وماذا بعد ؟!!
"واو الجماعة " .. المرأة في المجتمع
بواسطة منة الله, 26th April 2015 عند 10:59 AM (688 المشاهدات)
ان تسأل سيدة شرقية (عراقية تحديداَ)عن أمنياتها، فهذا يعني انك ستدخل الى متاهة ودهاليز متشعبة، لن تخرج منها بسهولة.
كيف لا ، وهي في طرف عباءتها عقدت العديد من الأمنيات التي تصدر صوتاً مجلجلاً كلما همّت القيام بأية حركة.
أمنيات تتجلى في صورة ابن ، زوج، أحفاد ، أم ، أب، إخوة، مجتمع.
هي تنسى الاهتمام بذاتها لدرجة لا يمكن وصفها بالطبيعية ،او الاستماع لصوت رغباتها لأنها اعتادت تلبية رغبات الآخرين .
هي تجهل ماتريد : هل هي حقاَ سعيدة في مهنتها؟ ام ان سر الرضا يكمن في انها مهنة تدر مدخولاً شهرياً يساهم في دفع جزء من الإيجار وتسديد قسط سيارة العائلة, ودفع أجور" خط السحب" ,
ولو امتلكت الخيار حقاَ, هل كانت لتعود لمزاولتها بحب؟
هي ترفض ان تكون تلقائية ,تغادر منزلها مع رفيقاتها متى ما أرادت ، وتعود متى ما أحست بالاكتفاء من الفرح وتغيير الجو الروتيني اليومي ,لانها لا تريد الاعتياد على نمط الكسل- بحسب رأيها- نمط تزينه أطباق الأطعمة الجاهزة، ومراسيم التسوق ، وأسلوب الحياة السهلة، لأنها تعي تماماً انها ستعود لحياتها الطبيعية عاجلاً ام اجلاً ، حياتها المعقدة المتشابكة , والتي يفترض بها ان تكون متأقلمة معها بشكل تام, تخلع قناعاَ وترتدي اخر, بحسب الوقت الملائم..
هي اعتادت ان تقول نعم ، لان كتيب التعليمات المقدس الذي جاء مرفقاً بـ "النيشان"- والذي وضعه والداها كهدية تذكارية, لم يكن يحوي كلمات اخرى بديلة، بل هو خالِ تقريباَ من الغلاف الى الغلاف سوى من كلمة واحدة :
(نعم)!
هي مشكلة مجتمع كامل يزرع الخوف في قلب الأنثى منذ الصغر, فتجدها منكمشة, مترددة, منقادة , تتحرك بأمر وتتوقف بأمر , لا مجال لاستكشاف العالم وسلبياته , ولا مجال كذلك للخوض في أساليب تطوير الذات وتنميتها بالشكل الذي يخلق منها انساناُ سوياً سيؤول لاحقاَ الى مؤسسة مسؤولة عن تخريج افراد لمجتمعهم, يطبقون ما تعلموه في تلك المؤسسة .
الغريب في مسألة المرأة او الام على وجه الخصوص , انها تشذ عن القاعدة التي تتحدث عن الشخص فاقد الشيء الذي لا يعطي شيئاَ للاخرين في النهاية ! فهي تعطي مالم تكن قد حصلت عليه في بيئتها غالباَ, بفطرة وغريزة لا يمتلكها سواها.
نحن بحاجة لثورة شاملة فيما يخص هذه الشريحة وتنمية ذاتها بصورة ايجابية وإعطائها فرصتها التي تستحق , ثورة تتعدى مرحلة المؤتمرات المدفوعة الأجور, والورش المغطاة التكاليف والتي لا تخلق ولا تصنع الا افراداَ- يتحولون الى ابطال لاحقاَ- , يتحدثون عن لسانها لكنهم لا يمثلونها بشكل حقيقي,
ان تسأل امرأة شرقية عما تحب وتتمنى ،
فهذا يعني انك ستسألها سؤالك هذا ، مرفقاً بواو الجماعة!
المصدر : صحيفة المدى