ابوطفوف

كربلاء.. المسيرة

تقييم هذا المقال
بواسطة ابوطفوف, 6th November 2014 عند 01:01 AM (386 المشاهدات)
لقد انتهت مأساة كربلاء لتبدأ مسيرة كربلاء. انتهت هذه المأساة بسفك أزكى الدماء، وسبي أطهر النساء، وحدوث فاجعة لم يسبق لها مثيل عبر التاريخ، لتبتدئ بعد ذلك مسيرة جديدة، وهذه المسيرة تحولت إلى حقائق راسخة توغلت في عمق الإنسان حتى أصبحت جزء منه وكأنها سنة من سنن الكون.
دور الثقافة في انتصار الثورات
ولكن من الذي قاد هذه المسيرة؟
قبل أن نجيب على هذا السؤال لابد أن نلفت الأنظار إلى دور الثقافة في الثورة، فكلنا نعرف أن الثقافة هي عصب الثورة، فعلى قاعدة التوحيد والأيديولوجية تبنى الثورات، ومن هذه القاعدة تنطلق.
ولولا إيمان الثائرين الذي يدفعهم إلى التضحية من أجل الثورة، ولولا وجود فلسفة الشهادة في الأمة الإسلامية، لما كانت الثورات ممكنة الحدوث عبر التاريخ وخصوصاً الثورات الإسلامية بما كانت تحمل من بطولات وشجاعة.
ومع ذلك فإن دور الثقافة لا ينتهي عند هذا الحد، لأن الدور الأعظم لها يبدأ بعد الثورات، وسواء انتهت هذه الثورات بانتصار أو بنكسة مؤقتة فإن للثقافة دوراً أساسياً فيها.
إن الإسلام قام منذ البداية على أساس التضحية والفداء، والتعبير الذي يقول أن الدم ينتصر على السيف هو التعبير الموجز المستلهم من الآيات القرآنية وخصوصاً من قوله تعالى على لسان النبي نوح عليه السلام : (أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ )، وهو تعبير يلخص تاريخياً حافلاً بالدماء والدموع.
ولا ريب في أن الثورة الإسلامية حتى في بداية انطلاقها في عهد الرسول الأعظم (ص) ، كانت تعتمد على دماء الشهداء الذين يقتلون في سبيل الله، ومع ذلك فإن لم يكن هناك لسان ناطق باسم هذه الدماء، ولم تكن هناك فكرة معبرة عن تلك الشهادة، فإن الدم سيذهب هدراً، وبذلك لا يحقق أهدافه المقدسة.
وبالفعل لو انتهت مأساة كربلاء باستشهاد أبي عبد الله الحسين عليه السلام فلا ريب في أن هذه المأساة كانت ستطوى في عالم النسيان لولا ذلك اللسان الناطق باسم الثورة، والمتمثل في الإمام زين العابدين عليه السلام والسيدة زينب زينب الكبرى عليها السلام الذين حملا معهما مأساة كربلاء إلى كل أرض ومصر..
وبعد، فهذا هو دور الثقافة والإعلام، فالذي يحيي الشهيد ويميته هو الإعلام، ولذلك فإن مسؤولية بقايا السيف والدم هي مسؤولية أكبر من مسؤولية الشهداء. فعندما يقوم نظام طاغوتي بإعدام الصفوة من أبناء أمتنا يطرح سؤال مهم وهو: من الذي يحدد مصير هذه الصفوة المستشهدة؟
إنها مسؤولية أصحاب القلب، وأصحاب الفكر. فعندما يسقط شهيد لابد أن يرتفع من حوله وعلى كل بقعة من دمائه علم يدعو باسمه، ويصنع منه سيفاً يلاحق الطغاة في نومهم ويقظتهم؛ أما إذا سقط شهيد ثم سكت الآخرون فإن هذا يعني أنهم اشتركوا في جريمة قتله، فإن أماته الطاغوت مادياً، فإن الأمة ستكون قد أماتته معنوياً.
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

  1. الصورة الرمزية Hani Yaqoub
    احسنتم في ميزان حسنتاكم
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال