ذرة من تراب الحسين
سرّية أسامة أبن زيد ، بين إصرار الرسول ﷺ وعصيان الصحابة
بواسطة ذرة من تراب الحسين, 16th December 2014 عند 05:28 PM (404 المشاهدات)
سرية أسامة:هي آخر السرايا على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم،
قال الصالحي الشامي:
إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» أقام بعد حجته بالمدينة بقية ذي الحجة، والمحرم، وما زال يذكر مقتل زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب وأصحابه، ووجد عليهم وجداً شديداً.
فلما كان يوم الإثنين لأربع ليال بقين من صفر. سنة إحدى عشرة أمر رسول الله «صلى الله عليه وآله» بالتهيؤ لغزو الروم، وأمرهم بالجد، ثم دعا من الغد يوم الثلاثاء لثلاث بقين من صفر أسامة بن زيد فقال: «يا أسامة، سر على اسم الله وبركته، حتى تنتهي إلى (موضع) مقتل أبيك، فأوطئهم الخيل، فقد وليتك هذا الجيش، فأغر صباحاً على أهل أبنى. وأسرع السير تسبق الأخبار، فإن أظفرك الله، فأقلل اللبث فيهم، وخذ معك الأدلاء، وقدم العيون والطلائع أمامك»
فلما كان يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر بدئ برسول الله «صلى الله عليه وآله» وجعه، فَحُمَّ وصُدِعَ. فلما أصبح يوم الخميس عقد لأسامة لواء بيده.
ثم قال: «اغز بسم الله في سبيل الله، فقاتل من كفر بالله، اغزوا ولا تغدروا، ولا تقتلوا وليداً ولا امرأة، ولا تتمنوا لقاء العدو فإنكم لا تدرون لعلكم تبتلون بهم، ولكن قولوا: اللهم اكفناهم بما شئت، واكفف بأسهم عنا.
فإن لقوكم قد جلبوا وضجوا، فعليكم بالسكينة والصمت، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، وقولوا: اللهم إنا نحن عبيدك وهم عبادك، نواصينا ونواصيهم بيدك، وإنما تغنيهم أنت، واعلموا أن الجنة تحت البارقة».
فخرج أسامة بلوائه [معقوداً]، فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي، وعسكر بالجرف، فلم يبق أحد من [وجوه] المهاجرين الأولين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة منهم أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وأبو عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص، وأبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، في رجال آخرين من الأنصار عدة، مثل قتادة بن النعمان، وسلمة بن أسلم بن حريش).
فاشتكى رسول الله «صلى الله عليه وآله» وهو على ذلك، ثم وجد من نفسه راحة فخرج عاصباً رأسه فقال: «أيها الناس، أنفذوا بعث أسامة».
ثم دخل رسول الله «صلى الله عليه وآله».
فقال رجل من المهاجرين ـ كان أشدهم في ذلك قولاً ـ عياش بن أبي ربيعة [المخزومي]: «يستعمل هذا الغلام على المهاجرين»؟.وقد اهتم فيها ـ بأبي وأمي ـ اهتماماً عظيماً، فأمر أصحابه بالتهيؤ لها، وحضهم على ذلك، ثم عبأهم بنفسه الزكية إرهافاً لعزائمهم واستنهاضاً لهممهم، فلم يبق أحداً من وجوه المهاجرين والأنصار كأبي بكر وعمروأبي عبيدة وسعد وأمثالهم، الا وقد عبأه بالجيش) وكان ذلك لأربع ليالٍ بقين من صفر سنة إحدى عشرة للهجرة، فلما كان من الغد دعا أسامة، فقال له: سر الى موضع قتل ابيك فأوطئهم الخيل، فقد وليتك هذا الجيش، فاغز صباحاً على اهل أبنى ، وحرق عليهم، وأسرع السير لتسبق الأخبار، فإن أظفرك الله عليهم فأقل اللبث فيهم، وخذ معك الأدلاء، وقدم العيون والطلائع معك.ثم
بدأبه صلى الله عليه وآله وسلم، مرض الموت فحم ـ بأبي وأمي ـ وصدع، فلما اصبح يوم التاسع والعشرين ووجدهم مثاقلين، خرج اليهم فحضهم على السير، وعقد صلى الله عليه وآله وسلم، اللواء لأسامة بيده الشريفة تحريكاً لحميتهم، وارهافاً لعزيمتهم، ثم قال: اغز بسم الله وفي سبيل الله، وقاتل من كفر بالله. فخرج بلوائه معقوداً، فدفعه الى بريدة، وعسكر بالجرف، ثم تثاقلوا هناك فلم يبرحوا، مع ما وعوه من النصوص الصريحة في وجوب اسراعهم لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «اغز صباحاً على أهل أبني» وقوله: «وأسرع السير لتسبق الأخبار»
قد قال صلى الله عليه وآله وسلم ـ فيما أورده الشهرستاني في المقدمة الرابعة من كتاب الملل والنحل: «جهزوا جيش أسامة، لعن الله من تخلف عنه "
ثم ثقل في مرضه، فجعل يقول: جهزوا جيش أسامة، أنفذوا جيش أسامة، أرسلوا بعث أسامة، يكرر ذلك وهم مثاقلون، فلما كان يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الاول دخل أسامة من معسكره على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأمره بالسير قائلاً له: «اغد على بركة الله تعالى»فودعه وخرج الى المعسكر ثم رجع ومعه عمر وأبو عبيدة فانتهوا اليه وهو يجود بنفسه، فتوفي ـ روحي وأرواح العالمين له الفداء ـ في ذلك اليوم.فرجعوا باللواء الى المدينة
ورغم اختلاف في وقت وفاة الرسول ﷺ وتاريخه الا ان المؤكد إنه أصر على إنفاذ جيش اسامة ولعدة أسباب
اولا:لانه أراد ان يُبين ان الصحابة ليسوا كفؤ للقيادة ولذلك سلم قيادة السرية الى اسامة بن زيد البالغ من العمر١٧سنة
ثانيا:لكي يطمن خلّوّ المدينة منهم وقت وفاته وبذلك يطمن تحقيق امر الـلَّــــﷻـــه بخلافة علي ﴿؏﴾ ويبدوا ان الصحابة فهموا قصد الرسول ﷺ لذلك عصوا أمره وخالفوا صريح القرآن الكريم حيث يأمرهم بإطاعة الرسول ﷺ :يجب إطاعة الرسول الاكرم لأن الله تعالى يقول: {وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}إن كل ما يأمرهم به رسول الله «صلى الله عليه وآله» هو بوحي من الله، لقوله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}أن الله تعالى يقول: {أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَهُ الشَّاكِرِينَ} ولم يخرجوا مع اسامة
رغم ان الرسول ﷺ قال"لعن الـلَّــــﷻـــه المتخلفين عن جيش اسامة"