كرار الحسيني
من هو الإمام المهدي عج نبذه تعريفية مفصلة له علية السلام
بواسطة كرار الحسيني, 5th May 2016 عند 01:06 PM (1777 المشاهدات)
الإمام المهدي (ع) اسمه محمد ابن الحسن و هو آخر الأئمة الإثنا عشر. أبوه الإمام الحسن العسكري (ع)و أمه السيدة نرجس. وُلد الإمام المهدي (ع) في الخامس عشر من شهر شعبان من السنة الخامسة و الخمسين بعد المئة للهجرة في مدينة سامراء. حسب الأحاديث و الروايات عند المذهب الجعفريالشيعي فإنه ما زال يعيش في الغيبة الكُبرى حتى يأتي الله سبحانه و تعالى بأمره و يظهر ليقيم دولة العدل. لقبه الأكثر شهرة هو المهدي و من ألقابه أيضاً صاحب الزمان و الحجة ابن الحسن و صاحب السيف و المقصود هنا سيف ذو الفقار و القائم و ألقاب كثيرة أُخرى. عندما يرد ذكر الإمام القائم المهدي (ع) يقف المسلمون المؤمنون به تبجيلاُ له و لقيام العدل و التحرر من الظلم على يديه لكل البشر. و عند ذكر اسمه يُرفق معه تعبير عجل الله فرجه كرجاء مستمر إلى الله العزيز القدير أن تنتهي غيبته و يعجل ظهوره
ولادة الإمام المهدي (ع) جرت في السر بسبب ما كان يتهدد الإمام من الخطر القتل من الخليفةالمعتمدالعباسي الذي كان مترقباً للولادة حيث كان يريد أن يمنع ولادة الإمام الاثنى عشر بأي شكل من الأشكال حتى يتخلص من حفظة وحي الله و دين الإسلام و يستفرد بالسلطة دون من يدل الناس على ظلمه و اضطهاده و لامشروعيته.
وفي رواية عن ابن بابويه، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار، قال: حدثنا ابو عبد الله الحسين بن رزق الله، قال: حدثني موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: حدثتني حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قالت: بعث إلي أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام فقال: يا عمه إجعلي إفطارك الليلة عندنا فإنها ليلة النصف من شعبان فإن الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة وهو حجته في أرضه، قالت: فقلت له: ومن أمه؟ قال لي: نرجس...قلت له: والله جعلني الله فداك ما بها أثر. فقال: هو ماأاقول لك.
قالت: فجئت، فلما سلمت جاءت تنزع خفي وقالت لي: يا سيدتي وسيدة أهلي كيف أمسيت؟ فقلت: بل أنت سيدتي وسيدة أهلي، قالت: فأنكرت قولي وقالت: ما هذا يا عمه؟ قالت: فقلت لها: يا بنية إن الله تبارك وتعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاماً سيداً في الدنيا والآخرة قالت: فجلست واستحيت.
فلما أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة أفطرت وأخذت مضجعي فرقدت، فلما أن كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادث ثم جلست معقبة ثم أضجعت معقبة ثم انتبهت فزعه وهي راقدة، ثم قامت فصلت ونامت.
قالت حكيمة: وخرجت أتفقد الفجر فإذا أنا بالفجر الأول ..... وهي نائمة فدخلتني الشكوك، فصاح بيأبو محمد عليه السلام من المجلس فقال لي: لا تعجلي يا عمة فهناك الأمر قد قرب قالت: فجلست وقرأت الم السجدة، ويس، فبينما أنا كذلك إذا نتبهت فزعه فوثبت إليها فقلت: اسم الله عليك، ثم قلت لها: أتحسين شيئاً؟ قالت: نعم يا عمة، فقلت لها: اجمعي نفسك واجمعي قلبك فهو ما قلت لك، قالت حكيمة ثم أخذتني فترة وأخذتها فترة فانتبهت بحس سيدي فكشفت الثوب عنه، فإذا به عليه السلامساجد يتلقي الأرض بمساجده فضممته إلى فإذا أنابه نظيف متنظف فصاح بي أبو محمد عليه السلام هلمي إلى ابني يا عمة، فجئت به إليه فوضع يده تحت إليته وظهره ووضع قدميه على صدره ثم أدلى لسانه في فيه وأمر يده على عينيه وسمعه ومفاصله ثم قال: تكلم يا بني فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم صلى على أمير المؤمنينوعلى الأئمة عليهم السلام إلى أن وقف على أبيه ثم أحجم.
