عبدالله النجار
الأمم المتحدة والعنوسة..
بواسطة عبدالله النجار, 5th December 2014 عند 06:57 PM (351 المشاهدات)
في الوقت الذي تكتوي فيه الدول العربية والإسلامية بنار العنوسة وسلبياتها، نجد (الأمم المتحدة) تسعى الى نشر مبادئ تتنافى مع تعاليم الإسلام، وتحارب عفة الرجال والنساء، فهي تعلن الحرب على الزواج المبكر، وتعده عنفاً موجهاً ضد المرأة، وفعلاً مذموماً ينبغي القضاء عليه نهائياً، وفى نفس الوقت تسعى لنشر الإباحية، والتأكيد على حق النساء فى إشباع احتياجاتهن الجنسية بالصورة التي يرينها، وفى الوقت الذى تقتضيه الحاجة؛ بغضِّ النظر عن المرحلة العُمْريَّة التي يمررن بها.
فعلى الرغم من أن متوسط سنّ الزواج فى دولة مثل ليبيا 32 سنة للذكور و29 سنة للإناث، وفى مصر 30 سنة للذكور و26 سنة للإناث، وفى سوريا 30 سنة للذكور و25 سنة للإناث؛ فإن الأمم المتحدة ترى أن الزواج المبكر يعوق تعليم المرأة وعملها، ومن ثمَّ على الفتاة أن تقدِّم تعليمها وعملها على الزواج، فالمادة (93) من (التقرير العالمى للمرأة) الذى عقد فى العاصمة الصينية بكين عام 1995م، وتعقد له مؤتمرات تقييمية دورية، تنصُّ تلك المادة على أن الزواج المبكر والأمومة المبكِّرة للشابَّات يمكن أن يحدَّ بدرجة كبيرة من فرص التعليم والعمل، ومن المرجح أن يترك أثراً ضارّاً طويل الأجل على حياتهنَّ وحياة أطفالهنَّ.
ونحن كمسلمين نقف من برنامج الأمم المتحدة الخاص بالمرأة موقفاً قوياً وثابتاً وشجاعاً، من منطلق قيم الإسلام العظيمة، وتشريعاته القويمة الخاصة بالمرأة والأسرة؛ فالبرامج التي تُطرح دائماً في المؤتمرات العالمية للمرأة تحمل العديد من الأفكار الهدَّامة، التي تعصف بالأسرة والمرأة والمجتمع بأسره؛ حيث يغفَل الدين في برنامج (هيئة الأمم المتحدة)، وأن ما يحتويه البرنامج من أفكار سيئة ومبادئ هدامة وخطيرة على الإنسانية بصفة عامة، وعلى البلاد النامية بصفة خاصة، والإسلامية منها بصفة أخص، هي التي قد أثارت عواصف الاعتراضات على مؤتمرات الأمم المتحدة، وساعدت على كشف الحجم الهائل من الشرور والمضارِّ التي حملتها برامجها الخاصة بالأسرة والمرأة، وخالفت بها الأديان السماوية عامة، والدين الإسلامي خاصة.
كما أن برامج الأمم المتحدة تشجع الأطفال والمراهقين والشباب - وخاصة الشابات - على مواصلة تعليمهم؛ لتهيئتهم لحياة أفضل، وزيادة إمكاناتهم البشرية؛ للمساعدة في الحيلولة دون حدوث الزيجات المبكرة، كما يدعو إلى أن تعمل البلدان على إيجاد بيئة (اجتماعية – اقتصادية) تفضي إلى إزالة الترغيب عن الزواج المبكر.
وهذا يعني أن البرنامج يدعو إلى رفع سن الراغبين في الزواج، عن طريق محاربة الزواج المبكر لدى الشباب من الجنسين، وفي هذا معارضة صريحة لتعاليم الإسلام، التي تدعو إلى الزواج وتحثُّ عليه، ما دامت القدرة عليه قد تحققت، والاستطاعة قد تيسَّرت؛ وفي ذلك يقول تعالى: {وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [النور: 32]، ويقول النبي - صلى الله عليه واله وسلم -: ((يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغضُّ للبصر، وأحصن للفرج))، وقوله - صلى الله عليه واله وسلم -: ((من قدر على أن ينكح فلم ينكح؛ فليس منا))!!
وكان هذا الموقف للشريعة الإسلامية من منطلق الحرص على صلاح المجتمع، وإعلاء راية العفة والطهارة في ربوعه، وسد منافذ الفساد، وإغلاق الثغرات التي يتولد منها الشذوذ الجنسي، ولن يكون ذلك إلا بالعمل على تقليل عدد العزَّاب والعوانس بين أفراد مجتمع المسلمين، كما أن تأخيره يؤدي إلى شيوع الفاحشة، ومن ثمَّ زيادة الأطفال اللقطاء، أو إباحة الإجهاض، وضياع الحقوق، وتوقف عجلة الإنتاج، وتفاقم المخاطر والمشكلات في المجتمع...
مقتبس..