بلاهات أدم
بـــــرد
بواسطة رامي الاصيل, 29th December 2015 عند 11:22 PM (803 المشاهدات)
كان يشعر بالبرد .. كــ أطفال ترمي الطوب فــ تضرب رأسه .. فــ يدمي .. فيحتمي ... بالوهن وظل وشظايا ورماد وذكرى مجرده
رغم انه كان يرتدي معطف من جلد .. وصوف لعجوز نعجه .. و رغم القفاز الاسود .. ذاك المتهالك من دك السنين ... كانت اصابعه
تشكو من وخز عالقه بين الألم و حفر معاول الظيم .. لم يدنف وجع البرد مثل هذا الصباح ... من هذا الشتاء العنيد
و مازاد اعظم ... هاهي السماء تمطر بهدوء ... كأنها تبكي ولدها الغريب في بلاط الخائنين .. او تقص حكاية تكحلت بالرماد .. نظر نحوها بخوف .. شاخص ... بذهول .. كأنها ألبسته لحاف الاحتضار ...
لم اتهيئ بعد للغرق في وجعك ... يا خير لم يستخبر الغريب .. كفى دموع ... كفى الطغى واعتداء و غدر
واعتلاء شيب الدفء بنار و ماء .. انا لم استجير بواد السحنة في اللضى .. ولم استخير المضى بـ دربكم غباء
انا الضيف ... واكرام الضيف هدى .. لم يكمل ثورته وخطاب العتاب حتى ... زاغت قدماه في وحلها .. فــ سقط على وجه امه
فــ ضحك الساقطون من حوله ..أتكئ على جرحه .. وعض الغيض شفتاه .. والقيد غليظ .. فــ نهض .. فــ سار يكمل
مشوار التوهان .. والغريب انه بدء يشعر بالدفء يسري بأوردة الطريق .. فيشهق تأمل قصير
اتراه ميت ... ام تراه لا يميز بين الدروب فــ تاه منه القرار .. ام هي هلوسات برد لا غير ..!