جنى
مقال سياسي عجبني
بواسطة جنى, 6th March 2015 عند 11:59 AM (411 المشاهدات)
عحبني هذا المقال
علي السوداني
1
أظنّ ظناً ليس آثماً ، أنّ تدهور سعر برميل النفط الآن لن يؤثّر حتماً على مستوى معيشة شعب بلاد ما بين القهرين ، لأن أربعين دولاراً هو سعر البرميل الواحد وبمستوى طاقة التصدير والتهريب القائمة الآن ، بمقدوره إعالة الشعب وتمشية أمور وأيام دولة فاسدة تخلو تماماً من صناعة وزراعة وتجارة وخدمات بشرية صالحة وطب وتعليم ورياضة وثقافة ومشاريع وبناء وإعمار . تضعضع سعر النفط سيترك فقط كدمات ضخمة على جيوب وقلوب الحرامية .
2
أهل العراق وما تبقى منهم ومنهُ ، منشغلون هذه الأيام بطقطوقة خدّاعة سخيفة ، وفلم رديء لا يبدو انه سيكون قصيراً ، وقد شال عنوان لجنة أسباب سقوط الموصل تحت أقدام داعش
الّلمة تلتئم والتلفزيونات تصور وتتناقل وحاكم الزاملي يعيّط ورئيس الحكومة يبارك ، وكمشة شعراء شعبيين ومغنّين من صنف أخير الليل ، يكدّون ويسهرون من أجل انتاج طقاطيق وطنية تُخرس فم الفضيحة ، لكنّ علّوكي يقول لهم بيقين لا ينثلم ، أن هذه اللجنة ستشبه أختها بالرضاعة لجنة النزاهة ، وهدفهما معاً هو تغطية وستر الحرامي الأول والمهزوم الأول ، وبركسة الفضائح والفظائع برأس الصغار الذين سميناهم ضحايا ثانويين
3
رجاء أخويّ أطلبه وأتوسله من أنصار وعشاق صدام حسين ، أن لا يجعلوا الرجل معصوماً ومقدّساً وساتراً أحمر حراماً اجتيازه بالنقد وبالتصويب . ورجاء أخوي ثانٍ من خصوم صدام حسين ، أن يكفوا عن شتمه وشيطنته ونفخ مساوئه ، بل التعامل معه وفق قياس أنّ لهُ ما لهُ وعليه ما عليه . ورجاء ثالث من الذين أخذوا من صدام حسين العرش والبلاد ، أن يقارنوا أنفسهم به وبنظامه وبحزبه ، من جهة أعداد الحرامية والمرتشين والمزورين وحمَلَة الجنسيات والولاءات الثنائية والثلاثية والرباعية ، ودرجة العراق القائم الآن بوصفهِ أحد أفسد البلدان فوق وجه الأرض ، عندها ستنحلّ عقدتهم وسينتصر عليهم وهو في قبره وتحدث المصالحة .
ورجاء رابع من الذين كانوا يردحون ويأكلون على مائدة صدام حسين ، والآن يردحون ويأكلون من مائدة النطيحة والغزاة ، أن يتوقفوا عن عملية تصنيع وتزوير تواريخ وأيام ، يُراد منها تنظيف وجوههم وتبرير طعام بطونهم الحرام ، وأخص من هذا النوع القاتل ، من كان بزّاخاً قوّالاً سمساراً قرداً عند أعتاب الرئيس ، وكنّا نقاداً وشاتمين وصائحين بالحقّ وخارج اشتراطات المزاد .
في هذه القطعة المقطوعة من ضلع اليقين ، نقول ونكتب ونكرر
لو لم يتحامق ويتنافخ ويتجاهل ويذهب صدام حسين صوب مشيخة الكويت ، لما ذهبتْ كلّ بلاد ما بين القهرين العظيمين إلى الجحيم .