ثم قال أبو محمد عليه السلام: يا عمة اذهبي به إلى أمه ليسلم عليها وائتيني به، فذهبت به فسلم عليها ورددته فوضعته في المجلس، ثم قال: يا عمة إذا كان يوم السابع فأتينا قالت حكيمة: فلما أصبحت جئت لأسلم على أبي محمد عليه السلام وكشفت الستر لأتفقد سيدي عليه السلام فلم أره، فقلت: جعلت فداك ما فعل سيدي؟ فقال: يا عمة استودعناه الذي استودعته أم موسى، موسى عليه السلام.
قالت حكيمة: فلما كان في اليوم السابع جئت وسلمت وجلست فقال: هلمي إلى ابني فجئت بسيدي وهو في الخرقة ففعل به كفعلته الأولى ثم ادلي لسانه في فيه كأنما يغذيه لبناً أو عسلاً ثم قال: تكلم يا بني، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله ثم ثني بالصلاة على محمد وعلى أمير المؤمنين وعلى الأئمة الطاهرينصلوات الله عليهم أجمعين حتى وقف على أبيه عليه السلام ثم تلا هذه الآية: بسم الله الرحمن الرحيم (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون)....(انتهى)
يمكن تقسيم حياة الإمام المهدي (ع) إلى ثلاث مراحل:
الأولى: من الولادة و حتى استشهاد والده الإمام الحسن العسكري (ع). بما أن والده (ع) كان كثيراً ما يكون مُغيباً عن البيت بسبب سجنه فقد تولت رعاية الإمام المهدي و تربيته الدينية عمة والده السيدة حكيمة المعروفة بالتقى و الصلاح. لم يُطلع الإمام الحسن العسكري (ع) أحداً على ولادة ابنه ما عدا أخلص الخُلص له. إمامة الإمام المهدي (ع) و موقعه القيادي كان مما نبأ به النبي محمد (ص) و الأئمة الأطهار من بعده.
الثانية: الغيبة الصغرى و التي بدأت بُعيد شهادة الإمام الحسن العسكري (ع) أي مع بدأ إمامته و كان عمره الشريف وقتها خمس سنوات في السنة الستين بعد المئتين للهجرة (872 ميلادي) و استمرت هذه الغيبة حوالي سبعون عاماً حتى السنة التاسعة و العشرين و ثلاثمئة للهجرة. الله سبحانه و تعالى أعطى الإمام المهدي الحكمة و الفصاحة كما أعطاها ليحيى (ع) عندما كان صبياً و جعله آية للعالمين. الله سبحانه و تعالى جعله إماماً و هو ما زال طفلاً كما جعل من عيسى (ع) في المهد نبياً. أثناء الغُيبةالصغرى كان يوجد للإمام المهدي (ع) أربع سفراء مُتتابعين و الذين كانوا صلة الوصل بين الإمام المهدي (ع) و أتباعه فكانوا يضمنون تبادل الرسائل معه و يوصلون الأموال الشرعية له.
الثالثة: الغيبة الكبرى و التي بدأت في السنة التاسعة و العشرين و ثلاثمئة للهجرة (941 للميلاد) و ما زالت هذه الغًيبة مستمرة حتى يومنا هذا و الله وحده هو الذي يعلم إلى متى. الإمام المهدي (ع) يشارك أيضاً فلي مجالس المؤمنين بدون أن يعرفوه بحيث أن من يراه لا يمكنه معرفته. في كثير من الأحيان يتدكر الناس بعد أن يمضي الحًدًث أن الذي رأوه كان الإمام المهدي (ع) بعد أن يسترجعوا في ذاكرتهم بعض الأشياء و العلامات التي ربا تدل على أنه هو.
من علامات الإمام المهدي (ع) سيف ذو الفقار و تابوت العهد الذَين يكونان بحوزته (ع) و كثير من العلامات الأُخرى. ظهور الإمام المهدي (ع) سيكون مترافقاً مع ظهور عيسى (ع).
