جمهورية افكاري ( ابو تبارك الناصري )
الاسد بشار هو من اوجد صراع القط مع الفار !!
بواسطة ابو تبارك الناصري, 16th October 2012 عند 03:47 AM (588 المشاهدات)
لا شك ان ما تنقله الفضائيات من صورة واخبار عن الوضع في سوريا , تدمى له العيون , وتقشعر له الأبدان , وتطأطئ له الإنسانية رأسها حياء وخجل.
بالأمس القريب لم يكن الشعب السوري طائفي , و إذا أردنا الدقة في الوصف لم يكن النفس السلفي طاغي عليه , و أكثر دقة لم يكن التكفير دينه ولا الذبح ولا القتل مذهبه , وكان كل من تطأ قدمه سوريا يروي لنا الروايات والقصص عن طيبة الشعب السوري , وبالأخص حبهم للعراقيين , الذين كانوا يتمتعون بحقوق شبه مواطنة في سوريا ليس من النظام فقط بل من الشعب السوري المدني بطبعه , حتى وصف لي احد الإخوة المقيمين في سوريا حال الشعب السوري وحالته الطائفية بنص العبارة (( شعب شيعي بس يتجتفون )) وكان يقصد التكتيف في الصلاة .
ولكي نكون منصفين أمام التاريخ , ونستذكر ما جرى قليلاخرج الشعب السوري كما خرجت بقية الشعوب العربية التونسي والمصري و الليبي والبحريني واليمني مع فارق إن الشعب اليمني فيه قبلية والحركة في البحرين قادتها جهات إسلامية ذات خلفية شيعية.
كسائر الشعوب العربية خرج مطالب بالحرية
حتى لم تكن شعارات أصلاح النظام ولا إسقاط النظام من أولوياته فقط هتفوا :
(( الله , سوريا , حريا وبس ))
وشهدنا الحملة الوحشية القمعية القاسية من قبل النظام ألبعثي في سوريا للمتظاهرين والتي لم يسلم منها حتى الأطفال , وأدت الى تهجير المئات خارج حدود سوريا مما دفع بعض الدول بالدخول على خط الأزمة سياسيا كما فعلت تركيا
وطائفيا كما فعلت السعووولية وقطر العقوق , مما زاد المشهد تعقيد مستغلة حالة الغضب والسخط الشعبي في تأجيج النزعة الطائفية وزرع بذور التكفير والقتل والذبح , وازداد المشهد سخونة بتطرف كل من طرفي النزاع .
حتى أصبح صراع بين التكفيريين السلفيين حديثي الولادة والنشأة والانتشار في سوريا المدعومين من قوى طائفية جل مصالحها في خلق أزمات طائفية في المنطقة لتبقى في موقع ريادة وصدارة وتتحكم في وضع المنطقة , هذا من جهة ومن جهة أخرى النظام السوري المستفيد كثيرا من خلق هكذا واقع ليبرهن للعالم بان ما يجري داخل سوريا ليس كما جرى في تونس ومصر وليس ثورة وانتفاضة على ظلم وقمع وقهر النظام السوري لشعبه ,
بل هو حالة صراع طائفي مسلح قد يعصف بالمنطقة اجمعها اذا ما قدر له الإطاحة بنظام الاسد .
بالضبط كما هو الطوفان الذي كان يعزف نظام صدام البعثي على وتره حين الحديث عن إسقاطه والتفكير بالبديل , نعم وهذا ما ترجمه خطاب بشار الجعفري مندوب سوريا في الجمعية العامة قبل عدة شهور وإطلاق جملته المشهورة
( ماذا بعد خراب البصرة؟؟ )
وكنت قد كتبت مقال بعنوان جملته هذه بينت فيه بان بشار الجعفري أراد توجيه رسالة الى شيعة المنطقة بان هذا الصراع هو صراع اخر الزمان , زمان خراب الامصار , زمان خراب البصرة !! من اجل استعطافهم واستمالتهم ليكونوا طرف في الصراع .
بعد ان نجح نظامه من طرف والسعووولية وقطر من طرف اخر الى تحويل المشهد السوري الى صراع طائفي مسلح يقوده التكفيريون .
المؤسف أيضا ان موقف الحكومة العراقية لم يكن واضح الى درجة تأييد مطالب الشعب السوري , فهي أيضا نظرت لنتيجة هذا الصراع دون ان تنظر لمن سعى إليه ومن أوجده , فهي مترددة بين دعم مطالب الشعب في الحرية نظريا , ومعارضة أي محاولة لتغيير النظام السوري بطريقة التدخل الخارجي او دعم المعارضة المسلحة التي طغى عليها الطابع التكفيري خوفا من تعبات هذا التغيير .
مما أدى الى تصنيف الحكومة العراقية ولو بتسويق إعلام الخليج بأنها حكومة داعمة للنظام السوري ,
لتكون طبيعتها الشيعية طرف أيضا في تأجيج الصراع , وتأصيل البعد الطائفي فيه ,
بل صورها الأعلام الخليجي بأنها الطرف المزود للنظام بالسلاح الإيراني وحلقة الوصل الإيراني السوري , طبعا جاءت هذه الحملة الإعلامية الخليجية ضد الحكومة العراقية لتدفع بالطرف المقابل للتمسك بصورة أكثر تطرف بخياره الطائفي المسلح لتغيير النظام .فبشار الاسد انتهج سياسة الأرض المحروقة التي كان دوما يلوح بها صدام بمقولته ( نسلم العراق تراب ) ولكن بشار أعطاها طابع أوسع بان يمدد الحريق للمنطقة برمتها من تركيا الى إيران للخليج بكل دوله والعراق ولبنان وقد تصل شرارها الي اليمن جنوبا والى مصر غربافبشار هو المسؤول الأول عما يجري من جرائم في سوريا حتى من طرف السلفيين التكفيريين , وعن الصراع الطائفي الاممي الذي شعل فتيل قنبلته التي ستنفجر في المنطقة فيما اذا ازيح عن السلطةوالسعوولية وقطر المسؤول الثاني عن تغيير طبيعة الاحداث في سوريا لتكون ذات مشهد طائفي سلفي تكفيري