رؤية
ما وراء الابواب
بواسطة fairy touch, 5th February 2016 عند 11:16 PM (703 المشاهدات)
على مكتبها ، كوب النسكافيه الورقي ، ينفث بخاره بعبث ، لا يطاله لوم ...ينشر غشاوة بينها و بين ضيفي المكتب ، اللذين بدا انهما انشغلا بالحديث الى مديرها ....لم يكونا ضيفين بالمعنى الحرفي ..فهما جارا عمل من المكتب المجاور ...
نظرت بطرف عينها الى اقربهما ، الشاب المهندم فوق العادة ، كان يستمع الى الحوار الدائر فحسب ...قررت في اعماقها انه كان مرتبكا بعض الشيء ...فجلسته على طرف الاريكة و قدمه التي استمرت في الاهتزاز و نظراته الخاطفة الى جواله بين آن و اخر ..لم تش ِ بغير القلق ...
ربما وجودها...و موقعها المطل ُّ على جلسته هو ما اربكه .
احاطت كوبها بقبضتها ...فكرتْ في المغادرة لتوقف توتره ...نهضت و اشارت الى مديرها مستأذنة ..و خرجت بصحبة قهوتها الى الممر .
صفعها برد مفاجئ ..ارتشفت بعض القهوة ...تذكرت انها نسيت هاتفها في الداخل ...استاءت بشدة ...لكن دون ادنى تفكير في الدخول ثانية ..اقتربت من شرفة تطل على باحة سخيفة و مقفرة وسط البناية ...كانت فيروز تصدح من مكان ما ( ابواب ابواب ..شي غُرُب شي اصحاب ) ابتسمت للفكرة ، و قهوتها تدغدغ حواسها ..: هل يمكن ان تنطق الابواب هذي بشيء ...و هي تخفي خلفها ربما مزيجا ً من الدفء و الاحاديث ..و ربما الصمت و القلق...
سمعت هاتفها يرن مقتربا ً منها ...استدارت مستغربة ...كان زميلها القلق يحمل جوالها مبتسما ً: رن ّ مرتين ...ربما كان شيئا ً مهما ً.
تناولت هاتفها و دخلت مكتبها ...كان مديرها يبتسم في استقبالها ...: (مبارك )...حسنا ً فعلت ِ اذ غادرت ِ...جاءنا الفتى خاطباً ...ما تقولين ؟
نظرت الى هاتفها ...3 مكالمات فائتة ...و في سجل الهاتف كان المتصل بٱسم ( ح*ب) ..ابتسمت بهدوء ...
فخلف باب مكتبهم ولدت خيبة أمل ..لزميل عمل ....خيبة امل... كانت خياراً مضافا ً ، غير ما فكرت به فيما وراء الابواب . ...