للظهور علامات منها:
ظهور السفياني
قتل الحسني
صراع أحفاد العباسيين على السيطرة على العالم
كسوف الشمس في منتصف شهر رمضان الكريم
خسوف القمر في نهاية شهر رمضان الكريم
خسف البيداء
قتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين
قتل هاشمي بين الركن و مقام ابراهيم (ع)
هدم جدار مسجد الكوفة
الرايات السود من خراسان
ظهور اليماني
هجوم الترك في الجزيرة و و على أحفاد الروم في الرملة
ظهور الحُمرة في السماء و انتشارها حتى تملأ الأفق
ظهور النار في الشرق و تستمر ثلاث أو سبع أيام تُرى آثارها في الجو
تخلص العرب من السيطرة الأجنبية على بلادهم و يستلموا زمام الأمور و طردهم للقوات الأجنبية
تدمير سيحصل في سوريا
ورود خيل من قبل الغرب حتى تربط بفناء الحيرة
الرايات السود التي تأتي مناوئة لها
فيضان الفرات حتى أن الماء يغمر شوارع الكوفة
ظهور ستين كذاب يدعي كل منهم أنه نبي
بناء جسر يربط بغداد مع الكرخ
هبوب الريح السوداء في بغداد
انتشار الخوف الموت بين العراقيين و فداحة الخسارات المادية و الزراعية
صراع حاد بين جمعين من غير العرب مرافق بسفك شديد للدماء
سيطرة العبيد على أرض أسيادهم
ظهور صيحة في السماء يسمعها كل إنسان بلغته
ظهور عصابة تقاتل على أبواب المقدس
كثرة الكوارث الطبيعية
من المحتم أنه على الأقل بعض هذه العلامات أو أكثرها سيتحقق قبل ظهور الإمام المهدي (ع) حسب الروايات التي تتعلق بهذه العلامات و مدى قوة الرواية و سندهاز بعض العلماء يشيرون أيضاً إلى أن بعض العلامات سوف تتحقق بشكل يحاكي الرواية تبعاً للمفهوم الحاضر.
حسب بعض الروايات يكون الظهور في سنة مفردة حسب التقويم الإسلامي ويكون ظهوره في يوم الجمعة، فيما ذكرت أحاديث أخرى أن خروجه يكون يوم السبت العاشر من محرم الحرام.
ذكرت مجموعة من الأحاديث الشريفة أن بداية ظهوره يكون في المدينة المنورة وإعلان حركته يكون في مكة المكرمة وفي المسجد الحرام حيث يُعلن حركته ويدعو إليها في خطبة موجزة وهي مروية عنالإمام الباقر(ع) ضمن حديث طويل عن ظهور سليله المهدي، يقول(عليه السلام)في جانب من الحديث:
ثم ينتهي الى المقام فيصلّي عنده ركعتين ثم ينشد الله والناس حقه. فيقول:
يا أيها الناس إنّا نستنصر الله على من ظلمنا وسلب حقنا، من يحاجنا فيالله فانا أولى بالله، ومن يحاجنا في آدم فأنا أولى الناس بآدم، ومن حاجنا في نوح فأنا أولى الناس بنوح، ومن حاجنا في إبراهيم فإنا أولى الناس بإبراهيم، ومن حاجنا بمحمد فإنا أولى الناس بمحمّد (صلى الله عليه وآله)، ومن حاجنا في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين، ومن حاجنا في كتاب الله فنحن أولى الناس بكتاب الله، أنا أشهد ]نشهد[ وكل مسلم اليوم إنّا قد ظُلمنا وطُردنا وبُغي علينا واخرجنا من ديارنا واموالنا وأهالينا وقُهرنا، الا أنا نستنصر الله اليوم كل مسلم.
وورد في رواية ينقلها نعيم بن حماد وهو من مشائخ البخاري بسنده عن الإمام الباقر(ع) أيضاً، خطبة ثانية في المكان نفسه ولكن بعد أداء فريضة العشاء، فيروى عن الإمام الباقر(ع) قوله: «... فإذا صلّى العشاء نادى بأعلى صوته يقول: اُذكركم الله أيّها الناس، ومقامكم بين يدي ربّكم، فقد اتخذ الحجة وبعث الأنبياء وأنزل الكتاب، وأمركم أن لا تشركوا به شيئاً وأن تحافظوا على طاعته وطاعة رسوله، وأن تُحيوا ما أحيى القرآن، وتُميتوا ما أمات، وتكونوا أعواناً على الهدى، وَوَزراً على التقوى، فإنّ الدنيا قد دنا فناؤها وزوالها، وآذنت بالوداع، فإني أدعوكم الى الله، والى رسوله، والعمل بكتابه، وإماتة الباطل، وإحياء سنته...»
