رجل يستوطن ذكرياته
لها
بواسطة رجل يستوطن ذكرياته, 29th October 2014 عند 08:13 PM (580 المشاهدات)
أردت ان أقول لكِ شيئاً مختلفاً كنت اخبأه خلف كلامي .. لكن شيء ما يجبرني ان أخفيه دوما .. أتعلمين ان هناك موت مشرف .. ليس بمقاييس الشرف .. ليس بمقاييس البطولة .. ولا بمقاييس التضحية .. بل بمقاييس الانتهاء .. موت يأتي بعد كل شيء .. راحة لا تشبهها راحة .. موت يلامس عذاباتنا ملامسة حبيب يريح شوقه بملامسة حبيبه .. يحتضننا كأوجاعنا .. كما نحتضن من نحن بحاجة لأحضانهم .. بشيء من الحنين المتراكم .. موت نحن بحاجته .. هو موت الوقت المتأخر عن حضورنا المبكر .. يأتي رغم تأخره بمحاذاة الحياة منذ لحظة ولادتنا .. موت نخافه وبالرغم من ذلك نشتهيه ونتمناه في أوقات كثيرة .. أوقات تجبرنا على التعثر بمطبات الحياة .. فيصبح كل شيء ركام .. نؤثث به جدران حياتنا .. هل علي ان أواصل كلامي وانا أطفئ اخر كلماتي التي ردت ان أقولها .. كيف لا وأنتِ تكممين مشاعري ورجاءك ان احبسها بعيداً عن الكلام ...
موت مشرف حين يصبح نهاية مشرفة تحفظ لنا راحتنا باستسلامنا دون شروط .. موت يسرق منا راحة لا نعلم ان كنا سنملكها ؟ راحة لن نملكها بعد ذلك لكننا سنتنعم بها بإقساط مريحة .. هل اكمل .. ام أقول لكِ : لطالما أربكتني طريقة حبكِ لي .. تطالبيني بأن اكتم مشاعري .. وتشتاقين لكلمات تظهر حبي .. تتعطرين بها وتنامين اخر الليل .. فاحتار في اختيار كلامي .. فيجب علي ان ابوح بمشاعري متجنباً كل مطب يمكن له ان يجعلكِ تتعثرين شوقاً فتبوحين بكلمات تقوليها صمتاً كي لا اسمعها .. بل لأفهمها .. وانا بحاجة كلمات اسمعها منكِ لأقولها لكِ بطريقة أخرى .. احبكِ حب يصبح الموت دونه مشرفاً ...