كشكول هاني
الحكمة
بواسطة Hani Yaqoub, 13th April 2015 عند 10:58 AM (469 المشاهدات)
الحكمة إما أن ينظر إليها من حيث هي وإما أن ينظر إليها من حيث اسبابها ونتائجها، فإذا نظر إليها من حيث هي فهي المعرفة، وأخصها معرفة الإمام، وإذا نظر إليها من حيث اسبابها فهي طاعة الله أو طاعة الامام، وإذا نظر إليها من حيث سببها الرئيس المؤثر في حصول سائر الاسباب فهي مخافة الله تعالى أو التقوى، وإذا نظر إليها من حيث نتائجها فهي الاتصال بعالم الملكوت وتلقي الافاضات الربانية بالمعارف والعلوم والتوفيقات... والفلسفة عند البعض هي منهج لتحصيل الحكمة، وهي معرّبة عن اليونانية فالفلسفة معناها: محبة الحكمة، حيث يظن الفلاسفة أن سلوك هذا المنهج في اكتساب العلوم والمعارف يؤدي إلى أن يصير الانسان حكيماً، فالحكماء هم الأنبياء والأولياء الذين يأخذون معارفهم اليقينية عن الله تعالى، وأما غيرهم من البشر ممن يشتغل بعلم المعقول فهم فلاسفة أو محبو الحكمة. فالفلسفة إذن من حيث المدلول اللغوي والاصل الاشتقاقي ليست هي الحكمة، وقد اطلقوا أحياناً الحكمة على الفلسفة تجوّزاً، تسمية للشيء باسم مقدمته، على قول من يعتقد بكون الفلسفة مقدمة وطريقاً إلى الحكمة.