلةً إلّا بك؟ وكأني أصفك كانتحار استثنائي . أتناساك ولا أدرك أني أنساني! وهل هذا منطقي؟!، وهل يمكنني أن أنساني؟ ولكن ألم أقل لك إنّك سيّدي ومليكي ونفسي؟ فمن المنطقي أنّ محاولتي نسيانك كفيلة بنسياني! أوليس من حقّي أن أنجو بما تبقّى منّي؟ أن أجذف حتى الضفة الأخرى فيقذفني البحر كما قسوتك إلى هاوية الزمان ! وحدّها الورود تنام عاريةً ملتحفة السماء، مستندةً إلى غصنها ولكن إلى متى؟ ها أنت قد غدرت بي، وسلّمتني إلى شيخوختي مكبّلة الأيادي، غير آبه بما أصاب أوراق عمري من خذلان بعيداً عن ملحمة أفكاري، سلاماً على من أبعد نفسه بنفسه!