Rami Al-Ghalibi

العلمانية الشيعية

تقييم هذا المقال
بواسطة Rami Al-Ghalibi, 11th July 2015 عند 11:11 PM (858 المشاهدات)

العلمانية الشيعية

رؤية في مدخلية الزمان والمكان
بتطبيق الأحكام الشرعية


للمستشار القانوني
رامي احمد الغالبي



كلمة لا بد منها

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والحمد حقه كما يستحقه حمداً كثيراً دائماً ابدا, لا تحصي له الخلائق عددا, وصلاته وسلامه على خير خلقه احمدا وعلى آله الغر الميامين صلاة وسلاماً دائماً سرمدا اما بعد.
قد يكون عنوان هذا الموضوع مثيراً للجدل بل أننا نعتقد جازمين بأنه ستكون هنالك ردود فعل من دون تدبر وما نحتاجه في طرح هذا الحوار هو التدبر العقلائي في مثل هكذا ابحاث ومن ثم طرح الأراء المخالفة او المؤيدة لها.
وإننا لنرجو الله جلت قدرته أن يوفقنا لطرح بحثٍ كاملٍ حول هذا الموضوع الحساس والذي نعتقد أن بترسيخه سنذهب الى منهجٍ يستأصل بدوره حالات التشنج المذهبي والتعصب بالرأي في مجال جدلية تطبيق الأحكام الشرعية.

المعنى اللغوي للعلمانية

العلمانية أو (secularism) تعود إلى الأصل اللاتيني "سكولاريس" وقد استعملت في الثقافة الغربية بمعانٍ متعددة من جملة معانيها:

سكولاريسم: تعنى مخالفة الشرعيات والمسائل الدينية، امتلاك روحية طلب الدنيا، الدفاع عن الأصول الدنيوية والعرفية، فصل الدين عن السياسة، ابعاد الدين عن الدنيا، الاهتمام بالجانب العلمي التجديد، الاعتقاد بأصالة الأمور الدنيوية، الميل نحو غير الدين الميل نحو اللاتديّن، الدنيوية، وكل ذلك مختص بهذا العالم.

سكولار: أي المتعلق بالدنيا، غير روحاني، غير ديني، عامي عرفي، أميّ، الشخص غير المتعلق بالدين والأمور المعنوية
[1].
سكولاريزه: أي جعل الشيء دنيوياً وغير معنوي، التخلص من قيود الرهبنة والقسوسة، الاختصاص بالأمور غير الروحانية الخروج من عالم الروحانيات، عبادة الدنيا، اعطاء بعد دنيوي للعقائد
[2].

فالعلمانية اسم وإشارة لفظية لتسمية العديد من الحوادث والآليات والسنن والمنظمات والنظريات والايديولوجيات المتنوعة التي وجدت في أنحاء مختلفة من أوروبا وقد بدأت طلائعها مع نهضة الاصلاح الديني
[3].

