رؤية
عيــــــــد
بواسطة fairy touch, 17th August 2012 عند 05:28 PM (681 المشاهدات)
تكبيرات ...تكبيرات ...وتكبيرات
ملأت كل الاجواء ....كأسرابِ فراشاتٍ جاء بها الربيع بعد طول انتظار ....
هو ذا العيد اشرقت شمسه ....هو ذا العيد الذي ينتظره الاخرون قدِم.
وحدها لا تحبه ..ترهب موسيقى مآذنه ....و زحمة البيت فيه ...والاهم من هذا ..............!
اوقفت سلسلة افكارها قسرا ً بالنهوض نحو خزانة ثيابها ...اختارت فستانها الليلكي الجديد ...واندست فيه برشاقة ...مررت اصابعها بين خصلات شعرها البني المنسدل برقة ...ثبتت فيها دبوساً بحنان ...وتمعنت باشفاق على كل ذرة فيها ستنزل السلم نحو ..........!
لم تنسَ عطرها الخافت الهامس ....احست بذراته تحتضنها مواسية .......ربااااه ..انه العيد ...
خالت نفسها تسمعُ درجات السلم تئن تحت جبل كيانها المتثاقل نزولاً....كان احد الاطفال المتصارخين لعِباً يسقط ارضاً اذ اصطدم بها وهو يفر من مطارِد...ناولته يداًخَدِرة لتساعده على النهوض ...وطبعت على خده قُبلة ...
ملأ ابناء اخواتها واخوتها ممرات الدارِ و غرَفه ....و تابعت الكبار متشاغلين بالتحضير للغداء ...مرت بين الجميع صامتة ...هادئة ...كشبحٍ يسبح في هواء ...
لم تدر اين تذهب ....نادتها احدى اخواتها مستنكرة ...(ايمان ، تعالي لأعايدك ..مالك ؟..الم تشتاقي لنا )...اغتصبت ابتسامةً ورمت بها على شفتيها ...وتحركت نحو اختها التي تلقتها بأحضان حارة ...لم ترد على المعايدين بأكثر من ابتسامة ...ظلت مشغولة البال بـ........!
احست بالاطمئنان المؤقت حين ادركت انها جالت البيت كلّه تقريبا ً دون ان تراه ...هو لم يصل بعدُ اذاً....لم تدر ماذا ستفعل ...لم تدر ماذا تريد ...هي لن تستطيع الافلات من حضوره ....لابد ان تشهد نفسَ الاحداثِ كل عيد ...حين يحضر متألقاً رائعاً ..نجماً هابطاً من السماء ..لتتلقفه حورياتُ العائلة بالتهاني والتملق ...ويرد هو بكياسته الرقيقة ...وكلماته المجاملة لهذي وتلك ويغدق الابتسامات والضحكات على باقات النساء المصلّيات في محرابه ...فيبدو الهاً صغيراً ....
كم تكره تلك الساعاتِ المعذبة التي يُعتصَر فيها فؤادها بصمت ...وتصير هي جنيةً صغيرة منزوية بهدوء لا مرئي في احدى زوايا ظلّه الشاسع ...
يالقلبها الذي احبه منذ صار يعرف معنى الحب ...فغدى مشهدُ عيده ونسائه يجلدها دون ان تملك صراخاً....او حتى ان تحلم بتأوّه .
اغمضت عينها على دمعةٍ ملتهبة وهي تستقرئ ما سيجري بعد دقائق ....لكن الدمعة افلتت ثائرة على صمتها ...
كما في غيبوبة ...لم تفكر في فتح جفنيها... حين مرت اناملُ دافئةٌ لتتلقى الدمعة الهاربة ...
حتى لكأنها صارت خارج الزمان ... لم تعد قدماها تلامسان الارض ...وراحت على بساط همسة من صوت حبيب. :( أتبكين واليوم ُعيد؟)...
عيـــــــــد ...عيـــــــــد ...عيــــــــــد .....تكاثرت الحروف وتوالدت الكلمة في كيانها فارتعدت في صحو ...لتجد نفسها وجهاً لوجهٍ معه ...ردد مرة اخرى :( اتبكين واليوم عيد ...؟)
كان يرمقها نصف غاضبٍ نصفَ مشفق ...وقد سد بقامته عنها كل الوجوه البعيدة و اسكتَ بصوته كلَّ ضوضاء ...
نظرت اليه كطفلة في امتحان لا تعرف فيه اي اجابة ...كانت خائفة ...خائفة ...
سمعت حروفها تتبعثر في الهواء : (متى اتيتْ؟)
تبدلت ملامحه .....تبسم ابتسامته السماوية ...: ( كنتُ في مرمى عبيرك حين نزلتِ السُلم ايتها السندريلا ....كدتُ اخطَف حذاءك البلوري و انت ذاهلة ....فيم ترى كانت تفكر الاميرة وهي تجوب الانحاء متلفعة بصمتها ؟ ان تنزوي كعادتها...هل تحسبين انني كنت سأضيع القمر في سماء لا تملؤها سوى النجوم ......و هل يمكن الا ننتظر الهلال بعد اشهر من الصوم ؟)
كان حاجباه معقودين ....في اصرار و تأكيد ....
اطل وجه امها باسماً من فوق كتفه ....ابعدته برقة عن طريقها ...سمعت امها تطلق جملتها برنة ضحك ....(ابتعد ...مازال علينا ان نأخذ رأيها بك اولاً....)....ودست في يدها المعروقة علبة صغيرة مفتوحة على حلقتين ذهبيتين ....
مرة اخرى سمعت التكبيرات ....اصوات الاطفال ...ضوضاء المطبخ ....
انه العيــــــد .........
لكنه قرر ان يجيء مختلفاً هذه المرة ...
لـيصير لها دون كل الاخرين........... عيــــــــــد .