رحيـــل
دمــوعــي القـــــادمة
بواسطة رحيـــل, 19th September 2012 عند 08:25 PM (433 المشاهدات)
حتى لا نغرق في بحر الدموع القادمة.. أمسك بيدي.. عانق قلبي.. احتضن همومي وأوجاعي.. تشبث بي فأنا وأنت على حافة الدموع.
كم مضى.. وأنا أمد إليك يدي التائهة لتلتقطها؟
كم مضى وأنا أعاتب نفسي.. ألومها.. أحاسبها؟
اليوم أنا وأنت على حافة الدموع.. أنا وأنت والغرق ثالثنا.
في الأمس كنت تحاورها.. صدى همسك لها لا زال يرنّ في أذني.. كنت في الباب أزورها كي أسألها عنك.. عن سرّ غيابك!
كيف وصلت إليها؟ كيف احتضنتْ همساتك؟ كيف تحول همسكما إلى فراشات ملونة تطير في الأفق؟ كيف علت الحُمرة وجنتيها؟ كيف تاهت عيناها وشرد فيها طيفك فاستقبلتك زائرَ مساء وأشعة الشمس ترفرف راياتها على جبين الصباح؟
لم أعد أدري.. هل أعود أدراجي من حيث أتيت؟
أم أقتحم عليك الخلوة وأصفعك بقاسي الكلمات؟ هل أشد ضفائرها الجميلة المسترسلة في ألقٍ واسترخاءٍ على كتف كلماتك وتنهيداتك وزفراتك؟ أم أصاب بالصمم وأفقد البصر وأرسم على محياي ابتسامة البلهاء وأسألك في لطفٍ جمّ.. متى حضرت سيدي.. أي ريح طيبة حملتك اليوم إلينا.. وأية نسائم عبير قادتني أنا في هذه اللحظات؟؟؟
لا تركضي إليّ.. غاليتي أنت.. لا تركضي إليّ.. أرجوك لن أستطيع رسم إبتسامتي طويلاً.. دموعي تكاد تخونني كما خانتني عباراته العذبة التي كان يشجيني فيها صباح مساء.. ولا تسأليني ببراءة الأطفال وغنج العذارى.. ماذا يقصد بكلماته؟
لا تمزقي بأظافرك المهذبة جرحاً رسمه بفرشاة ألوانه على جدران قلبي.. لا تسأليني أهوَ الحب؟
أنت ضحية هذا الغرام.. أنت ضحيته.. في الغد ستأتينني لأكفكف دموعك.. لأقول لك هو الخاسر الوحيد.. هو الخاسر الوحيد.. لكن الآن.. لا.. لا.. لن أستطيع.. هي لحظتك الآن.. لحظتك بالقرب منه.. احييها كما تشائين.. كنت الأوفر حظاً في القرب منه.. في البقاء معه.. في العيش معه بكنف قصة حب وردية..
أما أنا فسآخذ هذا القلب المكتوي وأرحل.. سآخذ قلبي وأرحل.. هناك بحرٌ من الدموع سأسقط فيه ذاتي.. أغتسل من أجمل وهمٍ عشته في حياتي..
وهمٌ عاش بداخلي للحظة.. وهمٌ عاش بداخلي دهراً بأكمله.. لا أعلم.. لكنني عشته وهذه أثار أنامله على روحي انظري.. هل رسم لك ذات العلامات؟
غاليتي..أتمنى ألاّ تأتيني في الغد نادمة باكية.. أنت لا ذنب لك.. هو أيضاً لا ذنب له ربما فتنته منك النظرات.
أنا الآن خارج الباب لن أمدّ له يدي ليلتقطها.. سآخذ قلبي وآخر ما رأته عيناي وأرحل إلى بحر الدموع أغرق روحي.. أغسلها من وهم كاذب.. وهم تمنيته لو يدوم.