السيد مرتضى
ليس على اللّه بمستنكر أن يجمع العالم في واحد
بواسطة السيد مرتضى, 21st December 2014 عند 12:30 AM (703 المشاهدات)
بسم الله الرحمن الرحيمالعظمة الإنسانية و مثالها الأكمل و الأمثلليس على اللّه بمستنكر أن يجمع العالم في واحدأي و بحقه ليس ذلك منه تعالى بمستنكر، فهو الذي جمع العظمة و البطولة و المآثر و المفاخر الخالدة، و جمع الجلالة كلّها في الحسين عليه السلام؛ حسين الحياة و حسين العزة و الشهادة و حسين الإسلام، حسين القرآن و حسين الإيمان، حسين الغيرة و الشجاعة، حسين الحرية و الكرامة، والصبر و الإستقامة؛ شهيد الشرف و الإباء و إحقاق الحق، و نصرة الدين، و شهيد التضحية و الجهاد في سبيل اللّه و إعلاء كلمته و إنقاذ الناس من عبادة الطواغيت و المستكبرين.
فقد بذلعليه السلام مهجته و أولاده الأعزاء و إخوته الكرام و صحبه العظام؛ رجالات الدين و أبطال الإيمان و شهداء الفضيلة والكرامة الإنسانية، حتى إستنقذ المسلمين من الجهالة و من السقوط في درك الشقاء و الشرك و الكفر و حيرة الضلالة.
فصلوات اللّه و سلامه عليه و على أولاده و أهل بيته و أصحابه. فالحسين و أصحابه هم الذين قاموا بنصرة الإسلام و القرآن حينما كانا يستغيثان و يستنصران فلبّوا إستنصارهما حينما لم يلبّهما غيرهم؛ إمّا طمعاً بالجوائز و الصِّلات و المناصب أو خوفاً من جلاوزة بَني أمية. فالحسين لو لاه ما كنّا.
فالحسين هو الذي قام و لبّى و نادى و صاح و مخاطباً للدين: أنا لك و أنا للقرآن و أنا للمسلمين و المستضعفين، أنا الذي أدافع عن كيان التوحيد، أنا و أولادي و أهل بيتي و أصحابي المخلصين نذبّ عن الدين و ندافع عن دعوة سيّد المرسلين و ننقذ القرآن من أيدي الظالمين مسترخصين كل نفس و نفيس و لسان حال كل واحد منهم:
لبسوا القلوب على الدروع فاقبلوا يتهافتون على ذهاب الانفسالله اكبر، اللّه اكبر. ثار الحسين عليهالسلام، قام في هذا الوجود صارخاً مدافعاً عن الاسلام. قام في هذا الوجود مندداً بالطغيان: فلا معاوية و لا يزيد و لاغيرهما من الطواغيت؛ و لاإستعباد و لا إستكبار و هو يقول: إني لا أرى الموت في سبيل اللّه إلّا شهادة و الحياة مع الظالمين إلّا برماً ، و هيهات منّا الذلة. يأبى اللّه ذلك لنا و المؤمنون و حجور طابت و طهرت و أنوف حمية و نفوس ابية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام و لسان حاله:
إن كان دين محمد لم يستقم إلّا بقتلي يا سيوف خذينيو نداؤه هذا سيظلّ في البشرية إلى يوم القيامة، و يهيب بالانسانية و يدعوها إلى القيم الخالدة و إلى الغيرة و العزّة، و سيبقى يوم عاشوراء في كل عام المدرسة الإنسانية الكبرى و المكتب الأمثل الأوّل و الحسين عليه السلام يتلو على الناس آيات القراءة: تَعَالَوا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَ بَيْنَكُمْ.[1]
و يتلو أيضاً: لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ .[2]
و يتلو أيضاً: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسَانِ وَ إِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَ يَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْيِ.[3]
و يقرأ على الناس قوله تعالى: وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ.[4]
و يتلو: قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَ بَنَاتِكَ وَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ.[5]
نعم، إنّ يوم عاشوراء يوم القرآن، و يوم العدل و التوحيد و يوم الدعوة إلى الحق و الدين الحنيف كما أنه يوم خذلان الظالمين و عزّة المؤمنين.
فسلام اللّه عليك يا أباعبداللّه و على أولادك و إخوتك و على أصحابك المستشهدين معك و على أنصارك من بعدك الذين يحيون ذكرك و يقيمون مآتمك و على كل الباذلين و القائمين و المشاركين بالشعائر الحسينية.
رزقنا اللّه و إياهم شفاعة الحسين و إدراك ثأره في يوم اللّه الأكبر يوم ظهور مولانا الإمام المنتظر و العدل المشتهر الحجة بن الحسن العسكري عجل اللّه تعالى فرجه الشريف و آخر دعوانا أن الحمدللّه رب العالمين