الايمان
حيلة من لاحيلة له
بواسطة الايمان, 14th November 2012 عند 02:52 PM (1558 المشاهدات)
كيف تناقش مسلما ؟
هل تجده أنه من السهل ام من الصعب أن تشرح رأيك بألأديان لشخص مسلم؟ ليس من السهل الأجابه على هذا السؤال لكون المسلمين شريحه ثقافيه متنوعه جدا، التعميم هنا لايليق ولاينطبق على كل المجموعه. ولكن لو حاولنا تضييق الشريحه، مثلا ، لو ركزنا على العرب فقط ، وبالذات المتدينون منهم ، وأضفنا إليهم ما يمكن أن نطلق عليهم اليوم إسم وطنيوا التديّن ممن أسلموا وطنيتهم ، أو وطنوا إسلامهم ( بقايا الراديكاليين القومجيين الذي تحولوا الى إسلاميين ) وأضفنا إليهم ذوي الميول والتوجهات السلفيه من الملتحين والمنقبات والمحجبات الجدد، فنستطيع القول : أنه صعب جدا أو ربما مستحيلا أن تشرح لهذا المسلم وجهة النظر الإلحاديه.
بقراءة الملاحظات التي يضعها الناس على مقالاتي و الإيميلات التي أستلمها..أجد أن هناك قلة من المعلقين يضيفون الى طرحي ويثرونه..أما الباقي فهو الإسلامي غثه أكثر من سمينه.. إنني لا أمانع أن يعبر هؤلاء كذلك عن شعورهم و حتى أن يسبوني، لأنهم يشكلون مادة مهمه لفهم طريقة تفكيرهم وتحليلها.
بس انا اعتبر كل تساؤلاتك .. هجوم شخصي علي حتى لو كانت منطقية ؟
لقد علمتني تجربتي الخاصه ، أنه حالما تحاول أن تتحدث مع مُسلم في موضوع الأديان .. فإنه يأخذ الأمر وكأنه هجوم شخصي عليه، حتى لو كنت ودودا في حديثك، و رغم أنك لطيفا في حوارك وحتى لو أبديت كل ما تستطيعه من الأحترام لشخصه. ليس هناك أمام الإنسان الملحد سوى طريقتين إذا أحب أن يكون في هذا النوع من النقاش، الأولي هي أن يكون هذا النقاش جدلا في منتديات ألأنترنيت، وهو نقاش من النوع الصعب لأنه عادة يمتلأ بسيل الشتائم والمسبات والتخوين للملحد أو فتح مواضيع جانبيه في محاولة لتشتيت النقاش و إحباط الملحد. أما الثانيه فهي أن تبحث عن مسلم مؤمن بدينه و لكنه في نفس الوقت مثقف متفتح و مُلم بكل الأمور ومتفهم ورحب الصدر وهو رابع المستحيلات ويكاد يكون مثل البحث عن إبره في كومة قش.
النقاش يتطلب الأحترام المتبادل بين الأطراف المتناقشه(إحترام بعضهم لبعض فقط وليس إحترام الأراء..فهي موضع النقاش) لتكون النتيجه مفيده و مثمره.
والان جاء دورك لتسألني.. لماذا تحولتي من محجبة .. الى ملثمة .. الى منقبه ؟؟؟
نصيحتي أنه من الأفضل أن لا تسعى أبدا الى مناقشة المسلمين، فذلك مضيعة للوقت وعلى أية حال ..هم لايستمعون الى ماتقوله. هناك حالة واحده هي أنهم يأتون إليك طالبين المناقشه والجدال ، فعندها بإمكانك أن تقبل .. ولكن أترك النقاش ..وحالما يتحولون الى عاطفيين وعصبيين ويبدأون في إساءة الأدب. إعتذر وإنسحب فورا..إلا أذا كنت تريد أن تتسلى قليلا باللعب بعقولهم ، وأن تلخبطهم، فعندها لابأس من طرح أسئلة معقدة عليهم ، فقط لتضحك على إجاباتهم السخيفه المعتاده البعيدة كل البعد عن ذلك الشيء الذي نسميه ..ماذا نسميه ياترى ؟؟ ..ماذا ياربي؟ آه ..الذكاء.
أعترف بأنني أفعل ذلك أحيانا للمتعه و التسليه والبحث عن مواضيع أكتب فيها.
إذا أردت نقاشا جادا و مثمرا عن الأديان ، فمن الأفضل لك أن تناقش المُلحدين، فهم الأعلم بمكة وشعابيثها. لقد أصبحت الأنترنيت اليوم أفضل مصدر لدراسة الحركه الإلحاديه العربيه، والتعرف على ملحدين من كل الأطياف العربيه، ليس فقط من المسلمين السابقين ، بل وحتى من المسيحيين السابقين كذلك.
هل تخيلت يوما ان هناك عالما..بدون افترضات اسطورية ؟
أن المسلم ينصدم بوجود ملحد بدون عقيده إيمانيه.وهذا يتحول الى تهديد شخصي يعصف به وإن كان المسلم لايعترف بذلك. قد لا يكون المسلم أو المؤمن واعيا لسبب شعوره بالتهديد والخطر من الملحد، إلا أنه يغلفه لاشعوريا بقناع من الإتهامات الكاذبه.هذه الأتهامات في أغلبها تأخذ شكل ما يبغضه المسلم العربي من خلال ثقافته التلقينيه، فينهل من مصطلحات أرتضعها على خلفية الصراع العربي الإسرائيلي، فيصبح الملحد العربي بالنسبة له صهيوني أو صليبي، أو عميل للموساد الإسرائيلي، أو عميلا لأمريكا. وقد يتهمه بأنه حاقد على الإسلام وأنه تعرض لتجربة مريره في حياته جعلته يزعل ويخاصم رب الرمال.. وإنه كذلك مدفوع بأهداف شريرة مُغرضه.
صحيح قلت لك انني انظلمت في طفولتي بس مش هذا الحل لي كنت افكر فيه
الحقيقه أن الأجابه على اسئلة المُلحد أمر صعب جدا على المُؤمن.. وهذا يجعله يتجنب المُواجهه المُباشره ..ويدفعه للتعامل مع التساؤلات التي يطرحها الملحد بطريقة عصبيه . ليس هناك باليد حيله، سوى إتهامات مكذوبه..وهجوم شخصي ومسبّات، وفتح مواضيع جانبيه للتهرب وتضييع الوقت..أن المسلم هنا أمام تحديّ قاسي، فهو لايستطيع حتى الإنسحاب من النقاش..فيلجأ الى حيلة الضعيف العاجز الذي ليس أمامه إلا خيار واحد:
حيلة من لاحيلة له.
مدونة تابعة لموضوعي
حوار مع صديقي
http://www.dorar-aliraq.net/showthread.php?t=81824