سألت نفسي مراراً .. كم سنبقى سوياً ؟ ولولا إني أعرفكِ أكثر من نفسكِ .. لشككت إننا سنستمر طويلا .. كل الذكريات تقول .. إننا لن نفترق .. كانت ثمة أشياء كثيرة نشترك بها .. حلمنا واحد .. تفكيرنا .. وتلك المساحات الشاسعة من المشاعر .. صدقنا .. كنا فقط نعرف من نكون حين نكون مع بعضنا .. حتى الأبراج .. نشترك بنفس البرج .. بنفس تقلب الأمزجة .. أليس غريباً ان تثمر صدفة عن كل هذا التطابق .. أليس في الامر مؤامرة .. تقضي بأن نلتقي !! في مثل هذا الوقت .. من العام الماضي بدأنا نعرف بعضنا .. كان لقاءاً يحمل على أكتافه انتظار سنين طويلة .. وكنت كقطة مغمضة العينين .. لا تعرف غير ابتسامة صادقة لا تعرف الزيف .. لا تعرف الخديعة .. مَدننا أواصر الثقة كطفلين صغيرين .. يثقان بأن العالم مجرد دمية تهبهما السعادة والصفاء .. ثمة شيء كنا نجهله .. كيف تعلق احدنا بالاخر كل هذا التعلق .. وكيف ارتبطنا بهذا الرباط الأزلي ؟؟ ثمة أشياء كثيرة نجهلها .. لكنني اعلم إننا حين نكون مع بعض لا شيء اخر مهم ..
كان أسوء شيء فيكِ .. انكِ لا تستطيعين إخفاء أي شيء عني .. عيناكِ تتكلم فلا داعي للكلام .. وابتسامتكِ بوح خفي فلا داعي للصمت .. كلانا يعرف اننا خلقنا لبعضنا .. ليس ثمة مجال للشك اننا ما كنا لنحب أحداً بصدق سوانا ..
في مثل هذا الوقت من العام الماضي .. كففنا بشكل من الاشكال عن الكلام .. كففنا بشكل من الاشكال عن الصمت .. لا استطيع ان احدد كيف كنا نتخاطب .. او كيف كانت لغتنا تبتكر حروف لا نعرفها .. كان بوسعنا حينها ان نطرح مئات الأسئلة .. لكننا ما كنا نجيب الا بإجابة واحدة : قد التقينا !! على إني أقول ليس ثمة تواريخ لحكايتنا .. ليس ثمة أماكن للقائنا .. ليس ثمة تخطيط مسبق لكل ما يحصل بيننا .. أعجبني انكِ لم تكوني تعرفين الكثير .. ليس لديكِ سوى كتب صماء .. اتقنتي مسامرتها .. فانسللت من خلف كتبكِ لأساند ثورتكِ بوجه كل شيء .. وأعلن ثورتي .. شعارنا سنبقى الى الأبد ...