يخرج (ع) بجيشه متوجهاً للكوفة التي يتخذها منطلقاً لتحركه العسكري بعد إنهاء فتنة السفياني
والخسف الذي يقع بجيشه في البيداء.
الإمام المهدي (ع) سوف يملأ الأرض قسطاً و عدلاً بعد أن ملئت ظلماً و جوراً و ستظهر الأرض خيراتها بحيث لن يوجد محتاح أوو فقير محتاج. و سيحكم بين الناس بحكم داود (ع) و محمد (ص).
و فيما يلي بعض الأحاديث و الروايات:
في صحيح الترمذي أن النبي (ص) قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلاً من أل بيتي يواطئ اسمه اسمي.
وفي مسند أحمد بن حنبل عنه أن النبي (ص) قال: لا تنقضي الأيام ولا يذهب الدهر حتى يملك العرب رجلٌ من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي.
وفي رواية عن حذيفة اليمان أن رسول الله (ص) قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لبعث الله رجلاً اسمه اسمي وخلقه خلقي يبايع له الناس بين الركن والمقام يردّ الله به الدين ولا يبقى على وجه الأرض إلا من يقول لا لإله إلا الله، فقام إليه سلمان الفارسي وقال له: يا رسول الله من أي ولدك هو؟ فقال من ولد ابني هذا وضرب بيده على كتف الحسين.
في أواخر سني حياته، قصد رسول الله صلّى الله عليه وآله مكة حاجّاً، يرافقه حشد كبير من المسلمين، يتلقون عنه - كعادتهم كل عام - آداب الحج وأحكامه، وفي منى وقف فيهم خطيباً، يدعوهم إلى الحرص على المحبة والمساواة والاتّحاد، ثم ختم خطابه بقوله: «الإئمة بعدي اثنا عشر - ثمّ أردف - كلهم من قريش».
وفي موقف آخر قال النبي (ص): «الأئمة بعدي اثنا عشر، أولهم علي، وآخرهم القائم». (أي قائم أهل البيت، المهدي عليه السلام). وقال أيضاً في موقف ثالث: «المهدي منا أهل البيت . . . يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، بعد ما ملئت ظلماً وجوراً».
كما بين النبي (ص) أيضاً أنّ المهدي من ولد فاطمة ومن ذرية الحسين، وذلك حينما ضرب بيده على منكب الحسين وقال: «من هذا مهدي هذه الأمة» عليهم جميعاً أفضل السلام
و مما قال صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف و ظهوره:
...........فإنّه عزّ وجل يقول: (الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ). كيف يتساقطون في الفتنة، ويتردّدون في الحيرة ويأخذون يميناً وشمالاً، فارقوا دينهم، أم ارتابوا، أم عاندوا الحق، أم جهلوا ما جاءت به الروايات الصادقة والأخبار الصحيحة، أو علموا ذلك فتناسوا ما يعلمون، أن الأرضَ لا تخلو من حجة إمّا ظاهراً وإما مغموراً.
أو لم يعلموا انتظام أئمتهم بعد نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم واحداً بعد واحد إلى أن أفضى الأمر بأمر الله عز وجل إلى الماضي ـ يعني الحسن بن علي عليه السلام ـ فقام مقام آبائه، يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم، كانوا نوراً ساطعاً، وشهاباً لامعاً، وقمراً زاهراً،ثم اختار الله ـ عز وجل ـ له ما عنده، فمضى على منهاج آبائه عليهم السلام حذو النعل بالنعل على عهدٍ عهده، ووصيةٍ أوصى بها إلى وصيٍّ ستره الله عز وجل بأمره إلى غاية، وأخفى مكانه بمشيئة للقضاء السابق والقدر النافذ، وفينا موضعه، ولنا فضله، ولو قد أذن الله عز وجل فيما قد منعه عنه، وأزال عنه ما قد جرى به من حكمه لأراهم الحق ظاهراً بأحسن حلية وأبين دلالة وأوضح علامة، ولأبان عن نفسه وقام بحجته، ولكن أقدار الله عز وجل لا تُغالَب، وإرادته لا تُردّ، وتوفيقه لا يُسبق، فليَدَعوا عنهم اتّباع الهوى، وليُقيموا على أصلهم الذي كانوا عليه، ولا يبحثوا عما سُتر عنهم فيأثموا، ولا يكشفوا ستر الله عز وجل فيندموا، وليعلموا أن الحقّ معنا وفينا، لا يقول ذلك سوانا إلاّ كذّاب مُفتر، ولا يدّعيه غيرنا إلاّ ضالٌّ غويّ، فليقتصروا منا على هذه الجملة دون التفسير، وليقنعوا من ذلك بالتعريض دون التصريح إن شاء الله.
