من المؤكد ان الامام الحسين عليه السلام لم يقدم على الثورة من دون ان يكون له منطلقات محددة واهداف معينه , فالامام الحسين لم يكن يرغب في الموت لاجل الموت , ولا كان مغامرا يريد احداث فوضى , وبلبله في الامة وانما كان صاحب قضية ورساله فما هي أهدافه ورسالته ؟ لم تكن ثورته عليه السلام تهدف تغير راس النظام القائم فحسب _أي نظام _ ليس صدفه وانما هو نتيجة اوضاع معينه والاوضاع المعينه نتيجة ثقافه معينه تسود الامة وتحكم مسيرتها . من هنا فنحن لا يمكن ان نعتبر اسقاط الحاكم هدفا وحيدا لثورة الامام عليه السلام ولا هو صرح بذالك وانما كان الهدف بالاضافه الى تغير النظام صنع تغير في بصيرة الناس وتغير الافكار والرؤى وتبديل العلاقات الاجتماعيه ومن ثم تغير النظام القائم . ان قناعة الامام عليه السلام بان الاوضاع القا ئمة كلها شاذه ةانها تحتاج الى تغير جذري في بنيانها هي التي دفعته للثورة . ونستطيع ان نلخص اهداف الثورة التي هي بالطبع اهداف الاسلام في كل زمان ومكان في الامور التاليه : 1_ صنع امة رساليه أي بناء قاعده جماهيرية تتخذ حمل رسالة الايمان بالله والالتزام بقوانينه وشريعته . 2_ بناء مجتمع اسلامي يتخذ الاسلام في علاقاته وأنظمته ودساتيره مصدرا وحيدا في التشريع ويبني كافة مواقفه وفق القواعد الاسلاميه العامة . تخليص القواعد والاصول الاسلاميه من التحريف وانقاذها من التزيف . ولان كل ذالك لم يعد ممكنا مع النظام القائم انذاك فقد حمل الامام السلاح وبدا الثورة ضده . فهو لم يشن حربا عدوانيا ضد احد وانما حمل السيف لرد عدوان قائم متعدد الجوانب وان كان النظام القائم في السلطة أبرز معالم ذالك الوضع الشاذ .أنه كان يحارب من اجل اقامة العدل وتحقيق الحرية واصلاح الفساد ورد الظلم ومقاومة العدوان . يقول الامام الحسين : الا واني لم اخرج اشرا ولابطرا ولا ظالما ولا مفسدا وأنما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي أريد ان امر بالمعروف وانهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله اولى بالحق ومن رد علي هذا اصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين