جمهورية افكاري ( ابو تبارك الناصري )
الله يطيح حظ الأنترنت !!
بواسطة ابو تبارك الناصري, 16th October 2012 عند 03:43 AM (687 المشاهدات)
الله يطيح حظ الأنترنت !!
كعادة العراقيين حينما نغضب من شيء او يزعجنا شيء لا نملك الا السباب والشتائم لذلك الشيء المزعج او من سببه , في محاولة للتنفس عما يتراكم في داخلنا من شعور بالضيم والظلم والرغبة في الثورة عليه .
نعم وانا هنا اعتذر من السيد " تيم بيرنرز " فأنا دوما اردد تلك المقولة :
(( الله يطيح حظ الانترنت ))
حتى اصبحت الكلمة التي لا يمكن ان يفطم عنها لساني ما دمت اتصفح للشبكة العنكبوتية , فحينما يصاب جهازي بفايروس ( الله يطيح حظ الانترنت ) , وحينما لا اجد المعلومة التي ابحث عنها ( الله يطيح حظ الانترنت ) , وحينما يغلق الموقع الفلاني لأغراض الصيانة ( الله يطيح حظ الانترنت ) , وحينما لا استطيع مشاهدة الفيديوهات بسبب ضعف النت ( الله يطيح حظ الانترنت ) , وحينما اجد على صفحات هذه الشبكة النفاق والكذب و تزوير الحقائق و الاستخدام السيء ( الله يطيح حظ الانترنت ) , وحينما اسهر الى وقت متأخر من الليل وتصرخ بي ام العيال عندما تستيقظ بسبب انقطاع الكهرباء الوطنية او المولد
- وين رحت شجاي تسوي ما تحول -
نعم ارددها بإضافة بادئة لها
(( الله يطيح حظي وحظ الانترنت ))
وحينما لا يفتح الإميل بسبب نسياني لكلمة السر ارددها ولكن هذه المرة ( الله يطيح حظي) فقط فلا ذنب للأنترنت في نسياني للباسورد .
نعم اجدد الاعتذار للسيد " تيم بيرنرز " فأنا لم اقصد تلك الصفحات التي اخترعها لتبادل المعلومة ونقل البيانات ليتمتع بنو البشر بسهولة توفرها وسرعة تدفقها , بل اقصد استخدامنا السيء لتلك الصفحات .
و لبداية تلك الكلمة وكيف اصبحت تؤم لساني الذي لا يفارقه
قصة طريفة لا باس ان احكيها لكم للاستئناس بها .
قصتها تعود لقبل ما يقارب اربع اعوام في بواكير تصفحي لهذه الشبكة , وكما العراقيين عادة اول تصفح الشبكة
اما ان يذهب للبحث عن النكات التحشيشية و الفيديوهات الترفيهية و المضحكة و فضائح المشاهير و النجوم او الدخول لعالم الشات من اوسع ابوابه .
ولان الاولى قد اشبعت فضولي منها لأني قد تنعمت باكرا بمنجزات ثورة السن الازرق Blue tooth , فاخترت الثانية لأكتب اسمي في سجل المجاهدين لثورة اللسان الطويل (Chat) عسى ان لا يفوتني شيء من مكتسبات ومنجزات هذه الثورة العظيمة , فدخلت الشات وغرف الدردشة ماسكاً في شمالي برنامج مضاد للبوت الطارد من غرف الشات وشاهر في يميني برنامج رافع للفويس وانا ارتجز واقول :
( ارفع راسك انت عراقي )
وكانت المعركة حامية الوطيس بين العراقيين والاخوة المصريين والليبيين واليمنين والمغاربة و الخليجيين وباقي اخوة الضاد , فتمكنت حينها من السيطرة على فويس الغرفة لأبث من خلاله بيان رقم ( 1 ) واعلن تحريرها و ان الغرفة خاصة بالعراقيين فقط يتلو ذاك البيان - الذي كان اعلى نبرة و اشد حماساً من بيانات مقداد مراد - يتلوه اناشيد واغاني ليست كحماس البيان وشدت لهجته ولا كما الاناشيد الحماسية التي اعتدنا سماعها بعد كل بيان صادر من القيادة العامة للقوات المسلحة مثل ياكَاع ترابج كافوري او احنة مشينة للحرب او دايمين ودايم وطنة بيكم , بل اخذت ابث من فويس الغرفة اغاني تبعث الهدوء والشجن وذكريات ليالٍ وايام خلت , في محاولة لتهدئة اجواء الروم وامتصاص حالة التوتر التي تمكنت من نفسيات الاخوة المجاهدين العائدون من غزوة ( ام التجوت ) , فكانت الاولى هي معلقة ناظم السماوي ممزوجة بـ سمفونية محمد جواد اموري بالصوت العذب للفنان حسين نعمة ( يا حريمة ) فتعالت الزغاريد والتهليلات بان ولد الملحة قد استولوا على الغرفة بالكمال , اتبعتها بـ ( هم رجع كَلبي يحن ) لياس خضر فاعجب الكثيرين بذائقتي وكان ان طلب احد الاخوة صداقتي فقمت بإضافته على قائمة الاصدقاء وكنا نقتطع بعض الوقت اثناء الاستراحة من غزوات تحرير ما تبقى من غرف الشات وجمع الغنائم وكنا قد تعاهدنا على الذود عن اخر شبر في اقصى تكست لغرف الشات الحبيب , نقتطع بعض الوقت للدردشة على الخاص ونتعارف اكثر فبعد مضي ما يقارب الشهر عرفت انه يسكن مدينة الناصرية وبعد فترة قررنا اللقاء فيما بيننا فكان اللقاء في نقطة دالة تم تحديدها مسبقاً .
وفي لحظة اللقاء تفاجئ كلانا بان احدنا يعرف الاخر من قبل بل يزيد على معرفتنا إنا كنا اصدقاء منذ الطفولة بل هو جارنا الذي لا يبعد عنا سوى بضع امتار ولا يفصل داري عن دار صديقي سوى بيت واحد .
حينها صحت به ( ها ولك فلان , هذه انت واحنة صار لنة شهر نتعارف بالأنترنت – الله يطيح حظ الانترنت – )
فضحك وضحكت معه بعد ان حضنته وحضنني وكأننا لم نلتق من قبل وقال : أي والله ( الله يطيح حظ الانترنت ) , لو كنت تصعد فوق السطح وتخاطبني واخاطبك كان ذلك علينا اسهل من ان نكتب في صفحات الشبكة العنكبوتية ولا نعلم اين تذهب كلماتنا لتعود لنا .