فرج ميديا
الكتب التي تروج للافكار واللالحاد
بواسطة فرج ميديا, 10th November 2015 عند 10:50 PM (293 المشاهدات)
دفعت الطائفية وإستعار الحروب المذهبية والشحن الذي يعيشه العراقيون بالكثير من الشباب إلى البحث عن كتب النقد الديني، أو حتى الكتب التي تروج لأفكار الإلحاد وغيرها.
ولعل تجربة يوسف ياسين (20 عاما) في البحث عن هذا النوع من المؤلفات، لم تكن ليكتب لها النجاح لولا بعض الظروف التي أتاحت له ذلك.
وعن سبب توجهه لقراءة هذه المؤلفات أو الإقبال عليها، يقول يوسف ياسين : 'باعتقادي أن المنع بحد ذاته يُسوق الكثير من الكتب التي تتحدث عن الديانات،هذا من جانب، ومن جانب أخر ما أسميه التفكير بالنيابة، وأيضا الإستلاب الذي عاناه الشباب ويعانيه من السلطتين السياسية والدينية، مما أسهم في دفع الكثيرين للبحث عن مثل هذه العناوين والكتب'.
وأستدرك قائلاً : إن ما دفعه نحو تلك المؤلفات لم يكن البحث عن الحقيقة، وإنما الرغبة في الإنتقال إلى ضفة الآخر والتي هي بإعتقاد الشباب 'الطريق الأمثل للوصول إلى حال أفضل نسبياً مما يعيشه حالياً في ظل دولة دينية'.
وعن الكتب التي استطاع قراءتها، كتاب 'عراق بلا قيادة' لعادل رؤوف، وما صدر بعد ذلك لهُ، فضلاً على عدد من الروايات وأهمها آيات شيطانية لسلمان رشدي، ورواية وليمة لأعشاب البحر لحيدر حيدر، ومجموعة كتب للمفكر العراقي عبد الرزاق الجبران، وأهما : 'لصوص الله'، و 'الحل الوجودي للدين'، و'انقلاب المعبد'.
ويعزو رئيس اتحاد أدباء ذي قار، ياسر البراك، سبب إقبال فئة الشباب على بعض الكتب التي تخترق منظومة المقدس الديني، إلى أنها تأتي ردة فعل على ما تعيشه البلاد بعد 2003، بعد سيطرة القوى الدينية على السلطة في البلاد، على حد قوله.
وعن ذلك يقول : إن هذه السيطرة عكست انطباعات سلبية لدى الجمهور العام، خصوصا فئة الشباب، حيث 'انهار الأنموذج الإسلامي في الممارسة السياسية، وكشف انهياره عن عورة كبيرة بين النظرية وتطبيقها'.
وعن أهم الكتب التي تشهد رواجاً بين الشباب، يشير البراك الى مؤلفات المفكر الهندي أوشو وهو فيلسوف يدعو إلى رفض فكرة الإله، ثم هناك إقبال كبير على مؤلفات هوبكنز، وبعض الإسلاميين ممن يصنفون بالتنويريين كعبد الكريم سروش، وعلي شريعتي، وعبد الرزاق الجبران، وغيرهم من الأسماء التي تحاول قراءة الخطاب الإسلامي 'حداثيا'.
ويتفق الأكاديمي عدي بجاي، الذي يدير مكتبة متخصصة بالكتب الحديثة وسط مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، مع الرأي السابق، لكنه يقسم متلقي هذه الكتب إلى ثلاث فئات رئيسة :
الأولى : هي الفئة الإنفعالية التي إاتخذت موقفاً إزاء وصول تيارات الإسلام السياسي إلى السلطة، وفشل أنموذجها. والثانية : فئة تبحث عن الجذور الحقيقية للعلم والفكر الديني.
وفئة ثالثة : تمتلك رؤية تجديدية للفكر الديني نحو قيادة المؤسسات الحديثة ومنها الدولة.
ويرى أن كتابات المفكرين الإسلاميين النهضويين التي كانت تمتلك وهجاً في زمن ما، بدأت بالتراجع لصالح خطاب من يوصفون بالمثقفين التنويريين كمحمد أركون، ونصر حامد أبو زيد، وعبد الجبار الرفاعي، وعبد الرزاق الجبران، وجورج طرابيشي.
بينما يرى ليث السراي الباحث في الشأن الاجتماعي، أن المنهجية في طرح الأفكار التي تحملها هذه الكتب جعلت منها مقبولة ومنتشرة إلى حد كبير في الأوساط الثقافية، خصوصا بعد ما شهدته البلاد من أعمال عنف يرتكز أغلبها على فهم معين لنصوص تصنف على أنها مقدسة.
#ا#الموضوع منقول