كُتب عن الإمام المهدي (ع) عشرات و ربما مئات الكُتُب و منها كتاب بحث حول المهدي (عج )للعلامة الشهيد السيد محمد باقر الصدر و مما ورد فيه:
"ودونك التاريخ فاقرأ في (مقاتل الطالبيين) للأصفهاني العجب العجاب.
وإذن فكيف يكون الحال وقد اطلع هؤلاء السلاطين على الروايات في صحاح المسلمين ومسانيدهم عن المهدي من العترة الطاهرة ، ومن ذرية فاطمة ومن أولاد الحسين تحديدأ ، وأنه سيظهر ليملأها قسطأ وعدلأ ، فهذه المعرفة اليقينية قد خلقت شعورأ قويأ لدى الحكام الظلمة بأن عروشهم ستنهار. وكان هذا ا الهاجس هو الذي يفسّر لنا تلك الإجراءات الغريبة وغير الاعتيادية التي اتخذتها السلطة الحاكمة عند سماع نبأ وفاة الإمام الحمسن العسكري عليه السلام مباشرة ، وليس هناك من تفسير معقول سوى اعتقادهم بوجود الإمام الثاني عشر الحجة ابن الحسن ، وأنه الإمام الموعود كما نطقت به الأخبار المتواترة لدى السُنّة والشيعة ، ولذا أسرعوا إلى دار الإمام عليه السلام واتخذوا مثل تلك الإجراءات الاستثنائية بدءأ من التفتيش الواسع والدقيق ، إلى حبس جواري الإمام وإخضاعهن للفحص، كل ذلك في محاولة يائسة للقبض على الإمام. ولا عجب فقد حصل ذلك من نظرائهم ، وحدّثنا القرآن الكريم عن فعل فرعون للقبض على النبي موسى عليه السلام فنجّاه الله من الكيد. ا
ومن هنا نفهم السبب في إخفاء الإمام الصادق عليه السلام هوية المهدي والتفاصيل المتعلقة بهذا الأمر.
وليست الحيرة بعد ذلك والاضطراب إلأ حالة طبيعية في ظل مثل تلك الظروف والملابسات الخاصة التي رافقت قضية المهدي عليه السلام في وجوده وولادته ، وشغب السلطة وتمويهاتهم وإعلامهم الزائف. وإذن فليست (الحيرة) إلأ بسبب تلك الظروف والملابسات ، فضلأ عن أن الروايات الواردة عن الأئمة عليهم السلام قد أشارت إلى وقوع مثل هذه الحيرة والفتنة والتفرق ، كما نقل ذلك ابن بابويه القمي في التبصرة ، والشيخ النعماني في (الغيبة) الباب الثاني عشر.
ثانيأ ـ قولهم بضعف الروايات واختلاقها ، ولا ندري هل أنّهم يفرّقون بين الضعيف والموضوع أم هما عندهم سواء ؟ ثم لماذا هذا الخلط المقصود بين مسألة وجود الإمام الحجة الثابتة بالطرق الصحيحة وبين بعض الروايات التي تلابس (حدث الولادة) ؟ والعجب من ركوب هؤلاء جميعأ هذه الجرأة المفضوحة إذ إن روايات (المهدي) لم تروها كتب الشيعة فحسب ، ولم ترد عن طرقهم فقط ، وإنما روتها الصحاح والمسانيد والجوامع الحديثية المعتبرة كصحيح أبو داود ، وصحيح البخاري وشروحه ، ومسند أحمد بن حنبل ، وجامع الطبراني ، وجمعها السيوطي في العرف الوردي من عدة طرق ، وحكى تواترها البرزنجي في الإشاعة.اوكذا الشوكاني في التوضيح ، ونقل ذلك أخيرأ الشيخ منصور علي ناصف. في غاية المأمول.
فانظر إلى جهل المشككين كيف رموا ما صحّ وتواتر عند جمهور المسلمين من السُنّة والشيعة بالوضع والاختلاق واعجب لجرأتهم وشغبهم. إذ لايصحّ بعد ذلك شيئ مما تناقله الرواة من حوادث التاريخ ، وأسماء الأعلام ، وآراء المذاهب المختلفة."