رؤية
صمتٌ و ثرثرة
بواسطة fairy touch, 14th February 2015 عند 02:15 AM (585 المشاهدات)
في طفولتهمـــــــا ...كانت تثرثر بلا انتهاء ...و كان لا يعيرهـــــــا ادنى اهتمام ...يلعب ُ معها بصمت ، و نشاط ، و تركيز في اللعب يُفقِدُه التركيز َ في ما تبقى من اشياء ، و منها هي ، و كلماتها و احاديثها الطفولية ...
ما كان انشغاله عنها يُعيي رغبتها بالحديث اليه يوما ً...كانت تشاطره اللعب فقط لتشاطره الحديث ...و كانت تفهم ُ صمتَهُ دعوة ً للآستمرار ....كانا ببساطة ٍ منسجمَين على ما كانا عليه ...فلا هو اشتكى ولا هي توقفت ْ.
وحين صارت وصايا الاهل الا تصاحب الا الفتيات ، لزاما ً...صارت بعفوية ٍ تفتقد ُ إنصاته ....وصار الصداع من ثرثرة الاخريات بلازمها ....و في النهاية ثارت ...فصمتتْ.....
لم تكن تتحدث ...صارت تسكت بلا انصات ..و تتذكره كلما اشتاقت ان تعبر عن نفسها ....صار ايقونة الحرية في عالم باهت الملامح ....
و كبُرَتْ..........
كبُرت و هي تحمله في خاطرها كما كان طفلاً...صديقاً....انيق الصمت ...و حين تكبر الاشياء في خواطرنا فقط ، تصير اجمل و اجمل ...
ظلت تسأل عنه بين آنٍ و آن ....كان جاراً رغم الحظر ...و يمكن السؤال في العرف عن الجيران ...
و رحل ...حمله اهله يوما ً بعيدا ً ...و ما عاد جارا ً....و مع الوقت ما صارت تعرف كيف ملامحه ...ولا كيف صمته .
و يوم حمل عرس اختها الكبرى اهله الى دارهم ...........احتضنتهم بعينيها ...و سلمت عليهم بقلب ٍ يختنق ُ بأسئلة ٍ يئست من اجوبة ...ارادت ان تقول لهم : كيفه ؟...و كيف صمته ....ارادت ان ترجوهم من اجل ساعة واحدة تتحدث ُ فيها اليه لتنفجر ...كما كانت ، بلا قيود ...لابد انها ستثرثر بقدر ما افترقا من سنين ....لابد انها ستموت ُ ثرثرة ...و ابتسمت من الاعماق لهذه السعادة التي لن تتحقق....و في غمرة اوهامها اقترب منها صوت اخته ...سمعتها تهمس ُ في اذنها : (هناك من يود الحديث َ اليك ِ...)
التفتت ...فرأتها تمد اليها يداً تحملُ هاتفاً محمولا ًتزفه نظرة مُشجعة ...
تناولت الهاتف .....(الو )...و جاءها صوته ...........هادراً بـــــــ: بسم ِ صوتك ِ..كم اشتقت ُ ان اسمعه !
و عامت ذاهلة ً في سيل ٍ من كلامه .....ما فهمت منه شيئا ً ....و لا نطقت فيه الا ........ بالصمت .