يحيى بآيات
في بطن الحوت
بواسطة تليد, 13th September 2015 عند 12:02 AM (640 المشاهدات)
قال تعالى:
وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) ۞ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ (146)وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ (148) سورة الصافات
هذه الآيات الكريمة التي تحكي لنا قصة يونس تعكس للمؤمن التائب حقائق أكيده فهي تطمئن قلبه وتؤنسه بمغفرة الله وحلمه ورحمته وان الله يغفر للعبد خطيئته مهما كانت عظيمة.
يونس عليه السلام ضاق صدرا بتكذيب قومه له فقاده غضبه الى الشاطئ فركب سفينة مشحونة وبينما هذه السفينة في وسط البحر ناوأتها الرياح والامواج العاتية وكان هذا إيذانا عند القوم بأن من بين الركاب راكبا مغضوبا عليه لأنه ارتكب خطيئة وأنه لابد من ان يلقى في الماء لتنجو السفينة من الغرق فاقترعوا على من يلقونه من السفينة فخرج سهم يونس وكان معروف بينهم بالصلاح ولكن سهمه خرج بشكل اكيد فالقوه في البحر او القى هو نفسه . فالتقمه الحوت وهو مليم أي مستحق للوم لأنه تخلى عن المهمة التي أرسله الله بها وترك قومه مغاضبا قبل أن يأذن الله له . وعندما احس بالضيق في بطن الحوت استغفر وسبح الله وقال((لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ))[الانبياء : 87 ] فسمع الله دعائه واستجاب له وتاب عليه . فلفظه الحوت ((فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ )) وقد خرج من بطن الحوت عاريا سقيما (( وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ)) يظلله بورقه وكان هذا من تدبير الله ولطفه فلما استكمل عافيته رده الله الى قومه الذين تركهم مغاضبا وكانوا قد خافوا ماانذرهم به من العذاب فامنوا واستغفروا وطلبوا العفو من الله فسمع لهم ولم ينزل بهم عذاب المكذبين (( فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ))وكانوا مئة الف يزيدون ولا ينقصون وقد آمنوا اجمعين
من خلال هذه القصة الخالدة والعظيمة نرى اشعة تشعرنا بالاطمئنان والسكينة والراحة
واول شعاع من هذه الاشعة هو :
عندما يرتكب العبد ذنبا مهما كان ثم يشعر بثقلة هذا الذنب وانه في ظلام- مثلما شعر يونس عليه السلام بالضيق في بطن الحوت- فيستغفر الله ويسبحه فرب العالمين سوف يستجيب له مثلما استجاب ليونس عليه السلام وينجيه من كل كرب وضيق
وشعاع اخر يرينا :
ان الانسان سوف يكون مثل الوليد الجديد على هذه الدنيا صفحة بيضاء لان خروج يونس من بطن الحوت رمز لحياة جديدة للانسان التائب خالية من الذنوب والخطايا
وشعاع اخر يخبرنا:
ان الانسان الذي لا يستشعر بخطيئته ويستمر بخطيئته هذه فانه يعيش بضيق وظلمه ووحشه بعكس الانسان الذي يتوب ويستغفر((فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ))
وشعاع يقول :
على الانسان ان لا ييأس من رحمة الله فالله حليم رحيم كريم منان احن على الولد من والدته فهو يقبل التوبة من عباده فهو قبل توبة قوم يونس الذين عاندوا يونس في بادئ الامر ولم يأمنوا وقبل توبة يونس عليه السلام الذي ذهب مغاضبا (( فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ))
وما يقرأ إنسان هذه الايات المشعة باشعاع جميل وجليل وعميق حتى يطمئن ويسكن قلبه الذي خرج من بطن الظلمات كما خرج يونس من بطن الحوت