المعنى الإصطلاحي للعلمانية

بما أن العلمانية تتشكل من أبعاد متنوعة ومختلفة في المجالات السياسية، الاجتماعية، الثقافية، الدينية و... لذلك من الصعب تقديم تعريف جامع ومانع للعلمانية كما هو الحال في المعنى اللغوي.
يتحدث "براين رويلسون" حول صعوبة تقديم تعريف للعلمانية ويقول: ))إن مفهوم الفصل بين الدين والدنيا يفتقد التعريف القطعي المتفق عليه، على أساس الظواهر المتعلقة بهذا المفهوم تشكل طيفاً اجتماعياً واسعاً((.
ويضيف: "إذا أردنا تقديم تعريف اجمالي لفصل الدين عن الدنيا أمكننا القول: إِنها عبارة عن عملية يفتقد فيها الوجدان الديني، والنشاطات الدينية، والمؤسسات الدينية اعتبارها وأهميتها من الناحية الاجتماعية.
وهذا يعني صيرورة الدين في الحاشية على مستوى عمل النظام الاجتماعي، وصيرورة عمل المجتمع خارجاً من نظارات العوامل التي تؤثر فيها ما وراء الطبيعة
[4].
وجاء تعريف العلمانية في قاموس اكسفورد على النحو التالي:((هي الإعتقاد بإبتناء الأمور التعليمية ومختلف القضايا الاجتماعية على المعطيات العلمية بدل ابتنائها على الدين
(( [5].
اما تعريفنا للعلمانية بصورة عامة هو السير وفق قواعد الدين الاسلامي بمنهجية تأثير الزمان والمكان في اختلاف تطبيق تلك القواعد .
وهذا برأينا القاصر جوهر العلمانية الإسلامية او قل العلمانية الشيعية حيث ان كثيراً من قواعد الدين الاسلامي تغيرت آليات تطبيقها بتغير الزمان والمكان, مما جعل لمدخلية الزمان والمكان اثراً كبيراً في تغيير مفهوم العلمانية من فصل الدين عن المجتمع الى دخول الدين في صلب المجتمع لكن بمنهجية تختلف عن المنهجية التي كانت في عصر صدر الاسلام.
وبودي مراجعة آلية تطبيق الأحكام الشرعية في الجمهورية الإسلامية ايران.
فسنجد ان احكام التشريعات في عصر صدر الإسلام تغيرت من الحرمة إلى الإباحة ومن تطبيق إلى آخر بسبب تغير الزمان والمكان
[6].

اهم أسس العلمانية الشيعية

حيث ان اهم الأسس التي تؤسس العلمانية في البيئة الشيعية هي اسس الاجتماعية فهذه العوامل منفردة أو مجتمعة تؤدي الى احداث تغيرات متفاوتة الأثر والحجم من مجتمع لآخر من وقت لآخر وتؤدي الى تعديل في اساليب الناس في الحياة الأسرية والإقتصادية والسياسية وغير ذلك اذ أن المجتمع شبكة من العلاقات التي يشارك فيها كل الاعضاء بدرجات مختلفة فهذه العلاقات تتغير ويتغير تبعاً لها السلوك في الوقت نفسه, ومن ثم يواجه اعضاء المجتمع مواقف جديد عليهم أن يستجيبوا لها من خلال الأحكام التي تعطى لهم.
فالمراد من مدخلية الزمان والمكان في تأسيس العلمانية الشيعية هو تعدد الظروف وتعدد الشروط الاجتماعية والثقافية والفكرية فالعولمة والتأثيرات وحوار الحضارات وصراع الحضرات والغزو الثقافي والغزو والفكري والغزو والاخلاقي هذه كلها مؤثرة في تغير سلوك الانسان فاذا اثرت موضوعياً تحتاج إلى تطبيق للأحكام الشرعية لكن بمنهجية جديدة
.
وقبل أن يجف ريق القلم اقول أن الحمد لله رب العالمين



المصادر

[1] مير جالد، الثقافة والدين، مجموعة المترجمين، طهران، نشر طرح نو، الطبعة الأولى، 1374هـ.ش، ص610.
[2] . فلسفة الدين، العلامة محمد تقي جعفري، تدوين عبد الله نصري، قم، مركز الثقافة والفكر الإسلامي، الطبعة الثانية، 1378هـ.ش، ص233.
[3] . مجلة كيان، العام الخامس، العدد 26، ص14.
[4] . الثقافة والدين, مصدر سابق، ص127 ـ 129.
[5] . راجع: علي رباني كلبايكاني، جذور العلمانية وآثارها، طهران، مؤسسة الفكر المعاصر الطبعة الأولى، 1379هـ ، ص17.
[6] . راجع سيدنا المرجع آية الله العظمى السيد كمال الحيدري / درس مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي رقم الدرس 462.

https://www.youtube.com/watch?v=DwsIHF0OHFQ.
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال