ابحرت بمخيلتي بعيدا للماضي فتلمست خلوب ملامح المشاعر الصادقة , هناك في تلك القرية الجميلة وكأنها لوحة فنية معلقه على جدارن الكون, هناك حيث الطفولة البريئة والناعمة , ابحرت ووجدت نفسي شابكا يدي بيد صديقي الغالي وكنا ذاهبان للمدرسة بملابسنا النظيفة , كنا نسير بفرح وسرور وعيون براقة, وثرثرة متقطعة, كانت البلابل تغني ,وكانت صورتي تسير معي على وجه النهر الذي امتد طويلا ليربط بيتنا بمدرستنا, ونتركه يسير لوحده لندخل لساحة المدرسة.
الحقيبة الغالية هوية طفولتنا وضحكاتنا نشيدنا , ورحلتنا وطننا.
لم نكن نحب الاموال الا اننا نريدها لنشتري بها العصير والبسكويت فكانت تاتي ولا نعرف كيف وكيف الا انها تاتي فقط.
ابحرت قليلا فاعتصر القلب حنينا لتلك الايام ومافيها, كأنها حلم وردي, او حياة جنات الخُلد, كانت ايام رقيق المشاعر وكبير الاحاسيس , وكانت قليلة الهموم.
عدتُ هنا , اليوم وقد كبرنا انا وصديقي وكبر معنا الهم , ابتعد عني رغما عنه , لم يعد يراني رغما عني , والنهر تركنا ورحل عنا .
هناك وهنا كانت المشاعر , وهل الانسان الا مشاعر.
هناك وهنا كانت ولازالت الصداقة ,والصداقة بئر يزداد عمقا كلما أخذت منه.
هنا لهناك يبقى صراخ الذكرى يلهبني وتراني احن وأتالم بصمت.



الهي عفوك قبل جهنم والنيران