قصتان واقعيتان تتحدثان عن احترام شخصيتين مرموقَتَين من غير المسلمين لشخصيتين من علمائنا الأعلام..الأولى: (بان كي مون) الأمين العام للأمم المتحدة، عندما زار مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني (دام ظله) وأراد شرب الماء، ذهب إلى زاوية في المكتب ليتخفى عن ناظِرَي سماحة آية الله السيد محمد رضا السيستاني دامت بركاته، حياءاً منه واحتراماً لسماحة السيد وكذلك احتراماً للمكان الذي زاره .. بيت المرجع الديني الأعلى للمسلمين من أتباع مدرسة أهل البيت، ولم يؤثر به منصبه الذي يعلو منصب رئيس دولة، وكل ذلك احتراماً للعلم والعلماء.

الثانية: الطبيب الصيني الذي عالج المرجع الديني سماحة الشيخ الفياض (دام ظله) عندما سافر سماحته للعلاج قبل ثلاث سنين تقريباً، إذ أنه بعد أن سمع بأنه من مراجع الشيعة ولا زال متصدياً للتدريس على الرغم من كبر سنه امتنع عن أخذ أجور العملية ولم تؤثر به شهادته العالية ومكانته العلمية والاجتماعية، كل ذلك أيضاً ليس إلا احتراماً للعلم والعلماء.أقول:
هل شخصياتنا (المرموقة) تتعامل مع مراجعنا وعلمائنا بنصف هذا الاحترام؟!
وكيف هو احترامنا نحن عامة الشيعة لمراجعنا وعلمائنا؟!
هل تزودنا من تراث أهل البيت وتوصياتهم في ذلك؟!عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول:
(( إن من حق العالم أن لا تكثر عليه السؤال ولا تأخذ بثوبه وإذا دخلت عليه وعنده قوم فسلم عليهم جميعا وخصه بالتحية دونهم، واجلس بين يديه ولا تجلس خلفه ولا تغمز بعينك ولا تشر بيدك، ولا تكثر من القول: قال فلان وقال فلان خلافا لقوله ولا تضجر بطول صحبته فإنما مثل العالم مثل النخلة تنتظرها حتى يسقط عليك منها شئ، والعالم أعظم أجرا من الصائم القائم الغازي في سبيل الله )).ملاحظة مهمة:
هاتان الشخصيتان غير المسلمتين إنما يحترمان العلماء لأنهما يريان في ذلك احتراماً لنفسَيهما.